في عام 2011م، اكتشف العلماء أحافير دقيقة من بركان ستريلي “Strelley Pools” بالصحراء الغربية لأستراليا، ومن المرجح أن هذه الحفريات تعود للبكتيريا القديمة، وعند إجراء تحليل كيميائي لهذه الحفريات، وجد أنها تعود لحوالي 3.4 مليار سنة، وهذا مذهل للغاية إذ يعتقد أن عمر الأرض 4.5 مليار سنة، وهذا دفع العلماء لوصف هذه الحفريات على أنها أقدم دليل على الحياة في العالم!
تُعد الفترة الزمنية 3.4 مليار سنة طويلة بشكل غير عادي. حيث تتحلل العديد من الحفريات، وقد يصعب معرفة الفرق بين الحفرية والتكوين الصخري الطبيعي، خاصة مع الهياكل القديمة، وهذا ما دفع العلماء لإجراء تحليل كيميائي على هذه الحفريات الدقيقة لمعرفة المزيد، وذلك باستخدام تقنيات متعددة مثل المسح الضوئي والإلكترون المجهري، والتحليل الطيفي للأشعة السينية، وبالفعل قد ساعدت هذه التقنيات الباحثين في العثور على حفريات دقيقة عضوية شبيهة بالغشاء موجودة في عينات صخرية مكسورة حديثًا.
وكانت الخطوة التالية هي مقارنة هذه النتائج بأحافير أحدث، وكانت أحافير دقيقة عمرها 1.9 مليار سنة من تكوين جونفلينت “Gunflint” في كندا، وقاموا أيضًا بمقارنة النتائج بالبكتيريا الحديثة، وكان المثير أن حفريات ستريلي، في حالة حفظ أفضل من أحافير جونفلينت والذي يُعد أكثر حداثة.
وتحليل هذه العينات قد أوضح أن لها خصائص امتصاص مماثلة. وهذا يعني أن البقايا الكيميائية قد تم تكوينها بواسطة كتل بناء مشابهة، مما يدعم فكرة أن حفريات ستريلي دليل على الحياة.
وقد ذهل الباحثون من مدى الحفاظ على هذه الحفريات الدقيقة، ومن خلال هيكلها الجزيئي، قد تبين أن هذه الحفريات قد تعرضت لدرجات حرارة عالية تصل إلى 300 درجة مئوية لفترات طويلة.
وعلى الرغم من أن الباحثين قد وجدوا أن الاستراتوليت “Stromatolites” (وهي عبارة عن تلال ذات طبقات وأعمدة وصخور رسوبية شبيهة بالصفائح التي تكونت في الأصل من نمو طبقة فوق طبقة من البكتيريا الزرقاء، وتوفر الستراتوليت المتحجرة سجلات للحياة القديمة على الأرض) الموجودة في Isua (وهي منطقة في جرينلاند تحتوي على مركبات كربونية) مع نسب نظائر متوافقة مع أصل حيوي. هذه الحفريات هي 3.7 مليار سنة، وأيضًا أظهرت عينة من الزركون من كندا آثار كربون حيوي، من 4.1 مليار سنة مضت، إلا أن الأدلة على أن الحد الأدنى للحياة على الأرض منذ حوالي 3.4 مليون سنة، وهو ما يتفق مع سن حفريات بركان ستريلي.
كتابة: ألاء عمارة
مراجعة: ميار محسن
تحرير: إسراء وصفي
تصميم: أحمد سرور
