علم النفس

ثلاثة أسباب تجعلك تتراجع عن الاعتذار وكيف تتغلب عليها

أولًا: عدم الإهتمام بالضحية أو العلاقة نفسها. يُعَد الاعتذار في حد ذاته اعترافًا بالخطأ في حق الآخر، ومع احتمالية رفض الطرف الآخر لهذا الاعتذار – ما لم يكن هذا الشخص حريصًا على الطرف الآخر وعلى العلاقة – فإنه سيجد صعوبة في الاعتذار. وهذا النوع من المبررات ينتشر بين أنماط معينة من الأشخاص مثل: النرجسيين، ومن يعتقدون دائمًا أنهم على صواب، الكارهين للعلاقة ذاتها.

ثانيًا: الاعتقاد في عدم جدوى الاعتذار. حيث يظن البعض خطأً أن الاعتذار قد تتبعه عواقب سلبية ويغفلون الهدف الأساسي منه وهو مغفرة الطرف الآخر واستعادة العلاقة من جديد، لذلك عندما يشعر المسيء برغبة الطرف الآخر في الاعتذار والاستعداد للمسامحة يزيد ذلك إقبال الشخص على الاعتذار.

ثالثًا: النظر للاعتذار على أنه تقليل من صورة الشخص ذاته. نسعى دائمًا لنبدو أشخاصًا جيدين وعلى خلق، لذلك تجعلنا الإساءة للآخرين نشعر بالذنب والخجل، كذلك يجعلنا الاعتذار نظن أنه يقلل من نظرة الآخرين لنا، ويسود هذا المبرر بين الأفراد التي تتمتع بدرجة عالية من النرجسية ودرجة منخفضة من الثقة بالذات.

لمعرفة كيفية التغلب على هذه الحواجز أجريت عدة أبحاث للتغلب على كل حاجز من الثلاثة. من أجل التغلب على الحاجز الأول أجري بحث صغير حول كيفية زيادة اهتمام المذنب بالضحية عن طريق السماح للمخطئ بأخذ دور الضحية، فيبدأ بالتعاطف مع الضحية (نفسه) مما يعزز قدرته على الاعتذار.

ويجدر بالعلماء في المستقبل البحث عن حلول للتغلب على الحاجز الثاني (الاعتقاد في عدم جدوى الاعتذار) من الخلال تعزيز أهمية وتأثير الاعتذار من خلال: تعديد فوائد الاعتذار، إعطاء نماذج لاعتذارات ناجحة.

أما عن الحاجز الثالث (النظر للاعتذار على أنه تقليل من صورة الشخص ذاته) فقد أجريت ثلاثة أبحاث للتغلب عليه بطرق مختلفة.
البحث الأول: قام الباحثون بتعزيز نقاط القوة والتركيز عليها مما يعزز ثقة الأشخاص في أنفسهم. حيث طُلِبَ منهم أن يذكروا القيم والصفات المهمة بالنسبة لهم مما أدى لتعزيز الثقة بالنفس وعدم النظر للاعتذار على أنه تقليل من صورة الفرد.

البحث الثاني: طُلِبَ من المشاركين تدوين القيمة التي تعدى عليها عند إساءته للطرف الآخر، لماذا كانت هذه القيمة مهمة، كذلك عدد المرات التي تصرفت فيها بشكل صحيح مع هذه القيمة مما يقلل الشعور بالذنب ويزيد الشعور بقيم الفرد.

البحث الثالث: اقترح العلماء أن النظر للاعتذار على أنه تقليل من صورة الشخص ذاته نابع من كون هذه الشخصية ثابتة على مواقفها لذلك يُعَد الخطأ في حق الآخر خطرًا كبيرًا في حق شخصيته الأخلاقية الثابتة.

المصدر 

 

كتابة: ميار علاءالدين 

مراجعة: أحمد خالد 

تصميم: عبدالرحمن سعد 

تحرير: أحمد عبدالستار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى