البيئة والطاقة

العالم يواجه التغير المناخي بأوراق الأشجار!

ترتفع درجة الحرارة في المدن عن المناطق البعيدة عنها أو غير مكتظة بالسكان بحوالي من 9:5 درجة مئوية، وذلك بسبب الخرسانات الصلبة التي تصنع منها المباني في المدن؛ حيث تمتص وتبعث أشعة الشمس، كما يعتبر حوالي من 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم تأتي من الأسمنت، وتركيز الناس والسيارات والآلات.
وقد أدى ذلك إلى نمو سريع في استهلاك وحدات التبريد ومكيفات الهواء المتعطشة للطاقة والتي يلجأ إليها السكان للتخلص من الحرارة المرتفعة، وتكمن المشكلة في أن هذا التبريد يعمل على ضخ الحرارة الزائدة وانبعاث الغازات الدفيئة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وبالتالي يؤدي إلى الحاجة المتزايدة للتبريد.

لقد شهدنا بالفعل موجات حرارة متزايدة، وهي تؤثر بشدة على سير وصحة المدن ومواطنيها، كما أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة، وانخفاض إنتاجية القوى العاملة والتي تقدر بنحو 2.2 في المائة من ساعات العمل المفقودة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، ويصبح الهواء أقل نقاءًا، مما يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الفقيرة.
قالت مارتينا أوتو «Martina Otto»، التي ترأس التحالف العالمي للمباني والتشييد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة «UNEP»: “حوالي 40 في المائة من الطاقة التي تستهلكها المباني في جميع أنحاء العالم يمكن أن تستخدم لتسخين وتبريد الفضاء، ومع ارتفاع درجة الحرارة وزيادة عدد سكان المدن وارتفاع مستويات المعيشة، سنحتاج إلى عدد كبير من الحلول لتوفير الأمن من ناحية الحرارة، وحماية صحة الإنسان.”

والسؤال هنا هل يوجد حلول صديقة للبيئة للحفاظ على البرودة؟

هناك جهود عالمية ومحلية لمعالجة كفاءة الطاقة وتأثير المناخ على قطاع التبريد، ومن خلال تنفيذ استراتيجيات التبريد النظيف، لا يمكن للمدن فقط تقليل الطلب على التبريد ولكن أيضًا التوفيق بين سياساتها والمجالات الأخرى ذات الأهمية، مثل جودة الهواء والصحة العامة.
ومن الحلول المبتكرة للتبريد النظيف: الأسقف الباردة، الأسقف والواجهات الخضراء، والمناظر الطبيعية الخضرية مع حلول قائمة على الطبيعة مثل الممرات الخضراء، وهناك أمثلة من جميع أنحاء العالم تتمثل في:

1- بعد الموجة الحارة في عام 2010، طور أحمد أباد في الهند خطة لأسطح ومحطات التبريد وزيادة التوعية، نتج عن ذلك أنه منذ عام 2013 تجنبت المدينة حوالي 1100 حالة وفاة سنويًا كانت بمثابة مخطط لـ 30 مدينة في الهند منهم من أصدر خطته الخاصة، ومنهم من يعمل على تطوير هذه الخطة الآن.

2- تعتمد ملبورن – أستراليا على الحلول القائمة على الطبيعة، وتهدف إلى زراعة 3000 شجرة كل عام تُبَرِد المدينة بمقدار 4 درجات مئوية، حيث توفر الظل وتعكس أشعة الشمس وتطلق الرطوبة في الهواء من خلال أوراقها، وهذا كجزء من التزامهم باتفاقية باريس للمناخ.

3- تستخدم كوبنهاجن – الدنمارك مياه البحر في نظام تبريد المناطق، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 30,000 طن سنويًا، والهدف من ذلك هو توسيع مجال تبريد المناطق، والمساهمة في تحقيق هدف كوبنهاجن المتمثل في الاحتواء على كمية مناسبة من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025.

4- ومن ناحية أخرى، جذبت الأسقف الباردة انتباه العالم كله من خلال مبادرة كوول رووفز «CoolRoofs»، حيث رسمت مدينة نيويورك بالفعل أكثر من 5 ملايين قدم مربع من أسطحها بطبقة عاكسة للحرارة، وفي الوقت نفسه، أطلق التحالف العالمي للمدن الباردة تحدي المليون كوول رووفز، وهو منافسة عالمية تبلغ قيمتها مليوني دولار أمريكي لتوسيع نطاق نشر الأسطح شديدة الانعكاس الشمسي في البلدان النامية.
وقال كورت شيكمان«Kurt Shickman»، المدير التنفيذي للتحالف العالمي المدن الباردة: “مفهوم الأسقف الباردة بسيط، لكن التنفيذ يواجه عقبات في الجنوب العالمي، نحن بحاجة إلى زيادة الوعي بهذه الفرصة حيث غالبًا ما يكون توفر الطلاء وغيره من حلول الأسطح الباردة محدودًا أو غير موجود، وأيضًا هناك نقص في التمويل والاستثمار، وبالتالي يسعى تحدي المليون كوول رووفز إلى مواجهة كل هذه التحديات”.

من الواضح أن الدول لديها خيارات متعددة لمواجهة التغير المناخي بالبرودة، ووضع العالم على المسار الصحيح لمستقبل أكثر برودة، وأكثر صداقة للبيئة.

 

المصدر

 

كتابة: آلاء نور الدين

مراجعة: كاميليا محمد

تحرير: زينب محمد

تصميم: أحمد محمد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى