لماذا لا يرتدي بعض أفراد مجتمعنا الكمامة رغم ما نمر به من ظروف جائحة كورونا؟
لا أعلم ما الذي يحدث!
عند ارتدائها أشعر بالاختناق.. أشعر وكأنني لست أنا.. أستمر في النظر لأعين الناس؛ لأعرف نظراتهم تجاهي، وبعد عدة دقائق، وبسبب شعوري بالضيق والاختناق، أخلعها.. فلم أستطع التحمل أكثر من ذلك.
هل يوجد أشخاص لا يرتدون الكمامة لأسباب نفسية؟ هل اُستثنوا من ارتدائها بسبب اضطراب في الصحة العقلية؟ سنناقش معًا ارتداء الكمامة من الناحية النفسية، وسنجيب على هذه الأسئلة في هذا المقال.
ولكن أولًا دعونا نعرف..
هل يوجد أسباب خارجية تتحكم في استيعابي لأهمية ارتداء الكمامة؟
1- الثقافة
تنتشر الأمراض المعدية في بعض البلاد، لذلك أصبحت الكمامة جزء من حياتهم مثل: تايوان، وفيتنام، ولذلك في تلك الظروف الجديدة وانتشار وباء الكورونا، كان من السهل عليهم تقبُّل ارتداء الكمامة، على عكس بلاد أخرى، تقبُّل الكمامة كان صعبًا للغاية، وإلى الآن يوجد أشخاص لا يرتدونها، ولكن هل السبب ثقافي أم نفسي؟ هذا ما سنعرفه لاحقًا.
2- طريقة الحكم على المخاطر
هذا التفكير يعتمد على كل شخص ومن حوله، فمن أقصى درجات المحافظة ارتداء الكمامة، ولذلك، في الغالب لا يصل إليها كل البشر، فيوجد أشخاص تأخذ حذرها بقدرٍ متوسط؛ ولذلك لا تصل إلى ارتداء الكمامة.
3- الشعور بالارتباك
بسبب نصائح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أُصيب بعض الناس باليأس والإحباط، فأصبح شعورهم أنه لا داعي من ارتداء الكمامة؛ الفيروس منتشر ولا أحد يستطيع إيقافه.
وحتى لا نتسرع في الحكم على الأشخاص بالتخاذل وعدم الاهتمام بانتشار الأوبئة، فالتقط أنفاسك عزيزي القارئ لتبدأ معي في معرفة تأثير الكمامة على الجانب النفسي للإنسان.
ارتداء الكمامة من الناحية النفسية أمر لا يفهمه الكثيرون؛ فإذا وجدت شخصًا لا يرتدي الكمامة، تحكم عليه حكمًا سريعًا بأنه متخاذل، ولكن يمكن أن يكون عدم ارتدائه يرجع إلى أمر نفسي، فدعونا نعرف..
لماذا لا يرتدي بعض أفراد مجتمعنا الكمامة رغم ما نمر به من ظروف جائحة كورونا؟
يرجع السبب إلى الجانب النفسي وعدم تقبُّل الكمامة، فتؤثر الكمامة على أكثر من جانب:
1- تغطية الفم والأنف على الهواء الذي تتنفسه؛ فتشعر بالقلق أو الذعر، ويمكن أن يصل إلى الشعور بالدوار أو الاختناق.
2- تغُّير مظهرك بسبب تغطية الوجه؛ فيؤثر على حالتك النفسية، ويزيد من المشاعر السلبية حول مظهرك أمام الناس.
3- التعامل مع وجود مواد معينة تلامس بشرتك.
4- في حالة ارتداء نظارة، قد تتعرض للبخار؛ فلا تتمكن من الرؤية بوضوح؛ فيزيد هذا من شعورك بالإرهاق.
5- الإحساس الدائم بالخطر برؤية الكمامة باستمرار، تشعرك بالخطر وأنت ترفض بداخلك ذلك الإحساس؛ فتضطر إلى رفض الكمامة معه.
6- الخوف من الآخرين لإخفاء ملامحهم بسبب الكمامة، فلا يوجد تواصل بشري وفهم لملامح الآخر، وهذا شيء غير إنساني بالنسبة لبعض الناس.
هل يوجد نصائح لمن يصعب عليه ارتداء الكمامة من الناحية النفسية؟
نعم، سأعرض لكم بعض النصائح تساعد من يعاني من الكمامة، ويستطيع تجربة كل الحلول قبل الحكم بعدم ارتدائها.
تنقسم النصائح على حسب نوع الشعور الذي تشعر به أثناء ارتدائها:
أولًا: لمن يشعر بالاختناق والقلق ومشاكل في التنفس:
1- تنفس هواءً نقيًا قبل ارتدائها.
2- حاول أن تقلل وقت ارتدائها قدر المستطاع.
3- يمكن تجربة تمارين تهدئة الأعصاب قبل وبعد الكمامة.
4- قم باختيار نوع الكمامة جيدًا حتى تجد ما ترتاح معه.
ثانيًا: لمن يشعر بعدم الراحة الجسدية:
1- اختيار المواد المصنعة للكمامة اختيارًا جيدًا، خاصةً لو كان لديك حساسية ما تجاه أي نوع من أنواع الأقمشة.
2- حاول صناعة الكمامة الخاصة بك من قميص قديم لديك، فقط ابحث عن طريقة صنعها وافعلها لراحتك.
3- جرب كل أنواع الكمامات إلى أن تستقر على نوع معين.
ثالثًا: إذا كنت ترتدي نظارة والكمامة تؤثر على الرؤية:
1- تمنع طبقة الصابون تكوّن البخار، ولذلك، يمكنك غسل النظارة بالماء والصابون؛ لمنع تكوّن البخار مرة أخرى.
2- حاول وضع النظارة على الكمامة، وذلك برفع الكمامة على الأنف؛ لكي تمنع النظارة صعود البخار وعدم الرؤية.
3- حدد الكمامة بمنديل ورقي لامتصاص بخار الماء.
رابعًا: لمن يشعر باضطراب الهوية:
1- اشترِ كمامات ذات ألوان مبهجة؛ تعطي لك شكلًا يعبّر عن نفسك، وأيضًا يعطي مشاعر إيجابية لمن حولك.
2- اشترِ كمامات ذات طابع شفاف، فيمكنك الظهور بملامح وجهك وعدم الشعور بالغموض.
خامسًا: لمن يشعر بقلق أثناء التواصل الاجتماعي:
1- حاول التركيز على وجوه البشر، وليس على الكمامة.
2- عند التحدث لشخصٍ ما، حاول الجلوس بجواره، وحافظ على التباعد الاجتماعي، وانظرا كلاكما إلى نفس الاتجاه وليس إلى بعضكما؛ حتى لا تتأذى وتشعر بالارتباك.
3- إذا كنت متواجدًا مع عائلتك، اشرح لهم احساسك لكي يتفهموا الأمر، ويجدوا حلولًا أخرى معك.
وفي النهاية، وبعد تناولنا مشكلة ارتداء الكمامة من الناحية النفسية، أقول لك لا تتسرع يا صديقي في الحكم على الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامة، فقد يعاني من ألم نفسي، ويعاني أيضًا من مواجهة الوباء وشعوره بالخوف، فهوّن على من حولك وراعِ ظروف الآخرين.
كتابة: رحمة يوسف
مراجعة: محمود أحمد علام
تدقيق لغوي: إسراء وصفي