هل لك أن تتصور يومًا أن تتخذ أنواع من البكتريا بشرتك منزلًا؟
الإجابة: نعم! وهذا ما وجده “تيرياكي ناكاتسوجي” في جامعة كاليفورنيا مع فريقه البحثي.
يقول ناكاتسوجي: “لدى جلد الإنسان ما يقرب من مليون بكتيريا لكل سنتيمتر مربع” كما أنها تحمي الجلد من مرض جلدي يُعرف بالإكزيما “eczema”.
لكن بعض بكتيريا الجلد تبدو جيدة لنا، عندما قام فريق ناكاتسوجي بتربية بكتيريا البشرة من المتطوعين، وجدوا أن العديد من هذه البكتيريا كانت قادرة على إنتاج بروتينات مضادة للبكتيريا عندما تم إدخالها إلى البكتيريا الضارة.
كما أن سلالة من نوع واحد، وهي “Staphylococcus epidermidis”، تم منها صنع جزيء مشابهة لعقار يُستخدم في علاج سرطان الدم، وعندما قام الفريق بتطبيق هذه المادة الكيميائية المُسماة بـ “6-HAP” على مجموعة من الخلايا السرطانية، قُتلت هذه الخلايا.
ثم قام الفريق بحقن هذه المادة الكيميائية كل “48” ساعة لفئران مصابة بأورام الجلد لمدة أسبوعين، وبالمقارنة مع الفئران التي تم حقنها بالمحلول الملحي، قال ناكاتسوجى “تم تقليل حجم الورم بنسبة 60%”.
هذا يشير إلى أن المركب الذي تصنعه سلالة بكتيريا البشرة هذه يمكنه أن يحارب الأورام، ولكن لمعرفة ما إذا كانت البكتيريا يُمكن أن يكون لها نفس التأثير، قارنها الفريق مع سلالة أخرى من سلالة “epidermidis” لا تصنع “6-HAP”.
أعطوا الفئران واحدة من هاتين السلالتين، ثم تم تعريضهم إلى ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية لتسبب أورام الجلد، ولكن اتضح أن الفئران المصابة بسلالة “6-HAP” محمية أكثر، مما أدى إلى نشوء أورام أقل بنسبة 20 في المائة مقارنة بالأورام الأخرى.
وتشير النتائج إلى أن بكتيريا مماثلة والتي هي وفيرة بشكل خاص على أيدينا وأرجلنا قد تكون لها دور في حمايتنا من سرطان الجلد، كما يقول ناكاتسوجي.
يرغب الفريق في تطوير بروبيوتيك “probiotic” جلدي -وهي مواد تفرزها البكتيريا والتي تقوم بتشجيع تكاثر بكتيريا أخرى- يحتوي على السلالة للمساعدة في علاج أو الوقاية من سرطان الجلد، ويقول ناكاتسوجي أنه من الممكن دمجها في مستلزمات الوقاية من الشمس، في هذه الأثناء، يُنصح بتجنب الصابون القاسي المضاد للميكروبات، ويقول ناكاتسوجى “عليك أن تدع البكتيريا المفيدة تنمو”.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: سارة ياسر
تصميم: عبدالرحمن سعد
تحرير: علاءالدين محمود
