الفلسفةعلم النفس

مفهوم نظرية التحليل النفسي “Sigmond Freud”

مفهوم التحليل النفسي له عدة معانِ مُختلِفة، منها نظرية مُعيَّنة لعَالِم نفسي؛ مدرسة ذات اتجاه مُعيَّن ووِجهة نظر خاصة في بعض الأُمور النفسية، طريقة تشخيص وعلاج لبعض الاضطرابات النفسية والعقلية.
تَتميَّز تلك النظرية بنظرة ديناميكية للحياة سواء الشُعورية واللاشُعورية بِوَجه خاص، كما أثارت تلك النظرية الجدل حول تَصوُّراتها للحقائق فيما يَتعلَّق بعدة موضوعات، منها مفهوم الشخصية والنمو النفسي الجنسي وأيضًا تفسير الأحلام، وسوف نُوضِّح كلًا منها باختصار.

أولًا: مفهوم الشخصية:
اتفق عُلماء النفس على أنَّ شخصية الإنسان تتكون أثناء الخمس سنوات الأُولى من حياته، ففي تلك الفترة يبدأ الطفل بتحديد مَوقِفه من المُجتمَع ومن نفسه، ويبدأ بتكوين نظرته الخاصة للأُمور العامة وَرَدّة فِعله تجاهها، لذلك إنْ أردتَ فَهم شخصية الفرد البالغ؛ عليك أنْ تتفهم طفولته وطريقة التَعامُل معه من نواحي عِدة شُعورية ولاشُعورية، وبالتحديد اللاشُعورية وصِراعاتها وحلولها اللاشُعورية أيضًا، كل هذا يُساعد في التَنبُؤ وفَهم شخصية الفرد، ولتوضيح ذلك؛ هناك ثلاثة مُستويات للنشاط العقلي أقَرَّها العُلماء لتسهيل دراسة وفَهم الشخصية، منها:
– الشُعور:
وهو الشيئ الواضح والظاهر، الفِعل وَرَدّ الفِعل تجاه الأُمور، ويُمكِننا القَول أنَّه المجموع الكُلي لخِبرات الفرد طوال حياته.

  • ما قبل الشُعور:
    وهي مَرحَلة ما بين الشُعور واللاشُعور، وهي الأفكار والذكريات التي يُمكِن استدعاؤها ولكن بصعوبة ما.
  • اللاشُعور
    وهي المَرحَلة الأكثر أهمية، لأنها تُعبِّر عن الصِراعات التي يعيشها المرء بداخله، وتَكمُن صُعوبتها في أنَّه لا يُمكِن استدعاؤها إلا بواسطة مُحلِل نفسي، وللعلم فإنَّ الجانب اللاشُعوري في الإنسان في عمل مُستَمِر أثناء اليقظة والنوم، كما أنها تُعبِّر عن الأُمور التي تُؤثِر في الإنسان على الرغم من عدم شُعوره بها.

ثانيًا: دَوافع السُلوك:
وتَنقسِم في مدرسة التحليل النفسي إلى نوعين هما:
– دَوافِع الحياة:
وهي نزعات بِنائية، وتنقسم إلى:
1/دَوافِع الـ “أنا”:
وهي بقاء الذات، كإشباع البدن من الحاجات الغذائية بأسلوب اجتماعي مقبول، وتَتمثَّل في الجهاز النفسي في الـ”أنا” والـ”أنا الأعلى”، وتُوجَد في الشُعور واللاشُعور.

2/دوافع الجنس:
وهي البحث المُطلَق عن اللذة، كحُب الذات أو حُب الآخرين، ومَقرَّها اللاشُعور وتَتمثَّل في الجهاز النفسي في منطقة الـ”هو”.

-دوافع الفناء:
وهي نزعات هدَّامة، تَتمثَّل بمشاعر عُدوانية إمَّا نحو النفس كالانتحار، أو نحو الآخرين كالحقد والقتل، والدَافِع في هذا مَبدأ “نرڤانا”، وهو الحُكم الغالب على الإنسان، ومَقرَّها اللاشُعور وتَتمثَّل في الجهاز النفسي في منطقة الـ “هو”.

ثالثًا: النمو النفسي الجنسي:
تحليل فرويد للنمو النفسي الجنسي أثار الدهشة وعِدة انتقادات نتيجة مُخالَفته للآراء الشائعة المُتعارَف عليها، ولكنه استند إلى عِدة حقائق منها: الانحراف الجنسي والمثلية الجنسية والتهيج الجنسي المُبكِر عند الأطفال، واكتشف بذلك عِدة أُمور أهمها: أنَّ النُمو الجنسي يبدأ بعد الولادة مُباشَرة وليس أثناء فترة المُراهَقة.
ومَراحِل النُمو الجنسي لَدى فرويد تَنقسِم إلى ثلاث مراحل:
– مرحلة الطفولة:
وتمتد من الولادة حتى سن السادسة وتنقسم إلى ثلاث فترات:
1/المرحلة الفمية:
وهنا يبدأ الطفل بالحصول على لذته عن طريق الفم من خلال المص والبلع والعض، بالبداية يكون الطفل فَمِّي سلبي يعتمد على غيره في تدبير أُموره، ومن ثَمَّ ينتقل إلى المرحلة التالية وهي فَمِّي سادي عندما يكبر قليلًا ويزداد نشاطه ويطلب المزيد، وهنا يحصل على لذته عن طريق العض التي من المُمكِن أنْ تُؤذي الأُم، لذلك تُعتبَر هذه مرحلة الفطام.
عند تعرض الطفل لأذى في إحدى تلك الفترات، والتي تكون خلال الـ 18 شهرًا الأُولى، يُؤثِر ذلك على شخصية الفرد البالغ، فمثلًا عند تَعرضُه لأَذى أو ضَرر في فترة الفم السادي يكون الشخص حقودًا ذا غل وعُدوانيًا.

2/المرحلة الشرجية:
وهي تلي المرحلة الفمية وتستمر حتى سن الرابعة، وفيها يستمد الطفل لذته من خلال فتحة الشرج عن طريق حِفظ البراز أو إخراجه، وفي هذه المرحلة إذا كانت الأُم قاسية في تَعامُلها وتُجبِره على الإخراج؛ يكون الشخص البالغ عنيدًا وبخيلًا ومُتمرِدًا بعض الشيء.

3/المرحلة القضيبية:
ومن خلالها يستمد الطفل لذته عن طريق التَعرُف على أعضائه التَناسُلية، وتَتسِم تلك المرحلة بانجذاب الطفل نحو أُمه، وأحيانًا قد يصل الأمر إلى الغيرة من الأب الذي يُنافسه في حُبه لأُمه، وعند تَعرضُه لأَذى أو ضَرر في تلك المرحلة؛ تنشأ لديّه عقدة أوديب للذكر وعقدة إلكترا لدى الأنثى.

  • مرحلة الكُمُون:
    وفيها تَكمُن الميول الجنسية لدى الشخص حتى سن البلوغ والمُراهَقة، بينما يستمر النمو العقلي والاجتماعي في الاضطراد.
  • المرحلة التَناسُلية:
    وفيها يستعيد الشخص ميوله الجنسية بمراحلها أثناء الطفولة مرة أُخرى، ولكن بالبداية تَغلُب النرجسية حتى تمام النُضج، وتَتسِم الشخصية حينها بالخصوبة والاعتمادية والتَعاون.

بعد التحليل والتوضيح لنظرية التحليل النفسي لفرويد، تَعرَّضَت النظرية لعِدة انتقادات من العُلماء النفسيين لتعميمها في بعض الأُمور، كما أنَّها تعتمد على بيانات لا أساس لها من الصِحة.

 

المصدر: كتاب علم نفس الشخصية

 

كتابة: محمود وحيد

مراجعة: أميرة يحيي

تحرير: أسماء مالك

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى