الفلسفةعلم النفس

العوامل البيئية والوراثية في بناء الشخصية

بداخل كل فرد طاقات كامنة موروثة، تلك الطاقات الكامنة يُساعد على ظهورها العوامل البيئية المُحيطة بالفرد، وبالتالي يتوقف نُمو الفرد على مدى استخدامه لتلك الطاقات وتطويرها مع الوقت.

  • التكوين الفطري:
    منذ ولادة الطفل، يستجيب لكل المُؤثِرات الأُولى من حوله على أساس تكوينه الفطري، أو المزاج الذي يبقى مدى الحياة، لذلك فإنَّ كل مُؤثِر هو استجابة فطرية يتم تعديلها بالخبرة والتَعلُم مع الوقت.
  • “الأنا” ومفهوم الذات:
    مُواجَهة الشخص باستمرار للمُؤثِرات الخارجية ورَدة فعله تجاهها، يتكون بذلك كتلة سيكولوجية تُعرَف باسم “الأنا”، وتلك “الأنا” تعتبر جوهر الشخصية، وهي بذلك تختلف عن مفهوم الذات الذي يُعتَبر تقييم الفرد لنفسه.
    ويتأثر مفهوم الذات بدرجة كبيرة بالعوامل الخارجية ورأي الآخرين الذين نتأثر بهم وجدانيًا، ولذلك إنْ اعتبرنا “الأنا” طاقة أداء الفرد، فإنَّ مفهوم الذات هو التقييم الفعلي لأداء الشخص.
    وفي مثال توضيحي لذلك: طفل حاد الذكاء ولكن أهله دائمًا ما يُوبخونه، تتكون بذلك بداخل الطفل فكرة عن كَونه شخص عاجز غير قادر على تحقيق الطاقات الكامنة بداخله.

جميعنا نعلم أنَّ تكوين شخصياتنا منذ الولادة حتى وقتنا هذا، يتأثر بلا شك بالعوامل البيئية الخارجية وٱراء الآخرين بنا، ويُمكن أنْ تكون تلك العوامل مُشجِعة أو مُحبِطة، ولكن تكون غاية الإنسان في كلا الحالين، حماية وحفظ وتقوية “الأنا” بداخله، وذلك باللجوء لحِيَّل دفاعية لاشُعورية كـالكبت، التبرير أو الإسقاط أو غيرها من الحِيَّل الشُعورية المُختلِفة.
لذلك تُعتَبر “الأنا” هي جوهر الشخصية، واختبار الواقع الذي يعيش فيه الفرد، وتكوين آراء عن الصواب والخطأ وتحديد إمكانياته من خلال علاقاته مع المُحيطين به.

  • تَكامُل الشخصية:
    يُعتَبر الإنسان وحدة مُتكاملة غير قابلة للتجزئة، ويعتمد اكتمال الشخصية على ثلاثة عوامل أساسية تتميز بالانسجام والثبات، وتتكامل مع بعضها لتكوين فرد اجتماعي قادر على مُعامَلة الآخرين، وتكوين علاقات معهم وبناء شخصية مُستقلة فكريًا، من خلال تقييمه الذاتي ومَعرفة الصواب والخطأ، وتلك العوامل الأساسية هي:
  • العامل البيولوجي:
    الذي يتمثَّل في الجهاز العصبي الذي يُنظِم التَفاعُلات العُضوية داخل الجسم، وتنظيم علاقة الجسم ببيئته الخارجية.
  • العامل السيكولوجي:
    الذي يتمثَّل في الذاكرة، فهي تُعتَبر حلقة وَصل بين الماضي والحاضر، وبين الوظائف العقلية المُختلِفة.
  • العامل الاجتماعي:
    الذي يتمثَّل في اللغة، وتلك هي طريقة اتصال الفرد بالمُجتَمَع المُحيط به، فهي أساس التَفاهُم والتَعاوُن والتَوافُق الاجتماعي.
  • خصائص الشخصية الناضجة:
    تُعتبَر الصلة وثيقة بين النُضج الانفعالي والنُضج الاجتماعي، فالنُضج الانفعالي شرط التَوافُق الاجتماعي والصحة النفسية للفرد، ولذلك إنْ لمْ يكن الشخص ناضج انفعاليًا، فإنَّه يكون شخص مُندفِع مُتهوِر غير مَوزون، ولذلك للتَحدُّث عن الشخصية الناضجة إليكم بعض من صفاتها المُختلِفة:
  • القُدرة على التَحكُم في الانفعالات.
  • القُدرة على كبح جِماح الشهوات والنزوات.
  • تَناسُب الانفعالات مع مُثيراتها.
  • التَخلي عن الأساليب الطفولية كـالأنانية والغيرة وحُب التَملُك.
  • الاعتماد على النفس والقُدرة على تَحمُل المسؤولية.
  • مرونة الشخصية والجرأة.
  • وجود علاقات دافئة مع الآخرين.

 

المصدر: كتاب علم نفس الشخصية

 

كتابة: محمود وحيد

مراجعة: حمّاد بن عيسى

تحرير: أسماء مالك

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى