الأحياء

هل الأخطبوط يحلم مثل البشر؟

يشتهر الأخطبوط بقدراته المذهلة على تغيير لون بشرته وملمسها بسرعة، والاختباء من الحيوانات المفترسة، والتسلل إلى الفريسة والتواصل مع بعضها البعض.

ولكن ما الذي يحدث بالضبط عندما يغير الأخطبوط لونه عند النوم؟
تم التقاط فيديو يوضح الأخطبوط الكاريبي ذو البقعين (Octopus hummelincki) وهو ينام في العراء في حوض جيد الإضاءة، وعندما بدأ يغفو تغير لون جلد رأسه بشكل واضح، من الضوء إلى الظلام، ثم إلى الضوء مرة أخرى.

في بداية المقطع، كان الأخطبوط يظهر بلون أبيض لؤلؤي، ولكن بعد ذلك، فقد ظهرت أنماط داكنة تنبض مع أنفاسه على جلده. ثم انتشر اللون الغامق على جسمه، بعد ذلك بدأ يتلاشى ببطء إلى اللون الأبيض.

تحدث تغيرات الألوان مثل هذه بسبب chromatophores الخاص بالأخطبوط، وهي خلايا صبغة متخصصة تتوسع أو تنقبض لتغيير الألوان والأنماط على جسمها. يُعتقد أن هناك نوعان آخران من الخلايا، وهما الخلايا القزحية “iridophores” والكريات البيضاء “leucophores”، واللذان يستطيعان اكتشاف الألوان التي يتطابق معها جلد الأخطبوط. من دونهما، فإنه من المحتمل أن الأخطبوط لن يتمكن من التعرف على هذه الأشكال، لأن الأخطبوط أعمى للألوان.

وقد أشار أحد الباحثين إلى أن العمليات الدقيقة التي توضح مدى تطابق الألوان لا تزال غير مفهومة تمامًا، على الرغم من أنه يتم دراستها بدقة شديدة، لكن الأبحاث الحالية تشير إلى أن الخلايا الفعلية نفسها يمكنها مطابقة الألوان.

فعادة ما تقوم رؤوس الرخويات بتنشيط القوى الخاصة بها وذلك يكون استجابة للظروف المتغيرة المحيطة بها. لذلك، هل يعني عرض ألوان الأخطبوط هذا دليل على أنه يحلم؟ قامت الكثير من الأبحاث على الرخويات في النوم والحلم على مر السنين، لكن رغم ذلك، لا يوجد دليل كافٍ ليقول على وجه اليقين ما إذا كانوا يحلمون بالطريقة التي يحلم بها الناس أم لا.

وقد فرض الباحثون أن هناك بعض الأنواع من الأخطبوط لديهم القدرة على القيام بحركة مشابهة لحركة العين السريعة في البشر والتي تسمى”REM” لكن هذا ليس مؤكدًا بعد.

والأخطبوط ليس له دماغ مركزي، وذلك على عكس البشر (أو أي فقاريات)، ولكنه يمتلك أدمغة متعددة، وهي عبارة عن حزم من الخلايا العصبية موزعة في الأطراف. ويمنح هذا الجهاز العصبي -غير العادي- الأخطبوط تحكمًا دقيقًا في الخلايا المسئولة عن تغيير اللون، ومع ذلك، قد لا تستطيع الكائنات التحكم في هذه القدرة بالكامل طوال الوقت.

لكن لا توجد إجابات محددة على بعض الأسئلة: هل يحلمون؟ وما الذي يحلمون به؟

المصدر

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: سمية اسماعيل

تصميم: امنية عبدالفتاح

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى