كلاب مُختلفة الجينات

هل تمتلك كلبًا بالمنزل؟ هل راودتك مرة فكرة أنَّ لون هذا الكلب هو نفس لون جميع أفراد سلالته أم لا؟
إذا كان لديك كلب أصلي، فمن المُحتمل أنه يشبه إلى حد ما الكلاب الأخرى من نفس السلالة، خاصة عندما يتعلق الأمر بلون جلدهم.
ولكن، ماذا يحدث إذا كان الكلب لا يشبه أشقاءه بالضبط عند ولادته؟
هناك احتمالات، فقد يكون ذلك بسبب جين مخفي قرر أنْ يُظهر نفسه.

يُظهر بحث جديد من كلية الطب البيطري في جامعة بوردو “Purdue University” أنَّ بعض سلالات الكلاب تحتوي على ألوان خفية، تحملها جينات خفية تظهر في الحيوان.

فريق مُكوّن من “كاري إكنستيدت Kari Ekenstedt” -دكتور وأستاذ مُساعد في علم التشريح وعلم الوراثة- و”داينا دريجر Dayna Dreger” -دكتور وعالم رئيسي في مُختبر أبحاث الوراثة للكلاب في معهد إكنستيدت-، قام بفحص عشرات الجينات المُختلفة في عدة سلالات كلاب، وقام باحثو بوردو مع شركاء الصناعة في Wisdom Health بتحليل البيانات التي تمَّ جمعها مبدئيًا بواسطة WISDOM PANEL ™ لتطوير اختبارات الحمض النووي للكلاب.

وقال إكينستيدت “Ekenstedt” الذي يُجري أبحاثه في علم الوراثة على الكلاب: “هذه كلاب أصلية ذات صفات ليس من المُفترض أنْ تمتلكه”، ولكن هذه الصفات تظهر بفعل التغيُّرات الجينية الموجودة في السلالة، فإذا وُلِد عدد قليل من الكلاب بهذه الصفات، فلن يكون سبب ذلك هو التكاثر الخطأ أو غير المقصود؛ بل يرجع ذلك إلى أنه نقي أصلي يُظهر هذه الصفة الوراثية المعروفة”.

علاوة على ذلك، ومع تحليل البيانات، استخدم الباحثون صفات سلالات قياسية من سجلات سلالات الكلاب الأمريكية والدولية الرئيسية؛ لتحديد ألوان وأطوال الذيل التي تمَّ قبولها داخل كل سلالة.

قال دريجر أنه كان هناك الكثير من المعلومات التي لم تكن مُتوقعة، فعندما يتعلق الأمر بسلالات الكلاب المُختلفة، تعتمد المعايير في الغالب على التفضيل والجماليات، حيث نفترض افتراضات لبعض السلالات بناءً على توقعاتنا.

ويذكر إكنستيدت أيضًا أنَّ جينات لون الكلب لها قدر كبير من التأثير، مما يعني أنَّ ما يحدث في أحد الجينات يُمكن أنْ يُخفي ما يحدث في جين آخر؛ نظرًا لوجود طبقة من الرواسب، ومن النادر أنْ نرى تلك الجينات تُعبّر فعليًا عن لون الكلب.

أحد الأمثلة على أليل “الخلل” (الأليل أو الحليل أو البديل allele، وهو نسخة أو شكل بديل للجين أو موقع كروموسومي، وهو مُتغيّر جيني من شأنه أن يُظهِر صفة غير مسموح بها في مستوى التكاثر)، هو أليل يُسبب اللون البني، والذي يُؤثر على كل من صبغة الشعر وصبغة الجلد، يسمح باللون في سلالات مثل Labrador Retriever حيث يتسبب في لون الشوكولاتة.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أنه في السلالات التي لا يُسمح فيها باللون البني، مثل سلالة Rottweiler وGerman Shepherd Dog، تُوجد أليلات بنية ذات تأثيرات ضعيفة.

الشيء نفسه ينطبق على صفات أخرى، فيقول دريجر أنه على سبيل المثال، يُوجد حوالي 18 سلالة مُعترف بها من الكلاب، لديها القدرة الوراثية للولادة دون ذيل مثل الراعي الأسترالي الشهير، لكن البيانات تُظهر أنَّ ما يصل إلى 48 نوع من السلالات التي تمَّ تحليلها تمتلك جين حامل لصفة عدم امتلاك الذيل، وعادة ما يكون ذلك بتأثير مُنخفض للغاية، ومن تلك السلالات الـ Australian Shepherd وDachshund.
وقال دريجر: “بالتأكيد سيُذهل المُربّي أنْ يرى كلبًا ألمانيًا يُولَد بدون ذيل، فالفرص مُنخفضة، لكن بحثنا يُظهر أنَّ الإمكانات موجودة”.

وذكر دريجر أيضًا: “نحن لسنا هنا لاتخاذ قرارات بشأن الشكل الذي ينبغي أو لا ينبغي أنْ تبدو عليه السلالة أو ما يجب أنْ نفعله، نحن هنا لنقول أنَّ هذه هي الحقائق، وهذه هي التغيُّرات الجينية الموجودة بشكل طبيعي في هذه السلالات، كما أننا نأمل في تغيير بعض وجهات النظر عندما يتعلق الأمر بما هو مُتوقع مع سلالات مُعينة من الكلاب”.

هناك افتراض أنَّ المعايير لهذه السلالات المُختلفة من الكلاب هي أمر مُسلَّم به، وقال دريجر أنه غالبًا ما يتخذ الناس افتراضات مفادها أنه إذا لم يتطابق مع المعايير، فهذا ليس كلبًا أصليًا.
تُظهر هذه الصفات أنه هناك الكثير من الاختلاف في بعض هذه السلالات، والمقاييس ليست ملموسة كما نتوقعها.

 

المصدر

 

كتابة: دينا عادل

مراجعة: نرمين خالد

تحرير: اسماء مالك

تصميم: احمد محمد