الأحياء

حسب استبيان فإن معظم الأميركيين يدعمون فكرة تعديل الجينات للأطفال لعلاج الأمراض

كانت فكرة استخدام تقنية تعديل الجينات لتعديل الحمض النووي للطفل قبل الولادة موضع جدال كبير لسنوات. ولكن الآن، يقول معظم الأمريكيين إن استخدام هذه التقنية على الأجنة سيكون مقبولًا في ظل ظروف معينة، وكان ذلك وفقًا لاستطلاع جديد.
وقد كان الاستطلاع من مركز “بيو” (Pew) للأبحاث، والذي ضم أكثر من 2500 من البالغين الأمريكيين، وأجرى في الفترة من 23 أبريل إلى 6 مايو.​ ووجد أن 76% من الأمريكيين يؤيدون تغيير الخصائص الوراثية للطفل قبل ولادته لمعالجته من الأمراض الخطيرة التي قد تصيبه عند الولادة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن 60% من الأمريكيين يؤيدون استخدام تقنية تعديل الجينات في للأطفال الذين لم يولدوا بعد للحد من خطر إصابة الطفل بمرض خطير خلال حياته.
وهناك 19% فقط من الأمريكيين يقولون إنه سيكون من المناسب استخدام هذه التقنية لجعل الطفل أكثر ذكاءً. كما أن الغالبية العظمى من الأمريكيين 80%، يقولون أن هذا سوف يأخذ التكنولوجيا بعيدًا جدًا.

أصبح تعديل الجينات للأطفال أكثر قربًا من أن يصبح حقيقة بفضل تطوير تقنية الربط الجيني المعروفة بـ”CRISPR”، والتي تسمح للعلماء بتقطيع أجزاء الـ”DNA” وإدخالها بدقة. في عام 2017، أعلن علماء أمريكيون أنهم استخدموا “كريسبر” لتعديل الجينات في الأجنة البشرية لتصحيح طفرة تسبب خللًا في القلب (وقد تم التخلص من الأجنة، ولم يتقدموا في النمو).

ومع ذلك، هناك العديد من القضايا المتعلقة بالأمان والأخلاق المحيطة بتعديل الجينوم البشري التي لم يتم الكشف عنها بعد. في الوقت الحالي، لا تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإجراء تجارب تتضمن تعديل خط الجراثيم “germ line” وهي سلسلة من الخلايا الجرثومية تنحدر أو تطورت من خلايا سابقة في السلسلة، والتي تُعتبَر مستمرة من خلال الأجيال المتعاقبة من كائن حي، أو إجراء تغييرات وراثية يمكن توريثها.

من المرجح أن تطوير تعديل الجينات سيشمل اختبار التقنيات على الأجنة البشرية (كما كان في دراسة 2017)، لكن معظم الأمريكيين ضد هذه الفكرة: حيث وجد استطلاع “بيو” أن 65% من الأمريكيين يقولون أنه إذا تطلب تطوير التعديل الجيني اختبارًا على الأجنة البشرية، فإنه سيكون قد أخذ التكنولوجيا بعيدا جدا، لكن هناك رأي مختلف إذ يقول 33% من الأمريكيين أنه سيكون من المناسب اختبار الأجنة البشرية لتطوير تكنولوجيات تعديل الجينات.

ووجد الاستطلاع أيضًا أن الأميركيين الذين يتمتعون بدرجة عالية من التدين يختلفون في قبولهم لتحرير الجينات مقارنة بمن هم أقل تدينًا.
على سبيل المثال بين 46% من المتدينين، يقولون إنه سيكون من المناسب استخدام تعديل الجينات لتقليل خطر إصابة الطفل بالمرض في وقت لاحق من الحياة، بينما يقول 53% إن هذا من شأنه أن يأخذ هذه التكنولوجيا بعيدًا. ومن بين الأقل تدينًا، يقول 73% إن استخدام التعديل الجيني للحد من خطر إصابة الطفل بالمرض في وقت لاحق من الحياة سيكون مناسبًا، في حين قال 27% فقط إن هذا من شأنه أن يأخذ هذه التقنية إلى أبعد الحدود.

وعندما طُلِب منهم التفكير في مستقبل يكون فيه تعديل الجينات للأطفال متاحًا على نطاق واسع، فإن الذين شملهم الاستطلاع يميلون إلى توقع المزيد من الآثار السلبية على الآثار الإيجابية من الاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا، وذلك ما اظهره المسح.

ويقول ما يقرب من 60% من الأمريكيين “إن تعديل الجينات من المرجح جدًا أن يؤدي إلى زيادة عدم المساواة، لأنها ستكون متاحة فقط للأثرياء”. وهناك أغلبية ضئيلة 54% تقول: “إنه من المحتمل جدا أنه حتى إذا تم استخدام تعديل الجينات بشكل مناسب في بعض الحالات، فإن الآخرين سيستخدمون هذه الأساليب بطرق غير مقبولة أخلاقيا”.

وهناك 18% فقط يقولون أنه من المرجح أن تطوير تكنولوجيا تعديل الجينات سيمهد الطريق أمام التقدم الطبي الجديد الذي يفيد المجتمع ككل.

المصدر

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: سلفيا أمير

تصميم: عبدو سعد

تحرير: إسلام حمدى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى