الأجهزة المحمولة وضعف البصر عند المراهقين
ترجع الأمهات كل الأمراض التي في الحياة والتعب الذي يصيب أطفالهم إلى كثرة مطالعتهم للأجهزة الإلكترونية، المحمولة منها والثابتة، لكن لنتوقف لحظة هل يمكن أن يصدق حديث الأمهات في هذا الشأن؟
لنرى:
– الأبحاث أثبتت أن عدد الأطفال من عمر ١٣ إلى ١٦ الذين يحتاجون إلى ارتداء النظارات قد تضاعف في العشر سنوات الأخيرة.
– الخبراء يقولون أن الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة يؤدي إلى مشاكل في الإبصار.
– دراسة جديدة في المملكة المتحدة أوضحت أن نسبة ٣٥% من الأطفال من عمر ١٣ إلى ١٦ احتاجوا إلى نظارات في ٢٠١٨ وتلك النسبة هي أعلى ب ١٥% من نظيرتها في عام ٢٠١٢، ثلثي هؤلاء الأطفال شُخصوا بقصر النظر، يواجه الأطفال في المملكة المتحدة الشاشات لحوالي ٢٦ ساعة في الأسبوع بما فيها شاشات التلفاز.
لعقدين جلس الأطفال أمام شاشات عدة، لا يمكن الهرب من حقيقة ضرورة تواجده في المدرسة، العمل وحتى المنزل، لكن لنتوقف للحظة التلفاز وهو صندوق بحجم كبير قد دخل إلى حياة الأفراد منذ فترة السبعينات والثمانينيات فما الذي جد وتواجد في شاشاتنا الحالية جعل من تلك الأجهزة آفة تأكل البصر في عشر سنوات وذلك الذي أخذ من أجهزة التلفاز عقود عدة ولم تستطع فعله حتى الآن؟
دكتور بول كاربكى «Pual Karpike» أحد دكاترة الرمد المشهورين يقول أن الأطباء يتلقون الكثير من الحالات التي تعاني من المياه البيضاء وتدمير شبكية العين في السنوات الأخيرة والذي قد يتداخل مع انتشار الأجهزة الإلكترونية بشاشاتها، وتلك الحالات قد أعتاد الأطباء رؤيتها في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الستينات والتسعينات، أضاف كاربكي أنه حاليًا يأتيه أشخاص مصابون بهذه الحالات وهم في سن الثلاثين، فلقد اتخذت منحنى خطير في السنوات الخمس أو الثلاث الأخيرة ومع تواجد الهواتف المحمولة والآيباد بشكل كبير وتداوله بين الأطفال فهذا لا يعطي فرصة للعين للنمو بالشكل الصحيح والذي يسبب العديد من المشاكل.
دكتور راين باركر «Rayen Parker» دكتور رمد أضاف إلى أن الأبحاث لا زالت في بدايتها فيما يخص الأجهزة الإلكترونية وعلاقته بالبصر، وأضاف أيضًا أن الضوء الأزرق يدمر شبكية العين، أكثر مصدر له هو الشمس. حسنًا، معظم الوقت نحن داخل المنزل أو مبنى العمل، تلك الأجهزة الحديثة التي نستخدمها طوال اليوم للمطالعة، البحث أو العمل تشع كميات كبيرة من الضوء الأزرق والذي عندما يتراكم على فترات طويلة مدمرًا شبكية العين، وهذا هو الفرق بين فترة السبعينات والآن وهو طول الفترة التي يتعرض فيها نظرنا إلى الضوء الأزرق والتي زادت حتى داخل المنزل.
تأثير الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية الحديثة لا يقتصر على البصر فقط ولكن امتد ليشمل فترات النوم وتتابعها والتي أصبحت غير منتظمة ومتقطعة، بجانب الخوف من التأثير على أهم الأعضاء وهو المخ فتلقي المعلومة من الورق يثبت في المخ أكثر من تلقيه بشكل بصري من الأجهزة، والذي يؤثر فيما بعد على نشاط الدماغ والثروة الثقافية.
إذًا ما هي دفاعاتنا اتجاه الوارد الجديد الذي لا نستطيع التخلي عنه ولا نسلم من ضرره؟
هناك بعض الخطوات كأخذ فترة راحة للنظر إلى شيء يبعد عنا مسافة عشرين قدم لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة نظر لشاشة الهاتف، أو راحة لمدة 15 دقيقة كل ساعتين، بعض الأجهزة تستخدم تطبيقات لتحيد كمية الضوء المنبعث من الشاشات والذي قد يقلل من حدة التأثير على النظر، بجانب كل هذا وقبل كل هذا الفحص الدوري والكشف على العين ومقياس النظر.
كتابة: محمد خالد
مراجعة: نهاد عادل
تحرير: زينب أحمد
تصميم: أحمد محمد