متلازمة مالوري ويس “Mallory-Wiss syndrome”
هي عبارة عن تمزق في الأغشية المخاطية للتبطين الداخلي الذي يصل المريء بالمعدة والتي تتسبب بحدوث نزيف يتبعه قيء دموي. في معظم حالات التمزق يحدث الالتئام في غضون سبع أو عشر أيام دون علاج ولكن في حالة متلازمة مالوري يحدث نزيفٌ مميزٌ قد يحتاج في بعض الحالات إلى التدخل الجراحي!
وتتعدد أسباب الإصابة بمتلازمة مالوري ويس والتي تتضمن:-
1- القيء الشديد أو القيء لفترات طويلة الذي يصاحب بعض أمراض المعدة أو المصاحب لتناول الكحول لفترة طويلة أو حالة فرط الشهية النهائي. وهو اضطراب مُزمن في التغذية ويتميّز بالابتلاع السريعِ الخارج عن السيطرة لكمياتٍ كبيرةٍ من الغذاء في فترةٍ زمنيةٍ قصيرة ويتلوها تَقَيُّؤ. ويُعد أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث متلازمة مالوري.
2- إصابات الصدر أو البطن، حِمل الأشياء الثقيلة، التهابات بطانة المعدة، الفتق، الحازوقة بشكلٍ حاد أو لفتراتٍ طويلة (الزُغطة)، الكُحة الشديدة وفي بعض حالات الإنعاش القلبي الرئوي.
وفقًا للمنظمة الدولية للأمراض النادرة “National Organization for Rare Disorders”، فإن متلازمة مالوري ويس “MWS” تصيب الرجال أكثر من النساء، وتُصيب المداومين على شُرب الكحول أكثر من غيرهم، كما أضافت أن الأفراد ما بين 40- 60 سنة أكثر عُرضةً للإصابة دون غيرهم. غير أن ذلك لا ينفي إصابة بعض الأطفال أو الشباب بتمزقٍ في أغشية المرئ.
تختلف أعراض مُتلازمة مالوري ويس “MWS” وفقًا للحالة المرضية، ففي الحالات المتوسطة لا توجد أعراض للمرض؛ نظرًا لكونه تمزق بسيط يلتئم من نفسه دون الحاجة للتدخل الطبي. لكن في معظم الحالات تظهر أعراض للمرض مثل آلام البطن، قيء دموي، محاولة التقيؤ بشكلٍ لا إرادي، بُراز دموي أو أسود اللون وقد توجد أعراض متلازمة مالوري ويس “MWS” مع بعض الأمراض الأخرى مثل تقرحات المعدة أو ثُقب المريء.
الدماء المصاحبة للقيء قد تكون كاتمة اللون، متجلطة أو ذات خلفية بنية تشبه القهوة، أما الدماء المتواجدة في البراز تكون ذات لون غامق إلا في تلك الحالات التي تكون فيها كميات الدماء كبيرة فإن لون الدماء يكون أحمر. وهناك حالات تكون فيها كمية فقد الدماء المُصاحبة لمتلازمة مالوري ويس”MWS” مُهددة للحياة وتحتاج لعنايةٍ طبيةٍ طارئة.
يتم تشخيص الحالة باستخدام المنظار الطبي “EGD” والذي يتطلب إعطاء المريض أقوي أنواع المسكنات لتحمل الفحص، كما يتم إجراء تحاليل لصورة الدم الكاملة “CBC” وبناءً على نتائج الفحص يتحدد نوع العلاج وأسلوبه. ففي الحالات التي لا يحدث فيها التئام تلقائي للجروح يتم العلاج عن طريق كي مكان التمزق لوقف النزيف، أو العلاج بإيصال الدواء مباشرةً إلى مكان الإصابة. ولكن في بعض الحالات لا يؤدي المنظار النتيجة المتوقعة منه، وهنا يلزم التدخل الجراحي لإجراء ما يلزم لوقف النزيف وتكون الجراحة بالمنظار “Laparoscopic surgery”. كما تستخدم أيضًا بعض الأدوية لتقليل حامضية المعدة على الرغم من عدم إثبات كفاءتها حتى الآن. وفي النهاية تجنب الأسباب خير وسيلة لتجنب المرض.
كتابة: نرمين بدر
مراجعة: هيا عبد الوهاب
تصميم: نهى عبد المحسن
تحرير: إسراء وصفي