ما هي النجوم النابضة؟
النجوم النابضة، أو ما نسميها منارات الكون، ما هي إلا نجوم نيترونية دوارة والتي تنبعث منها آشعة كهرومغناطيسية تكون مرئية فقط إذا كنت تقف في نفس مسارها، وسميت هكذا بسبب الطريقة التي تظهر لنا انبعاثاتها في الفضاء كأنها تنبض حيث يتغير لمعانها (ينقص ويزداد) تبعًا لتغيرات داخل قلب النجم.
كيف تبدو:
النجوم النابضة هي نوع من أنواع النجوم النيترونية تكونت من بقايا انفجار نجوم فائقة الكتلة حيث ينهار النجم على نفسه تحت تأثير جاذبيته العظيمة مكونًا نجم نيوتروني شديد الكثافة، إن ما يميز النجوم النابضة عن النجوم النيوترونية العادية هو أنها ممغنطة للغاية وتدور بسرعات هائلة. ويتم رصدهها عن طريق نبضات الراديو التي تصدرها على فترات منتظمة.
كيف تكونت:
طريقة تكوين النجم النابض شبيهة جدًا بالنجوم النيترونية، فعندما يموت نجم ضخم حوالي (4 إلى 8) أضعاف كتلة شمسنا فإنه ينفجر كمستعر أعظم فتنطلق الطبقات الخارجية في الفضاء وتتقلص النواة الداخلية للنجم مع جاذبيتها، ضغط الجاذبية قوي لدرجة أنه يتغلب على الروابط التي تجعل الذرات متباعدة، الجاذبية تسحق الإلكترونات والبروتونات معًا لتشكيل النيوترونات، حيث أنها على سطح النجم النيوترونر حوالي “2 × 1011” قوة الجاذبية على الأرض لذا فإن النجوم الأكثر ضخامة تنفجر مكونة المستعرات العظمى وقد تكون في النهاية الثقوب السوداء، أما إذا كانوا أقل كثافة مثل شمسنا فإن فقط طبقاتهم الخارجية تنفجر ثم تبرد مكونة أقزامًا بيضاء. وهذه النجوم متوسطة الكثافة تصبح فى النهاية نجوم نيترونية بعضها يكون من نوع النجوم النابضة. وهكذا عندما يرصد الفلكيون حزمة مكثفة من الانبعاثات الراديوية عدة مرات في الثانية، حيث تدور حولها مثل شعاع منارة، إذن هذا هو نجم نابض.
تاريخ اكتشافها:
تم اكتشاف أول نجم نابض في عام 1967 من قبل جوسلين بيل بورنيل وأنطوني هويز، وقد فاجأ المجتمع العلمي بالانبعاثات الراديوية المنتظمة التي نقلها، واكتشفوا انبعاث راديو غامض قادم من نقطة ثابتة في السماء بلغت ذروتها كل 1.33 ثانية. كانت هذه الانبعاثات منتظمة لدرجة أن بعض الفلكيين ظنوا أنها قد تكون دليلًا على اتصالات من حضارة ذكية خارج الأرض.
بعض الحقائق المثيرة للاهتمام:
عندما يتكون النجم النابض لأول مرة، فإنه يحتوي على طاقة هائلة وتكون سرعة دورانه أكبر ما يمكن، وكلما يطلق الطاقة الكهرومغناطيسية من خلال الحزم فإنه يبطئ تدريجيًا فى غضون 10 إلى 100 مليون سنة، يتباطأ إلى أن يصبح النجم النابض هادئًا. عندما تكون النجوم النابضة نشطة، فإنها تدور بانتظام غريب لدرجة أن يستخدمه الفلكيون كمؤقتات. كما تساعدنا النجوم النابضة على البحث عن موجات الجاذبية، والتحقيق في الوسط بين النجوم، وحتى العثور على كواكب خارج المجموعة الشمسية. في الواقع، تم اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية حول نجم نابض في عام 1992.
كتابة: زهرة صابر
مراجعة: هدير أحمد
تصميم: محمد خالد
تحرير: أحمد عبدالستار