آلية موت غريبة في الديدان يمكنها أن تساعدنا في فهم آلية الموت
الصمل الموتي، أو ما يعرف بالتخشب، أو التيبس الموتي، هي ظاهرة لاحظ العلماء حدوثها في الإنسان في مراحل الموت الأخيرة، وعلى ما يبدو إنها تحدث في الديدان، ولكن بشكل معكوس.
يقول عالم الأحياء الجزيئية إيفجيني جليموف Evgeniy Galimov: “ما أدهشنا حقًا في البداية هو أن التخشب الموتي في الديدان يبدأ بينما هم لا يزالون على قيد الحياة”.
تختلف آلية الموت في الإنسان عن الديدان المستديرة (Caenorhabditis elegans)، وذلك لعدم التوافق التام للعمليات الفسيولوجية في كلا الجنسين، ففي حين أن الموت في الثدييات يحدث نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية فذلك لا يحدث في الديدان لعدم وجود دورة دموية بها.
“دودة Caenorhabditis elegans”
في 2013، التقط أعضاء من فريق البحث موجة من إشعاع أزرق مكثف تنتشر في أجسام الديدان الشريطية الشفافة (Nematode) مع موت خلاياهم. وحينما تعمق الباحثون أكثر اكتشفوا أن هذه الموجة الزرقاء تكون مصحوبة بتصلب يشبه ظاهرة التخشب الموتي، حيث تتقيد عضلات الدودة في انقباض نهائي للموت بينما يستمر باقي جسمها في الاهتزاز كأنه لا يحدث شيء مطلقًا.
بينما ينتشر الموت في الجسم، تقوم الخلايا الميتة بقتل الخلايا المجاورة عن طريق إطلاق الكالسيوم. وعندما تصل هذه الموجة التي لا يمكن إيقافها إلى الأمعاء يتولد الإشعاع الأزرق نتيجة انفجار حمض anthranilic.
قال ديفيد جيمز David Gems، أحد افراد فريق البحث، عن تلك الموجة الزرقاء: “إنه كملك موت أزرق، ينشر الموت في جميع أنحاء الكائن الحي حتى تنطفئ الحياة”.
بالطبع تسأل ما علاقة موت الدودة بوفاة البشر! هذا أمر يريد الفريق معرفته أيضًا، ففي حين أن هناك الكثير من الاختلافات بين أجسام البشر والديدان الشريطية، إلا أن هناك تشابهًا أيضًا، وإذا استطعنا الحصول على ما يكفي من المعلومات عن ماهية هذا التشابه فذلك يمكن أن يساعدنا على فهم طرق منع حدوث الموت.
وقد وُجِدَ أن الخلايا تطلق الكالسيوم بشكل مفرط عندما يُستنفذ ATP (الوحدة الجزيئية لنقل الطاقة في الكائنات الحية) لكنه مازال غير واضح كيف، ولماذا، ومتى تنخفض مستويات ATP وعند أي نقطة يصبح الموت في الكائن الحي أمرًا لا مفر منه! وفي هذه الدراسة، لم تقل مستويات ATP بشكل ملحوظ إلا عندما كانت الديدان الشريطية على وشك الموت، ويمكن أن يساعدنا ذلك على فهم مرحلة الشيخوخة أكثر وكيفية تدهور أجسامنا مع تقدم العمر وربما في المستقبل لمقاومة الموت في المرضى المصابين بأمراض قاتلة.
كتابة: أية أحمد
مراجعة: أية محمد
تحرير: أحمد عبدالستار