العثور على حلقة وصل جديدة بين الديناصورات والطيور
استطاع فريق دولي من العلماء بجامعة مانشستر “Manchester” العثور على نوع جديد من الأركيوبتركس “Archaeopteryx” الأقرب إلى الطيور الحديثة من الناحية التطورية، فقد أصبحت الأركيوبتركس أحد أشهر الاكتشافات الأحفوريات في علم الحفريات المعروفة باسم “أيقونة التطور” أو “الحلقة المفقودة” بين الديناصورات والطيور.
وقد قام الفريق بإعادة فحص واحدة من 12 عينة معروفة من أنواع الأركيوبتركس وذلك من خلال فحص سنكروتروني “synchrotron” (وهو شكل من أشكال تحليل الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد، فهو جهاز توليد الإلكترونات السريعة).
ومن خلال الفحص قد تبين أن هذا الفرد من أحافير الأركيوبتركس، والمعروف باسم “العينة رقم 8″، كان أقرب إلى طائر حديث أكثر من قربه إلى الزواحف. لذلك، فهو تطوري مميز ومختلف بما يكفي ليتم وصفه على أنه نوع جديد، وقد أطلق عليه الأركيوبتركس البرسدورفيري “Archaeopteryx albersdoerferi”.
ويتميز الأركيوبتركس البرسودرفيري ببعض الخصائص الهيكلية المختلفة، والتي تشمل انفصال عظام الجمجمة، وحزام الصدر، ومكونات الجناح، وتكوين عظام الرسغ والمشط القوية، وهذه الخصائص تظهر أكثر في الطيور الحديثة، العينة رقم ثمانية هي الأصغر بين جميع العينات الـ 12 المعروفة بحوالي نصف مليون سنة، ويعد الفرق في السن هذا بالمقارنة بالعينات الأخرى عاملًا رئيسيًا في وصفه على أنه نوع جديد.
ومن خلال تشريح الحفريات رقميًا، وجد فريق البحث أن هذه العينة قد اختلفت عن كل العينات الأخرى، فقد امتلكت تعديلات في الهيكل العظمي كان من الممكن أن تساعد في تحليق أكثر كفاءة، وهذا طائر أكثر تطورًا، يتكيف بشكل أفضل مع الطيران، وهو نوع جديد من الأركيوبتركس.
تم وصف الأركيوبتركس لأول مرة على أنه “الحلقة المفقودة” بين الزواحف والطيور في عام 1861 م، ويعتبر الآن الرابط بين الديناصورات والطيور، وقد تم العثور على 12 عينة فقط وجميعها من أواخر العصر الجوراسي “Jurassic” (وهو أحد العصور الجيولوجية القديمة، والذي امتد لحوالي 65 مليون سنة) في بافاريا “Bavaria”، وهي ألمانيا الآن، والتي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 150 مليون سنة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رؤية العديد من العظام والأسنان بأركيوبايريكس من جميع الجوانب، وكل الأدلة تؤكد أن الأركيوبتركس هو الطائر الأول، وليس مجرد واحدًا من الديناصورات العادية.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: سيلفيا أمير
تصميم: أحمد سرور
تحرير: رنا ممدوح