الأحياء

ظهور فيروس غرب النيل مرة أخرى وانتشاره في اليونان عام 2017

ينتقل فيروس غرب النيل (WNV) للبشر عن طريق لدغات البعوض المُصابة، وعادة ما تكون فترة العدوى بين منتصف الصيف وأوائل الخريف عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا، ومعظم المُصابين بالـ WNV ليس لديهم أعراض ولكن 20% يُصابون بحمى غرب النيل وهو مرض شبيه بالإنفلونزا يُسبّب حمى وأوجاع في الجسم، وأقل من 1% من العدوى تتطور إلى الأمراض ذات المظاهر العصبية الشديدة، مثل: الالتهاب السحائی العقيم والتهاب الدماغ والشلل الرخو الحاد.
وظهر الفيروس مرة أخرى وامتد إلى مناطق جديدة في اليونان في عام 2017 بعد انقطاع دام سنتين في الحالات البشرية المُبلَّغ عنها، وقد يستمر انتقال المرض في المستقبل وفقًا للنتائج التي قُدِّمت في المؤتمر الأوروبي الـ28 لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المُعدِية (ECCMID).

وخلال عودة ظهور الفيروس، شَخّص الباحثون 45 حالة من عينات الدم والسائل الشوكي الدماغي لـ180 مريضًا يعانون من أعراض وعلامات حمى غرب النيل، وقام البروفيسور “أثاناسيوس تساكريس” رئيس قسم الميكروبيولوجي في كلية الطب بجامعة “أثينا” وفريقه من الباحثين بتحليل النتائج وتقديمها.
وقد وجدوا أن 26 مريضًا، أو 57.8% من الحالات الجديدة مُصابون بمرض WNV العصبي، وما تبقى من 19 مريضًا أو 42.2% مُصابون بحمى WNV. ويتراوح عمر المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض العصبي من 15 إلى 91 وبلغ متوسط ​​عمرهم 63 عامًا، أما المرضى المسنون المصابون بأمراض كامنة تأثروا بشكل خاص من حيث مات منهم خمسة وكلهم ​​أكبر سنًا من 70 عام.

وقال “تساكريس”: «المراقبة الوبائية وبرامج إدارة البعوض المكثفة والتوعية العامة بشأن تدابير الحماية الشخصية، أمور حاسمة لمنع انتقال الفيروس خاصة بين المجموعات السكانية الأكثر عرضة».
ويؤكد قائلًا: «إن خطر انتقال فيروس WNV مُعقَّد ومتعدد العوامل؛ فهو يتعلق بالفيروس والناقلات والخزانات الحيوانية والظروف البيئية والسلوك البشري، ويعتمد منع أو خفض انتقال الفيروس المتنقل (WNV) على نجاح التحكم في البعوض الناقل للفيروس والعمل على قطع الاتصال بين البعوض الحامل للفيروس والإنسان، ويمكن أيضًا أن تُسهِم مراقبة WNV المُستهدَفة داخل تجمعات البعوض في الكشف عن الفيروس في الوقت المناسب قبل ظهوره في أنواع الخيول أو البشر».
كما أنه يوضح أن التراجع الهائل في الحالات في السنتين السابقتين قد يكون ناتجًا عن استراتيجية إدارة البعوض، أي استخدام مبيدات اليرقات الفعالة في الوقت المناسب والتي قلصت أعداد البعوض البالغ والتدابير الوقائية التي اتخذها المجتمع للحد من تعرضهم لـWNV، ومع ذلك استمر WNV في الانتشار في الأراضي اليونانية كما أثبتت الاختبارات المَصْلية للطيور في عام 2015.

كما يضيف: «قد يكون تطوير الاستجابة المناعية ضد WNV قد أدى إلى انخفاض الحالات البشرية عن طريق استنفاذ السكان البشريين المعرضين للإصابة، ومن الممكن أيضًا أن تسبب WNV إصابات عديمة الأعراض كما يَحدُث في حوالي 80٪ من الحالات أو التي لم يتم اكتشافها بما في ذلك الأعصاب، كما أن كفاءة ناقلات الأمراض والديناميكية السكانية تعتمد بشكل رئيسي على الطقس».
تم تسجيل أول انتشار لـ WNV في اليونان في عام 2010 وكان يُعتبَر أكبر وباء في أوروبا منذ تَفشّي المرض عام 1996 في رومانيا، وقد نجمت معظم حالات تفشي المرض في أوروبا الغربية عن سلالة WNV1 وكان الجيل الثاني WNV2 في أوروبا الشرقية، وقد ظهر في اليونان في عام 2004 وكان مسؤولًا عن وفيات البشر والطيور.​

المصدر 

 

كتابة: ميار محسن

مراجعة: آلاء عمارة

تصميم: ميار محمد 

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى