الديناصور الأكثر تميزًا يستطيع أن يطير على الأرجح، ولكن ليس مثل أي طائر رأيناه!
في عام 1861، كتب عالم الحفريات الألماني “كريستيان إريك هيرمان فون ماير” “Christian Erich Hermann von Meyer” ورقة قصيرة عن أحفوري غير معتاد، حيث اعتقد في البداية أنه مزيف. تم التوصل إلى أنه -على ما يبدو- ريش طائر في الحجر الجيري، والذي يعود تاريخه إلى 150 مليون عام.
وصفها “فون ماير” بأنها “الأركيوبتركس” “Archaeopteryx”، وهو الجناح القديم، وعُثِر على هيكل عظمي كامل بعد ذلك بوقت قصير.
اكتشفت العظام بعد عامين من نشر “تشارلز داروين” “Charles Darwin” كتابه “أصل الأنواع”، والذي كشف طريقًا إلى طيور حديثة من أسلافها ما قبل التاريخ.
لاحقًا كان هذا الاكتشاف تلميحًا للكشف عن المزيد: “الطيور ما هي إلاّ ديناصورات حيّة!”.
خلال السنوات اللاحقة التي تجاوزت 150 عامًا، اكتشف علماء الحفريات 10 هياكل عظمية أخرى من “الأركيوبتركس”.
ظهرت صورة للمخلوق، من ديناصور بحجم غراب، يَزِن أكثر قليلًا من رطل ومُغطَّى بريش، لكن الريش -كما في البطريق والنعام- لا يعني بالضرورة أنها تطير، ولكن تقرير جديد في “Communications” “Nature” يشير إلى أن “الأركيوبتركس” ربما يرفرف في الهواء! لقد فعلها الديناصور على عكس أي طائر يطير اليوم.
دفعت الاكتشافات الحديثة “الأركيوبتركس” بعيدًا عن جثمها كديناصور إلى طائر، هناك الآن حشد من الديناصورات ذات الريش. وربما لم يكن “الأركيوبتركس” كذلك، كما قال “فويتين” ولكنه عضو في سلالة متفرغة.
قام العلماء بالتحقق من شجرة عائلة “الأركيوبتركس”، كما شككوا في قدرتها على الطيران. في النصف الثاني من القرن الماضي، ظهر رأيين:
قال أحدهما: نعم، لقد شق “الأركيوبتركس” طريقه بعيدًا عن الأرض.
وقال الآخر: لا، إن “الأركيوبتركس” قام بالبحث عن أشجار باستخدام أجنحة مخبأة، ثم تركها وأبحر إلى الأرض مثل طائرة شراعية. واقترح عدد قليل من علماء الأحافير أفكارًا أخرى، ربما كان “الأركيوبتركس” في طريقه لفقدان قدرته على الطيران، وليس اكتسابها.
في الدراسة الجديدة، قام “فويتن” وزملاؤه بمشاهدة حفريات “الأركيوبتركس” باستخدام “السنكروترون” “synchrotron”، وهو مصدر قوي للإشعاع. يتشابه هذا المفهوم مع الأشعة السينية، ولكن جهاز الأشعة السينية الخاص بطبيب الأسنان قد يفشل في تمييز الهياكل العظمية المتحجرة من الصخور الخلفية. شعاع “السنكروترون” أكثر حساسية.
كانت أجنحة “الأركيوبتركس” مرفقة مثل أذرعنا، وقال: “نحن على يقين أنه غير قادر على الطيران مثل الطيور الحديثة”.
كتابة: سار ياسر
مراجعة: اية محمد
تصميم: عبده سعد
تحرير: اسلام حمدي