التكنولوجيا والجينات

   قيام العلماء بمحاولة لتعديل العوامل الجينية أصبح حقيقةً، وذلك أمر يُجدِّد الأمل في القضاء على عدد كبير من الأمراض المُستعصية في وقتنا الحالي.

   لنفكَّر لو أننا سمحنا لنوع من الميكروب المُعدَّل جينيًا أن يتزاوج بينه وبين ميكروب غير مُعدَّل، من المُؤكَّد ستكون النتائج غير معلومة العواقب بالنسبة للأجيال التي ستنشأ. لذلك قرّر العلماء الوصول لطريقة تمنع وجود الهجائن المُضرّة والتي عرَّفها (Maciej Maselko) الباحث بجامعة “مينيسوتا” باسم (synthetic incompatibility).

   حيث قام بتهيئة جين مُخصَّص يحافظ على سلوكيات العُضيّ لكن عندما يقابل العُضيّ المُعدَّل عُضيّا آخر يفرز بروتينًا ليتعرَّف إذا كان الذي أمامه مُعدَّلًا مثله أم  لا. فلو كان مُعدَّلًا مثله سيسمح بالتزاوج بينهما، ولو لم يكن معدلًا سيبدأ العُضيّ بإفراز البروتين بكمية كبيرة تملؤه من الداخل فيموت بدلًا من حدوث التزاوج. وبذلك لا يوجد هجائن من شأنها أن تسبِّب الضرر.

   الفكرة من الممكن أن تُطبَّق على حشرات أو نباتات أو حتى الأسماك التي يتم تعديلها جينيًا لأداء وظيفة محددة. نتخيّل لو أن نوعًا من الأسماك أصبح مُنظِّفًا للبحار من كل المُلوِّثات بدون أن يحدث تزاوج مع الأنواع العادية فتنتج بدائل مُتوحشة، أو حشرات نستطيع السيطرة على ما تنقله من أمراض، أو نباتات تُنتِج المواد الفعّالة التي نحتاجها في صناعة الدواء. كل هذا بدون القلق من وجود هجائن تسبِّب جيناتها مشاكل للإنسان.

المصدر