الطب

الولادة الطبيعية

صرخات تملأ المكان لتعلن في جوانبه أن الأسرة قد جاءها ضيف جديد. ذلك طبيب الأطفال وبجانبه ممرضة للتأكد من صحة الوافد الجديد، لنتركهم ونذهب إلى تلك المُمددة على السرير تتساقط حبات العرق على جبينها ويعلو ويهبط صدرها طلبًا للمزيد من الهواء جراء المجهود الشاق الذي بذلته ليخرج ذلك الوافد إلى النور، ولكن بالرغم من كل ذلك الألم الذي يرتسم على قسمات وجهها هناك ابتسامة تزين محياها معبرة عن فرحتها بطفلها الجديد الذي خاض معها صراعًا طويلًا دام لساعات من الولادة الطبيعية.

الولادة الطبيعة

هي عملية ولادة الجنين بقيادة الأم مع توجيهات الطبيب؛ حيث يقع العبء الأكبر فيه على الأم وهي التي تتحكم في مراحلها وللطبيب دور التوجيه والتهدئة فيه حتى لا تتعرض الأم للمخاطر دون الحاجة إلى معدات طبية إلا في بعض الحالات التي قد يحتاج الطبيب إلى استخدام جهاز للمساعدة، وهي عملية لا دور للمسكنات فيها فالأم تخوض جميع الآلام. في أيامنا هذه تُعد الولادة الطبيعية طيفًا من الماضي يوشك أن يندثر فالولادة القيصرية قد أزاحتها من على القمة لتحتل مكانتها على الرغم من أن الولادة الطبيعية تغني الأم عن العديد من المشاكل التي قد تواجهها بسبب الأدوية المستخدمة في العمليات القيصرية.

النساء في مرحلة الإنجاب من الناحية العملية قادرات جميعهن على الإنجاب من خلال الولادة الطبيعية، ولكن متى تجب الولادة القيصرية؟

1- إذا كانت الولادة السابقة للأم قيصرية، لأن الولادة الطبيعية في هذه الحالة قد تتسبب في انفجار الرحم من خلال الجرح الناتج عن العملية القيصرية السابقة

2- خلل التناسب بين حجم الرأس والحوض (CPD):

هنا يكون حجم الرأس أكبر من اتساع الحوض أو أن الحوض حجمه صغير، في هذه الحالة قد يتعرض الجنين للأذى خلال عملية الولادة المهبلية.

3- ولادات متعددة.

4- حينما تكون المشيمة ملتصقةً في مكان منخفض من جدار الرحم، وهنا تكون المشيمة هي السابقة في الخروج أثناء الولادة الطبيعية والذي بدوره يعرض حياة الجنين للخطر.

5- في حالة وجود قدم الجنين في الأسفل بمعنى أنها تظهر أولًا من المهبل عند الولادة (في الوضع الطبيعي يكون الرأس هو أول ما يخرج من الجنين).

6- الجنين في وضع مستعرض مع صعوبة تعديل الوضع بالطريقة اليدوية.

فوائد الولادة الطبيعية (المهبلية) للأم

1- عدم استخدام المسكنات يسمح بانبساط العضلات مما يساعد في عملية دفع الجنين.

2- الأم بإمكانها الأكل بعد الولادة بشكل طبيعي مما يساعد على سرعة الشفاء والعودة للحياة الطبيعية.

3- عدم وجود المغذيات الوريدية يساعد في حركة الأم بشكلٍ سلسٍ وحُرية بعد الولادة.

4- لا حاجة إلى التخدير بأي شكل من أشكاله مما يجنب الأم مخاطر التخدير.

5- يساعد في إنجاح عملية الرضاعة بشكل أفضل.

6- الهرمونات التي تُفرَز أثناء الولادة تعزز العلاقة بين الأم والطفل.

فوائدها للجنين

1- يتكيف الجنين مع التغيّر الذي يحدث بعد خروجه من الرحم.

2- الهرمونات المُفرَزة أثناء الولادة تعزز الرابط النفْسيّ بين الأم والجنين.

مشاكل الولادة الطبيعية ومساوئها:

1- الألم الشديد أثناء الولادة.

2- النزيف (في حالة طول فترة الولادة أو حدوث تمزقات).

3- العدوى.

لتسهيل الولادة الطبيعية هناك بعض العناصر التي تساعد فيها كالأطعمة والرياضة والحالة النفسية.

أ‌- الحالة النفسية

1- البعد عن السلبيات: ينبغي على الأم البعد عن العوامل السلبية وخاصة المتعلقة بالولادة الطبيعية.

2- البعد عن الضغط والتوتر.

3- القراءة والوعي بالولادة الطبيعية وكل شيء عنها، فمعرفة الشخص بما سيخوضه يكسبه الاطمئنان.

4- الدعم النفسي من المحيطين خاصة الزوج.

ب‌- الرياضة

1- رياضة التنفس بشكل صحيح: ومنها عدة طرق مثل التنفس العميق، والتنفس من البطن أو التنفس من المعدة.

2- المشي أو السباحة: يساعد المشي في تجنب ارتفاع ضغط الدم، والسباحة تحمي من زيادة ضربات القلب وتمزق العضلات وكلاهما يهيئان الجسم للنشاط العضلي الذي يزداد في الولادة، ولكن لتأخذ الأم حذرها وترتدي حذاءً رياضيًا وتُلقي بالكعب بعيداً.

3- اليوجا.

ج- الطعام الصحي

1- الفواكه والخضروات.

2- شرب كميات كافية من المياه.

3- الأطعمة التي تحتوي على البروتين.

4- الأطعمة التي تحتوي على الحديد.

5- التقليل من كمية السكر.

6- تناول كمية معتدلة من النشويات.

7- تجنب أطعمة الشوارع والأطعمة الغير مطهية بشكل جيد.

إخراج طفل للعالم من رحم أمه ليس بتلك السهولة التي نخرج بها الكيك من الفرن، وذلك يشمل الطريقة التي ينتقل بها الطفل من رحم الأم إلى رحم الدنيا والتي يجب أن تكون بالتعاون بين الطبيب والأم فهما أكثر الناس دراية بأنسب الطرق.

 

المصادر 1 2 3 4

كتابة: هند عادل

مراجعة: ابرار عبدالمنعم

تحرير: محمد لطفى

تصميم: شروق احمد

اظهر المزيد

نهاد عادل

كاتبة بقسم الطب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى