الأحياء

حيوان له القدرة على حل لغز المتاهة، وتذكر طريقة حلها!

كشفت دراسة جديدة كيف يمكن لسرطان البحر (sea crab) التنقل في متاهة معقدة، وتذكر الطريقة لحلها والعثور على الطعام. أراد فريق العلماء -بقيادة عالم الأحياء البحرية الدكتور “إد بوب – Ed Pope”، وطالب الماجستير “روس ديفيز – Davies”- معرفة إمكانية تعلم سرطان البحر لطريقة حل المتاهة، والتي صُممت خصيصًا من أجل الحصول على فهم أفضل للتعلم المكاني في القشريات.

قال الدكتور (بوب): “إن ما يسميه العلماء بالتعلم المكاني (Spatial learning)، هو قدرة مهمة لدى الحيوانات، نحن نفهم هذه القدرة جيدًا في العديد من الحيوانات، ولكننا لا نفهمها في المخلوقات البحرية كسرطانات البحر؛ لأنه من الصعب جدًا متابعتها، فالتعلم المكاني معقد للغاية، لذا فإن اكتشاف كيفية عملها في القشريات يعطينا فهمًا أفضل لمدى انتشار هذه القدرة، والتعلم بشكل عام في المملكة الحيوانية”.

اختبر الباحثون 12 سرطانًا على مدار أربعة أسابيع، ووضعوا الطعام في نهاية المتاهة في كل مرة. يتطلب الطريق إلى نهاية المتاهة خمسة تغيرات في الاتجاه، تشمل ثلاثة منها طرقًا مسدودة. على مدار فترة أربعة أسابيع، رأى الفريق أن سرطانات البحر تظهر تحسنًا ثابتًا في تقليل المدة الزمنية التي تستغرقها للعثور على الطعام في نهاية المتاهة، والأهم من ذلك، انخفاض عدد المنعطفات الخاطئة التي اتُخذت.

الأكثر إثارة للدهشة أنه عندما تمت إعادة تلك السرطانات إلى المتاهة بعد أسبوعين، ولكن دون وجود أي طعام في النهاية، وصلوا جميعًا إلى نهاية المتاهة في أقل من 8 دقائق. وهذا -إن دل على شيء- يدل على أنهم استطاعوا تذكر الطريق. وعندما تم وضع سرطان بحر جديد (لم يكن في المتاهة من قبل)، استغرق وقتًا أطول للوصول إلى النهاية، والبعض الآخر من سرطانات البحر -التي لم تخضع لذلك الاختبار- لم يصل إلى نهاية المتاهة على الإطلاق بعد ساعة كاملة من الدراسة.

قال الدكتور (بوب) أثناء تعليقه على نتائج الدراسة التي نُشرت في كتاب “Biology Letters”: “هذه الدراسة مهمة لأننا نعرف أن الحشرات -وخاصة النمل والنحل- لديها بعض القدرات الدماغية المثيرة للإعجاب، لكننا لم نبحث حقًا عن تلك القدرات في نظرائها المائية. حقيقة أن السرطانات البحرية تظهر قدرة مماثلة للحشرات ليست مفاجئة في بعض النواحي، لكن من الرائع أن تكون قادرًا على إظهارها بشكل واضح، فهذا العمل يفتح الباب أمام تجارب أكثر تطورًا تبحث في كيفية تأثير تغير المحيط المكاني على قدرة سرطان البحر على التعلم والتكيف؛ للعثور على الغذاء في المستقبل”.

وأضافت الدكتورة “ماري غاغن – Mary Gagen” -المؤلفة المشاركة في الدراسة، والخبيرة في تغير المناخ-: “تواجه المحيطات تحديات عديدة بسبب التغيرات المناخية التي يسببها الإنسان. واكتساب الفهم الأساسي لطريقة حياة الكائنات، التي ستتأثر بالفعل بالتغيرات في محيطاتنا المستقبلية، مهم حقًا. وهذا لا يعني فقط الكائنات الكبيرة والمعتادة، بل يعني كائنات أخرى مثل سرطانات البحر، والتي تعد مهمة للغاية في الحفاظ على السلسلة الغذائية”.

 

المصدر

 

كتابة: أمنية نبيل

مراجعة: دينا عادل

تحرير: زياد محمد

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى