الأحياء

الكشف عن البكتيريا والفطريات التى تنمو على الأجزاء المزروعة بأجسامنا

هل تتخيل أن حادث ما قد يجبرك على بناء موطن الفطريات والبكتيريا داخل جسمك؟

في الآونة الأخيرة انتشرت عملية زراعة الأعضاء في الجسم البشري، أو استبدالها بأخرى، أو إدخال مسامير أو غيرها من البدائل؛ لتحل محل تلك التي فقدها جسمك في حالة تعرض الأعضاء الأصلية لحادث ما ولا تستطيع القيام بعملها بعد ذلك، وكان هذا حلًا مناسبًا لهؤلاء الذين تعرضوا لفقدان أحد أعضائهم، ومن المعتاد أن يتم تعقيم هذه الأغراض قبل إدخالها للجسم، لضمان سلامة المرضى، لكن كانت المفاجأة ما كشفت عنه دراسة مؤخرًا من جامعة كوبنهاجن “Copenhagen”، حيث أشارت الدراسة إلى أن الباحثين قد اكتشفوا أن تلك الأعضاء المزروعة، أو الأجزاء التي تم إدخالها تحمل معها أنواعًا من البكتيريا والفطريات للجسم المزروع، على الرغم من أن المرضى لم يظهروا أي علامات للعدوى.

وقام الباحثون بفحص 106 عينة من الأنسجة المزروعة والأنسجة المحيطة بها أيضًا من مجموعات مختلفة من المرضى، واكتشفوا أن أكثر من 70% الذين يشكلون حوالى 78 عينة قد تم استعمارها من قبل البكتيريا أو الفطريات أو كليهما، ومع ذلك فإن المرضى الذين زُرِعت لهم تلك الأنسجة لم تظهر عليهم علامات العدوى، وهذا يفتح مجال جديد فى فهم التفاعل بين الجسم والبكتيريا.

لكن السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذة الميكروبات ستكون مفيدة، مثل تلك التى تعيش في أجسامنا أو إذا كانت ستسبب عدوى، أو إذا كانت غير مهمة؟

قام العلماء بفحص أجزاء مزروعة مثل المسامير والركبتين فى 5 مستشفيات بالدنمارك، وكانت النتيجة أنهم وجدوا أن البكتيريا قد استعمرت الغالبية العظمى من المسامير في حين أن الركبتين، لم يحدث بها ذلك، أما بالنسبة للفطريات فكان إنتشارها متساٍو في كلتا الحالتين، لكن كان الشائع في جميع الحالات هو عدم وجود تلك البكتيريا أو الفطريات المسببة للعدوى، مثل تلك البكتيريا الخطيرة “Staphylococcus”، وبهذا قد تأكد من غياب مسببات الأمراض، والتي عادًة ما تسبب العدوى، فإذا كانت موجودة، فسنجد أيضًا عدوى.

وتُظهِر الدراسة أيضًا انتشار البكتيريا في الأماكن التي لا نتوقع العثور عليها بها، بل وتمكنت من البقاء هناك لفترة طويلة دون التأثير على المريض بشكل سلبي، بشكل عام يمكننا القول أنه عندما يتم زرع شيء ما في الجسم، فإن احتمالية تطوير البكتيريا وخلق بيئة جديدة لها تزداد بصورة ملحوظة.

كما إستخدم الباحثون 39 من الضوابط لفحص وضمان عدم تلوث الأجزاء المزروعة، عند جمع العينات أو أثناء التحليل اللاحق، فقاموا بزرع مسمار معقم فى مريض ثم أزالوه مرة أخرى بعد فترة، وكانت جميع الضوابط سلبية، مما يعني انها لم تؤد إلى اكتشاف البكتيريا أو الفطريات.

وفقًا للباحثين، يعني هذا أن استعمار البكتيريا والفطريات يبدأ بعد إدخال الجزء المزروع في الجسم، وقد كانت الغرسات المدروسة في جسم المريض لمدة 13 شهرًا، وأشار أحد الباحثين أنه إذا كان اكتشافنا للبكتيريا والفطريات نتيجة للتلوث، فإننا سنصل إلى نفس النتائج عند زرع جسم ما في مريض وإزالته مرة أخرى، لكن كانت جميع الضوابط سلبية، وستكون الخطوة التالية للباحثين هي دراسة تأثير البكتيريا والفطريات المحددة على الجسم، وعملية الزرع، وتحديد كيفية ظهورها.

المصدر

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء 

تصميم: عمر حسن

تحرير: سارة أبو زيادة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى