ظهور حَبّ الشباب على اللوحات الزيتية مع التَقدُم في العُمر
مثل الشباب البالغين، بدأت اللوحات الزيتية لـجورجيا أوكيف -وهي شخصية رئيسية في تَطور الفن الأمريكي الحديث- في مُعاناة “حَبّ الشباب”، وهو عبارة عن بثور صغيرة ظهرت مع تَقدُمهم في السِن، تتسبب في تَشقُق الطلاء، وقد تمَّ رصدها لأول مرة تتشكل على لوحات الفنان منذ سنوات، والآن يعرف العُلماء ماهيته؛ وهو “صابون معدني ينتج عن التَفاعُلات الكيميائية في الطلاء”.
قام الفريق أيضًا بتطوير برنامج كمبيوتر يحتوي على صور ثُلاثية الأبعاد، لمُساعَدة صانعي الأعمال الفنية على اكتشاف وتَتبُع هذه “الأمراض”.
أعمال أوكيف ليست الأُولى في مُعاناة مثل هذه البثور، يتشكل الصابون المعدني الذي يشبه بيض الحشرات الأبيض المجهري تحت أَسطُح حوالي 70% من جميع اللوحات الزيتية، يقول مارك والتون (Marc Walton) عالم المواد: “إنها ليست ظاهرة غير عادية”.
وقد اتضح أنَّ هذا الصابون يتشكل عندما تتفاعل الدهانات السالبة للطلاء الزيتي، والتي تجمع الأصباغ الملونة للطلاء معًا مع أيونات المعادن المشحونة إيجابيًا مثل الزنك والرصاص. ينتج عن هذا التَفاعُل بللورات سائلة تتجمع ببطء تحت سطح اللوحة، مما يُؤدي إلى انتفاخ طبقات الطلاء على السطح تدريجيًا، وتَمزُقها في النهاية.
بالنسبة إلى والتون وزملاؤه، فإنَّ التساؤلات ذات الأهمية الأكبر، تدور حول العوامل التي قد تُؤدي إلى تكوين البللورة في المقام الأول، مثل الرطوبة النسبية، ومُستويات الضوء أو درجة الحرارة.
لذلك صمم عالم الكمبيوتر أوليفر كوسيرت (Oliver Cossairt)، برنامج كمبيوتر يُصدر أنماطًا مُعيَّنة من الضوء، من الهاتف الخلوي أو شاشة الكمبيوتر اللوحي على جزء صغير من اللوحة، ثُمَّ يجمع الضوء المُنعكِس في كاميرا الجهاز، و يقوم البرنامج بعد ذلك بإزالة معلومات الألوان، والتي يُمكِن أنْ تُسبِب التَشوهات الصغيرة في سطح اللوحة، ويُميِّز البرنامج بعد ذلك هياكل العقدة عن غيرها، ويُنشِيء نوعًا من التقارير الطبية عن طريق تحديد موقع وحجم وكثافة البثور.
ويستخدم الفريق حاليًا تقنية التصوير هذه لمُراقَبة لوحات الاختبار المُعرَّضة للعوامل البيئية العديدة، ومُراقَبة مَدى تأثير الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة على أحجام البثور ومُعدَّلات تَطورها.
يقول عالِم الحفاظ على الفن كينيث ساذرلاند( Kenneth Sutherland) من معهد شيكاغو للفنون: “تَرى لوحات تحمل هذا النوع من الفقاعات، ولا تعرف ما إذا كان هذا قد حدث خلال خمس سنوات أو 50 عامًا أو أكثر”.
وتقنية التصوير الجديدة “تبدأ في إعطائك طريقة لمُراقَبة مَدى سرعة تشكيل الفقاعات، وبشكل أكثر تحديدًا حول العوامل التي تُؤثِر عليها، وكيف يُمكِننا التَحكُم فيها أو تقليلها”.
ربما تستطيع معارض الفن تغيير الظروف البيئية حيث يتم تخزين اللوحات.
يقول والتون: “ربما هذا العمل مُجرَد حل مُؤقَت، والحل الحقيقي هو إيجاد البيئة المُناسِبة لتخزينها”.
كتابة: منار إبراهيم
مراجعة: سمية إسماعيل
تحرير: أسماء مالك
تصميم: أحمد محمد