الأحياء

التنوع الوراثي يساعد على الحماية من الأمراض

نجح فريق من الباحثين من معهد “Leibniz” في إثبات تجريبيًا أن التنوع الوراثي يجعل الكائنات أكثر مقاومة للمرض.

إذن فلماذا تمتلك الأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم أنواعًا مختلفة من الجينات في أنواع معينة منها، على الرغم من أنه من المفترض أن يكون هذا الجين هو “الأفضل” للبقاء على قيد الحياة؟

وفقًا لنظرية شائعة في علم الأحياء التطوري، فإن هذا يحدث لتتمكن الأنواع من الاستجابة بشكل أكثر فعالية للتغيرات في البيئة، مثل حدوث الأمراض. ومع ذلك، من الصعب للغاية الحصول على أدلة تجريبية لدعم هذه النظرية: ففي النهاية، يكون من المستحيل تقريبًا ملاحظة كيف يحدث التطور في معظم أنواع الحيوانات والنباتات، حيث أن أوقات التكاثر طويلة جدًا.

لكن قام الآن فريق بحثي بالتحقيق في تطور فطر متطفل يسمى Rhizophydium megarrhizum. يُصيب هذا الطفيل أنواعًا من البكتيريا الزرقاء تُسمى “Planktothrix”، والتي تنتشر في العديد من المياه العذبة. وقام الفريق بتعريض الطفيل لهذه البكتيريا والتي تتميز بالتطابق الجيني لأفرادها، وأيضًا لمجموعة أخرى من البكتيريا والتي لها طابع التنوع الجيني. وبما أن الفطر يتكاثر بسرعة، بمعدل مرة واحدة في اليوم، فإن العلماء يقومون بمراقبة أداءه لمدة 200 يومًا.

وقال دكتور “Ramsy Agha”: “أردنا مُراقبة التغير التطوري في الوقت الحقيقي وفي ظل ظروف محكومة، لمعرفة بأي سرعة وما إذا كانت الطفيليات تتكيف مع المضيفين المتجانسين وراثيًا والمتنوعين”.

سمح العلماء بتكييف Rhizophydium megarrhizum، لكنهم أوقفوا تطور البكتيريا المُضيفة. وقال”Ramsy Agha”: “كنا قادرين على إظهار أن الفطريات تتكيف مع المضيفين المتجانسين جينيا بسرعة كبيرة، وهذا في غضون ثلاثة أشهر فقط”. ويدل هذا التكييف على أن الطفيليات تمكنت من التمسك بالمضيفين والتغلب على آليات دفاعهم بسرعة أكبر، وبالتالي كانت قادرة على التكاثر بسرعة أكبر. وكانت النتيجة أن التنوع الوراثي في عدد أفراد المُضيف يبطئ من تكيف الطفيليات.

من ناحية أخرى، إذا كانت البكتيريا الزرقاء متنوعة وراثيًا، فإن هذا الفطر لن يستطيع التأثير عليها، إذ أنه يفشل في التكيف وتظل حالة المرض بدون تغيير. وأصبح من الواضح أن التنوع الجيني في البكتيريا الزرقاء يبطئ تكيف الطفيل، مما يزيد من مقاومتها للأمراض.

وقال “Ramsy Agha”: “نتائجنا مهمة أيضا بالنسبة لأبحاث النظام الإيكولوجي بشكل عام، لأنها تساعدنا على تفسير سبب وجود درجة عالية من التنوع في المجموعات قد تكون ذات قيمة لحفظها”. ويرغب هو وفريقه في التحقيق فيما يحدث عندما لا يسمح فقط للطفيل وأيضًا للمضيفين بالتأقلم مع الظروف المتغيرة.

يأمل الباحثون في الحصول على مزيد من الأفكار حول كيفية اعتبار المرض الذي يُنظر إليه عمومًا على أنه ظاهرة سلبية، عملية طبيعية حاسمة تعزز التنوع البيولوجي وتحافظ عليه.

المصدر

 

كتابة: الاء عمارة

مراجعة: مريم

تصميم: عمر حسن

تحرير: أحمد عبدالستّار

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى