ماذا تعرف عن المنطق؟
أخبرني شيئًا، ماذا تعرف عن المنطق؟
بعد أن قرأت السؤال لربما جال بخاطرك مشهد من مسرحية حيث دار حوار بين المعلمة وتلميذها ولكن اترك تلك المسرحية بعيدًا وتعال معي نلقي نظرة سريعة عن ماهية المنطق.
والآن –بشكل جدي– ما هو المنطق؟
يمكن القول بشكل غاية في التبسيط أن المنطق هو منع الذهن من الوقوع في الخطأ.
فالمنطق يساعدك على الوصول إلى الحقيقة.
وأثناء عملية التفكير للوصول لتلك الحقيقة يوجد نوعان من طرق التفكير المنطقي: المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي.
المنهج “الاستلال” الاستنباطي: الوصول لمعلومة محددة من خلال فرضيات عامة بشرط صحة الفرضيات.
مثال
إذا كان كل سكان شقتك ذكور، حسين أحد سكان هذه الشقة. إذن حسين ذكر.
لاحظ أننا انتقلنا هنا من القاعدة العامة للحصول على معلومة محددة.
المنهج “الاستدلال” الاستقرائي: الوصول لقاعدة عامة من معلومات محددة بخصوص شيء/ شخص معين.
مثال
إذا كان لديك 3 أبناء (سيد وحسام ومالك)، سيد يعمل طبيبًا، حسام مهندس ومالك مندوب مبيعات. إذن كل أبنائك يعملون.
لاحظ أننا انتقلنا من معلومات محددة بخصوص كل ابن لبناء نظرية أو قاعدة عامة بخصوص جميع الأبناء. وهذا يسمى استقراء تام.
وهناك نوع آخر من الاستقراء يسمى استقراء ناقص، ومثال عليه: يوجد استطلاع رأي لمعرفة الفاكهة المفضلة لسكان المنطقة، شارك في الاستطلاع 85% من سكان المنطقة، جميعهم اختاروا الموز كفاكهة مفضلة.
فهل كل سكان المنطقة يفضلون الموز؟
لا، لأن جزءًا منهم لم ندرك ماذا يفضل أصلًا ولكننا بنينا القاعدة العامة من خلال ما شاهدناه أنه هو الصواب.
في كلتا الطريقتين، لاحظ أن النتائج التي توصلنا لها صحيحة لأن المقدمات كانت صحيحة وهذا هو المنطق أو “الحجة المنطقية”، ولهذا حين يكون هناك خلل بين تلك المقدمات والنتائج يسمى ذلك ب”مغالطة منطقية”. فمثلًا:
إذا كان عمار يعيش في عمارة كبيرة؛ إذن عمار يعيش في شقة كبيرة.
بالتأكيد لا ترابط بين الجملتين فقد يكون عمار يعيش في شقة صغيرة.
مثال آخر:
أحمد ومحمود يحبان الموز، أحمد ومحمود من الذكور.
إذن كل الذكور يحبون الموز.
لاحظت أين الخطأ؟
هذه المغالطة تُدعى “التعميم المتسرع”
وسنتحدث في المقالات القادمة بشيء من التفصيل عن المغالطات المنطقية والتي نقع فيها جميعًا في أثناء حديثنا.
وأخيرًا إذا أخبرتك أن:
سمير أفضل طالب على الإطلاق لأن سمير أفضل طالب في المدرسة.
فيا ترى أي نوع من المغالطات المنطقية تشمل الجملة السابقة؟
كتابة: مصطفى طنطاوي
مراجعة: أميرة يحيى
تحرير: زينب أحمد
تصميم: عمر حسن