الليزر يحفز السلوك الافتراسي للفئران
يعد الافتراس تفاعلًا بيولوجيًا بين كائنين، حيث يقوم أحدهما وهو المفترس بالهجوم على كائن أو عدد من الكائنات الحية الأخرى التي تُعرف باسم الفريسة، وفيها قد يقوم المفترس، أو لا يقوم، بقتل فريسته قبل الهجوم عليها. لقد وجد الباحثون طريقة يبدو أنها تعمل على غريزة الفئران المفترسة. حيث أنه عندما تم تحفيز أجزاء معينة من أدمغة القوارض بالضوء، أظهرت الفئران مجموعة معقدة من أنشطة الصيد.
وحيث أن السلوكيات المفترسة مثل الاستيلاء والعض تكون مألوفة لدى المعجبين بالأفلام الوثائقية الطبيعية، لكن دوائر الدماغ المعنية تظل لغزًا. وجد بحث سابق أن اللوزة الدماغية المركزية (وهي منطقة على شكل اللوز من الدماغ تشارك في تشكيل العواطف بما في ذلك الخوف) تم تفعيلها عندما تصطاد الغزلان. أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت اللوزة الدماغية نفسها تتحكم في سلوكيات الصيد، وتوضح دراسة نشرت في 12 يناير في Cell تجربة أجريت لتنشيط اللوزة المركزية في الفئران، حيث قام إيفان دي أراوجو، أخصائي علم الأعصاب، وزملاؤه باستخدام تقنية تسمى optogenetics.
أولًا، أصابوا الفئران بفيروس جعل الخلايا العصبية في أدمغتها حساسة للضوء الأزرق. ثم قام الباحثون بتوجيه ألياف ضوئية صغيرة من الليزر الأزرق على اللوزة المخية. هذا دفع الحيوانات لشد عضلات الفك والرقبة، بينما لم يحدث هذا السلوك عندما قام الباحثون بتحفيز أجزاء أخرى من الدماغ.
عندما كان الليزر يعمل، كانت الفئران تصطاد كل شيء يوضع في مساراتها، بدءًا من الأطعمة الصالحة للأكل مثل الصراصير إلى المواد غير الغذائية مثل قبعات الزجاجة. ولاحظ الباحثون نفس النشاط عندما أطلقوا اللوزة الدماغية باستخدام chemogenetics، وهي تقنية مشابهة تحفز الخلايا العصبية باستخدام المواد الكيميائية بدلًا من الضوء. نشط سلوك الصيد والتغذية حتى عندما لم يكن هناك ما يصيدونه. فعندما كانت أقفاص الفئران التي يوضع بها الطعام فارغة كانت اللوزة الدماغية للفئران نشطة، وإذا بها توقفت عن كل ما تفعله، ووضعت أرجلها الأمامية كما لو كانت تحتجز الطعام وتحرك أفواهها كما لو كانت تمضغ.
لكن هذا لا يعني أن الباحثين قد وجدوا الحلقة العصبية للفئران القاتلة الجائعة، لذلك اختبر الفريق ذلك. على الرغم من أن الفئران المحفّزة بالضوء كانت تصطاد أكثر من تلك التي تُرِكت وحدها، إلا أن كلا المجموعتين أكلتا نفس الكمية. ولا يزال بإمكان الفئران التي تنشط بالليزر معرفة الفرق بين ما يمكن وما لا يمكن أن يُأكل. يقول دي أراوجو: “عندما كانوا مع فأر آخر، ربما أصبحوا أكثر فضولًا، لكننا لم نلاحظ أي هجمات” هذا جعله على يقين تام من أن التجارب تؤدي إلى الافتراس، وليس الجوع أو العدوان.
وهذا أمر مهم لأن الافتراس هو سلوك معقد للغاية. كان العلماء يعتقدون فيما مضى أن دور اللوزة الوسطى في السلوك كان مقتصرًا على الخوف. لكن الأبحاث أظهرت الآن أن هذه المنطقة من الدماغ لها دور في عدد من السلوكيات المعقدة. تعتقد Tye أن الافتراس هو مثال آخر على العديد من الأشياء التي يمكن أن تؤدي إليها.
ولأن اللوزة الدماغية المركزية متورطة في الكثير من السلوكيات المختلفة، كما يُعتقد، فتحتاج الأبحاث المستقبلية إلى استنباط الدوائر العصبية الدقيقة المعنية بالصيد.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: أحمد علاء
تصميم: عمر حسن
تحرير: أحمد عبدالستار