التكنولوجيا

الجانب المؤلم من حياة “إلون ماسك”

كان “إلون ماسك” في منزله في لوس أنجلوس، حيث كان يكافح للحفاظ على رباطة جأشه، وقال: “لقد كان العام الماضي أكثر الأعوام صعوبةً وإيلامًا في مسيرتي، كان الأمر موجعًا”. أعلن “إلون ماسك” رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة “تسلا” (Tesla) لصناعة السيارات فجأة على تويتر أنه يأمل في تحويل شركة التجارة العامة إلى شركة خاصة، وتسبب هذا الإعلان في إحداث موجة غضب وصخب في الأسواق وداخل “تسلا” نفسها، وفي مقابلة لمدة ساعة مع صحيفة نيويورك تايمز، اختنق عدة مرات مشيرًا إلى أنه غاب تقريبًا عن حفل زفاف شقيقه هذا الصيف، وقضى عيد ميلاده في مكاتب “تسلا”، وفي سؤال عن الإنهاك إن كان يؤثر على صحته، أجاب السيد ماسك: “لم يكن الأمر رائعًا، في الواقع، لقد كان هناك أصدقاء يشعرون بالقلق أحيانًا”، وقد تسببت تغريدة “إلون ماسك” بفتح تحقيق فيدرالي، وأثارت غضبًا بعض أعضاء مجلس الإدارة وفقًا لأشخاص مطلعين على المسألة، وقال أشخاص مطلعون على البحث أن الجهود جارية للعثور على مدير تنفيذي ثانٍ لتخفيف بعض الضغط عن السيد ماسك.

وعلى مدى عقدين من الزمان، كان السيد “ماسك” واحدًا من أهم رواد أعمال منطقة “وادي السيليكون – Silicon Valley”؛ حيث ساعد في تأسيس العديد من شركات التكنولوجيا ذات التأثير الكبير، وقد تحمل في سبيل ذلك الكثير بشجاعة، لكنه أظهر في المقابلة مستوى استثنائيًا من التأمل الذاتي والضعف، معترفًا بأن مسؤولياته التنفيذية لا تُعَد ولا تُحصَى، وقدم “إلون ماسك” خلال المقابلة جدولًا زمنيًا مفصلًا للأحداث التي أدت إلى تلك التغريدة على تويتر، والتي كانت في السابع من أغسطس، حيث قال فيها أنه يفكر في أخذ الشركة الخاصة بسعر ٤٢٠ دولارًا للسهم، وأكد أنه حصل على “تمويل مضمون” لمثل هذه الصفقة، وهي صفقة من المرجح أن تصل قيمتها إلى أكثر من ١٠ مليارات دولار.

قال السيد “ماسك” أنه رأى التغريدة بمثابة محاولة للشفافية، واعترف يوم الخميس أنها لم يراجعها أحد قبل نشرها. كما أرتفعت أسهم “تسلا”، مما حير المستثمرين والمحللين والصحفيين على تويتر، وبدءوا ينشرون في منتصف يوم التداول الرسمي في السوق، وهو وقت غير معتاد لإصدار أخبار مهمة كتلك، وقال في المقابلة أنه يرغب في تقديم زيادة بنسبة 20% تقريبًا عن سعر تداول السهم، والذي كان سيبلغ ٤١٩ دولارا تقريبا، وقرر أن يصل إلى ٤٢٠ دولارًا.

إن ما يعنيه السيد “ماسك” بـ”التمويل المضمون” أصبح مسألة مهمة؛ فهاتان الكلمتان ساعدتا في رفع أسهم “تسلا”، وقد قال السيد “ماسك” أنه كان يشير إلى استثمار محتمل من قبل صندوق الاستثمار الحكومي السعودي، وكان “إلون ماسك” قد أجرى محادثات مكثفة مع ممثلين من الصندوق البالغ حجمه ٢٥٠ مليار دولار حول إمكانية تمويل صفقة لاستغلال “تسلا” الخاصة، ربما حتى بطريقة كانت تؤدي إلى امتلاك السعوديين معظم الشركات، وقد أُجرِيت إحدى تلك الجلسات في ٣١ يوليو في مصنع “تسلا”، وفقًا لشخص على علم بالاجتماع، لكن الصندوق السعودي لم يلتزم بتقديم أية أموال.

وهناك احتمال آخر لا يزال مطروحًا، وهو أن شركة “Space X” -وهي شركة الصواريخ التابعة لماسك- ستساعد في تمويل خصخصة “تسلا”، وستحصل على حصة ملكية في شركة صناعة السيارات -وفقًا لأشخاص مطلعين على المسألة- وبعد ساعة وعشرين دقيقة من تويتر حيث ارتفعت أسهم “تسلا” بنسبة ٧ بالمئة، أوقفت بورصة “ناسداك” التداول، وبعدها تم استئناف تداول الأسهم، وواصلت الصعود. وفي اليوم التالي، طلب المحققون في هيئة الأوراق المالية والبورصة في سان فرانسيسكو من “تسلا” الحصول على تفاصيل لهذه المعلومات المالية، وقال شخصان على اطلاع بالموضوع أن أعضاء مجلس الإدارة الذين غابوا عن بيان الرئيس التنفيذي للسوق غاضبون لعدم اطلاعهم على هذه القرارات، وقد سارعوا إلى تجميع بيان علني في محاولة لنزع فتيل الضجة المتصاعدة. وقال السيد “ماسك” في المقابلة أن أعضاء مجلس الإدارة لم يشتكوا له بشأن التغريدة، ولكن بعد فترة وجيزة من نشر الصحيفة لمقابلتها مع السيد “ماسك”، أضاف من خلال متحدثة باسم “تسلا” أن “أنطونيون جراسياس” -المدير المستقل الرئيسي لتسلا- قد اتصل به بالفعل لمناقشة تغريدة أغسطس، وأنه وافق على عدم التغريد مرة أخرى بشأن صفقة الخصخصة المحتملة ما لم يناقشها مع مجلس الإدارة.

وفي المقابلة، أضاف السيد “ماسك” أنه لم يندم على تغريدة تويتر، إلا أن بعض أعضاء مجلس الإدارة أخبروه أن عليه الاستغناء عن تويتر والتركيز على صنع السيارات وإطلاق الصواريخ، وفقًا لأشخاص مطلعين على المسألة. وقد كان أعضاء مجلس الإدارة والسيد “ماسك” يستعدون للاجتماع مع “S.E.C” في أقرب وقت الأسبوع المقبل. وخلال مقابلة يوم الخميس تناوب “إلون ماسك” بين الضحك والدموع، وقال إنه كان يعمل لمدة 120 ساعة في الأسبوع في الآونة الأخيرة، مرددًا السبب الذي ذكره في اعتذار علني أخير لمحلل كان قد أساء إليه، وأضاف أيضًا أنه لم يأخذ أكثر من أسبوع كإجازة منذ عام ٢٠٠١ عندما كان طريح الفراش مريضًا بالملاريا! وأضاف: “كانت هناك أوقات لم أغادر فيها المكتب لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لم أكن أخرج فيها، لقد كان هذا خنقًا، وكان على حساب رؤية أطفالي ورؤية الأصدقاء”. وتوقف “ماسك” عن الكلام، ويبدو أن العواطف غالبته.

وحسب كلام السيد “ماسك”، فقد قضى 24 ساعة كاملة من عيد ميلاده في العمل، وقد حرمه العمل كذلك من حضور حفل زفاف شقيقه “كيمبالا” في كاتالونيا، حيث طار مباشرة من المصنع، ووصل قبل الحفل بساعتين فقط، ولكن سرعان ما عاد إلى الطائرة وعاد مباشرة إلى مقر “تسلا”. وأضاف: “اعتقدت أن أسوأ ما في الأمر قد انتهى، أعتقد أنه كان لقد انتهى الأسوأ من وجهة نظر “تسلا” التشغيلي”، وتابع: “ولكن من وجهة نظر الألم الشخصي، فإن الأسوأ لم يأتِ بعد”.

ولمساعدته على النوم عندما لا يعمل، أخبر السيد “ماسك” أنه في بعض الأحيان يأخذ عقار “Ambien”، وقال: “غالبًا ما يكون الخيار بين اللا نوم أو “Ambien”. وبعد أن اطلعت على بعض الصعوبات التي يواجهها الرجل في سبيل الوصول إلى ما وصل إليه، هل ما زلت تحلم بحياة كحياة “إلون ماسك”؟

المصدر 

 

كتابة: سمية عبدالقوي

مراجعة: علياء هاشم

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى