طائر الكاردينال ثنائي الجنس
في ظاهرة غريبة وُجد كاردينال يتميز بريش أحمر على جانب ورمادي على الجانب الآخر، وهذه الحالة الغير اعتيادية في الريش تشير إلى أن هذا الطائر ثنائي الجنس نصفه ذكر والنصف الآخر أنثى؛ حيث أن ذكر الكاردينال يتميز بالريش الأحمر، والأنثى بالريش الرمادي الغامق.
ينقسم طائر الكاردينال ثنائي الجنس إلى ريش أحمر على الجانب الأيمن وآخر رمادي داكن على الجانب الأيسر، حيث أن هذا الطائر يحتوي على الجين الأنثوي والذكري معًا.
كما أنه توجد حالة ازدواج الجنس في الكثير من الطيور والفراشات والحشرات؛ ووفقًا للدراسات فإن الكاردينال ثنائي الجنس حالة خاصة من السهل التعرف عليها حيث أن الذكر والأنثى من هذا النوع يُظهرا تباينًا واضحًا في الألوان.
والسؤال هنا كيف ينتهي المطاف بالكاردينال ليصبح ثنائي اللون والجنس؟
إن ظاهرة ازدواج الصفات الجنسية (Gtanandromorphism) هي ظاهرة نادرة شوهدت عند الطيور والقشريات والحشرات، وهي تتمثل بامتلاك الكائن لصفات أنثوية وذكرية، ويأتي هذا المصطلح من كلمتين هما “gen” بمعنى أنثوي، و”andro” بمعنى ذكري، سبب هذه الظاهرة هو خلل في الصيغة الصبغية في المراحل المبكرة من انقسام البويضة الملقحة.
وبالنسبة للطيور فإن صبغياتها الجنسية مختلفة عن الإنسان حيث أن الصيغة الجنسية للإناث هيZW، وصيغة الذكور ZZ، وليس من المؤكد أن يكون الفقد الصبغي هو سبب حالة ازدواج الصفات الجنسية في طائر الكاردينال، ولا نعرف تمامًا ماهية تأثير هذا الفقد على تحديد الجنس عند الطيور، وتكمن الصعوبة في تحديد سبب هذه الظاهرة في الطيور إلى أن الصبغين الجنسيين على قدر كبير من الأهمية في حين أن الصبغي Y لدى البشر شديد الأهمية وهو الذي يحدد الجنس.
وقال دانيال هوبر”Daniel Hooper” عالم أحياء في مختبر علم الطيور بجامعة كورنيل”Cornell Lab of Ornithology”: “أنه يمكن نظريًا الحصول على طائر مزدوج الصفات الجنسية من خلال دمج اثنين من الأجنة في مراحل مبكرة من النمو، والتي تم تخصيبها بشكل منفصل”.
ووفقًا لهوبر فإن هذه الحالة يمكن أن تحدث نتيجة بويضة تحمل نواتين بحيث تحتوي نواة على كروموسوم Z والأخرى W؛ وعندما يتم تخصيب تلك البويضة بواسطة حيوان منوي يحمل اثنين من الكروموسومات Z وتتطور البويضة باستخدام كل من ZZ وZW بالتساوي وبالتالي يكون نصف جسمه يحتوي على خلايا ZZ الذكورية بينما النصف الآخر يحتوي على ZW الأنثوية، ومع ذلك هذا ليس مؤكدًا وسيتعين تحليل دم الطائر للتأكد.
ومن هذا يتضح أنه إذا كان دماغ الطائر أيضًا نصفه ذكر والنصف الآخر أنثى؛ فإنه من المحتمل أن لا يكون قادرًا على الغناء؛ حيث أن مهارة الغناء موجودة في الذكور الحيوية فقط.
كتابة: سمية اسماعيل
مراجعة: ميار محسن
تصميم: امنية عبدالفتاح
تحرير: اسراء وصفي