بعد أيام من مقتل غوريلا جبلية بفخاخ الصيادين في حديقة “فولكانوز” الوطنية في “رواندا” في عام 2012، لاحظ الباحثون شيئًا ملفتًا للنظر: غوريلاتان يبلغ عمرهما أربعة أعوام تعملان معًا على تفكيك فخاخ مماثلة في المنطقة.
وأخبرت “فيرونيكا فيسيليو” من مركز “كاريسوكي” للبحوث التابع لصندوق “ديان فوسي جوريلا” في “رواندا” لناشيونال جرافيك: “هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي شاهدنا فيها أحداثًا كهذه.” وردت ناشيونال جرافيك: “نحن أكبر قاعدة بيانات ومراقبة للغوريلات البرية؛ لذلك سنكون مندهشين للغاية إذا رأى شخص آخر ذلك”.
يتم إعداد الكثير من هذه الفِخاخ من قِبل صيادين لحوم الأدغال المحليين للقبض على الظباء وحيوانات أخرى للأكل، لكن الغوريلات الصغار أحيانًا يَعلَقون عن غير قصد ويُترَكوا ليموتوا.
وتعمل الفِخاخ عن طريق ربط حبل بفرع من ساق الخيزران وثنيه على الأرض، باستخدام عصا أخرى أو صخرة تُستخدَم لوضع الحبل في مكان ما، فيكون كل شيء محجوب بالأوراق الجافة والفروع، وعندما يأتي حيوان ما ويدور دون قصد ترسو الصخرة أو العصا، فإن الفرع يترنح للخلف ويضيق الحبل حوله، ويمسك به في مكانه حتى يأتي الصيادون.
وبينما الغوريلات البالغة كبيرة وقوية بما يكفي لإنقاذ نفسها، فإن الغوريلات الصغار غالبًا لا يستطيعون، وإذا لم يموتوا من الوقوع في الفخ، فإنهم يواجهون خطرًا حقيقيًا بالوفاة من جروح أُصِيبوا بها أثناء الهروب، مثل حدوث خلخلة في عظامهم وجروح غرغرينية. وهذه أنباء سيئة خاصة لغوريلا “بيرنجي بيرنجي” وهي سلالة فرعية من الغوريلا الشرقية، حيث أنها مُعرَّضة الآن لخطر شديد، ولا يستطيع السكان أن يحافظوا على استمرار فقدان الغوريلات الصغيرة بالفخاخ ببساطة.
فكانت “فيسيليو” وفريقها يفتشون الحديقة يوميًا عن هذه الفخاخ ويقومون بتفكيكها، ولكن في عام 2012 لاحظ أحد المتعقبين المحليين واحدًا بالقرب من عشيرة “كورياما” غوريلا، التي فقدت أحد صغارها في فخ قبل أيام قليلة، وذهب المُتتبِّع “جون ندايامباجي” لتفكيك الفخ، ولكن حُذِّر فتراجع، وكان هناك صغيران أحدهما “روايما” ذكر و”دوكور” أنثى، وكلاهما في الرابعة من العمر تقريبًا، ركضا نحو الفخ، وقفز “روايما” على فرع شجرة مُقوَّسة وكسرها، وقامت “دوكور” بإطلاق سراح الحبل، ثم وجدا فخًا آخر وبمساعدة صغيرًا آخر تمكنوا من تفكيكه أيضًا.
ويشك الباحثون في أن الثقة والسرعة التي دمروا بها الفخاخ تعني أن هؤلاء الغوريلات الصغار قد تعلموا مدى خطورتها، وقاموا بتفكيكها من قبل. فيكون الحل الرائع هو إخراج الباحثين وتعليم المزيد من الغوريلات كيفية تفكيك هذه الفِخاخ، ولكن “فيسيليو” وفريقها قالوا: “إنه سيكون فوضويًا إذاغيرنا سلوك الغوريلا إلى هذه الدرجة، لذا فإننا نأمل أن تواصل الغوريلات الصغيرة نشر معارفهم في جميع أنحاء العشيرة بأنفسهم”.
وقالت لناشيونال جرافيك: “لا لا نستطيع تعليمهم، نحاول قدر المستطاع ألا نتدخل في الغوريلا، فلا نريد أن نُؤثِّر على سلوكهم الطبيعي”.
نُشِرت نسخة من هذه القصة لأول مرة في يناير عام 2016.
كتابة: ميار محسن
مراجعة: آلاء عمارة
تصميم: عمر حسن
تحرير: إسلام حمدي
