الطب

مرض الشريان السباتي

من المعروف أنَّ مرض الشريان السباتي من الأمراض الخطيرة التي تُصيب الإنسان، وهذا الشريان من أهم الشرايين في الجسم، يمتلك الإنسان اثنين منه واحد على كل جانب من الرقبة، وينقسم هذا الشريان إلى الشريان السباتي الداخلي والخارجي، أما بالنسبة للشريان السباتي الداخلي فهو يمد الدماغ بالدم المُحمّل بالأكسجين، وبالنسبة للخارجي فهو ينقل الدم المُحمّل بالأكسجين إلى الوجه وفروة الرأس، بالإضافة إلى الرقبة.

إنَّ مرض الشريان السباتي -إنْ كنتَ لا تعلم- يُعتبر من أخطر الأمراض التي تستهدف الأوعية الدموية، يحدث نتيجة تجمع وتراكم المواد أو الرواسب الدهنية داخل الشريان، مُسببة انسداد هذه الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ والرأس، ويزيد الانسداد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ وهي حالة طبية طارئة تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ أو ينخفض بشكل خطير، وفي المراحل الأولى من المرض لا تظهر أي أعراض أو علامات للمرض، ولذا فهذا المرض من أخطر الأمراض؛ حيث تبدأ الأعراض في الظهور عندما يتم حرمان الدماغ من تغذيته بواسطة هذا الشريان والإصابة بالسكتة. وبالنسبة لأعراض السكتة الدماغية، فهي تتلخص في الآتي:

  • تنميل أو ضعف مُفاجيء في الوجه أو الأطراف، وغالبًا على جانب واحد فقط من الجسم.

  • صعوبة مُفاجئة في الكلام والفهم.

  • صعوبة مُفاجئة في الرؤية في عين واحدة، أو كلتا العينين.

  • دوار مُفاجيء، أو فقدان للتوازن.

  • صداع شديد ومُفاجيء بدون سبب معروف.

وكما قلنا أنَّ السبب الرئيسي للمرض هو تجمع الرواسب الدهنية داخل الشريان، مما يُؤدي إلى انسداده ومنع تدفق الدم إلى الأجزاء التي يُغذيها هذا الشريان، وهذه الرواسب عبارة عن كتل من الكوليسترول والكالسيوم التي تتجمع في منطقة صغيرة جدًا في الشريان من الداخل، وهذه العملية تُسمَّى بـ “تصلب الشرايين (Atherosclerosis)”، وهذه الرواسب صلبة وقوية وتُسبب ضيق الشريان من الداخل، مُعطلة بذلك وظيفته في نقل المواد الغذائية لأجزاء الدماغ الحيوية المسؤولة عن القيام بالوظائف اليومية، والتي يُسبب تعطلها ظهور الأعراض التي سبق ذكرها، ولذا يجب ذكر عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض وهي:

  • ضغط الدم المُرتفع؛ فالضغط الزائد على جدران الشرايين يمكن أنْ يُضعفها ويجعلها أكثر عرضة للتلف.

  • استهلاك التبغ؛ حيث يمكن أنْ يُسبب النيكوتين تهيج البطانة الداخلية للشرايين، ويزيد التدخين أيضًا من معدل ضربات القلب وضغط الدم.

  • مرض السكري؛ حيث يُقلل مرض السكري من قدرة الجسم على التعامل مع الدهون بكفاءة، ويعرض لخطر ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين بنسبة أكبر.

  • المستويات العالية من الدهون والكوليسترول في الدم، فهي لاشك تساعد على تراكم الرواسب الدهنية

  • تاريخ العائلة؛ حيث يكون خطر الإصابة بمرض الشريان السباتي أعلى، إذا كان أحد الأقارب مُصابًا بتصلب الشرايين أو مرض الشريان التاجي.

  • العمر؛ إذ تصبح الشرايين أقل مرونة وأكثر عرضة للإصابة مع التقدم في العمر.

  • السمنة؛ حيث يزيد الوزن الزائد من فرص ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري.

  • عدم مُمارسة الرياضة؛ إذ يُساهم في الحالات التي تضر الشرايين، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبعد أنْ علمنا كل ما يخص المرض من مُسببات وعوامل خطر، فما هي طرق الوقاية وتقليل خطر الإصابة؟

بالتأكيد تكمن طرق الوقاية من المرض في معرفة مُسبباته الرئيسية والعوامل المُساعدة لها، وبالتالي نقوم بتجنب هذه المُسببات والعوامل لكي نبعد كل البعد عن المرض، فعلى سبيل المثال، يُعدّ اتباع أسلوب الأكل الصحي للقلب جزءًا مُهمًا من نمط الحياة الصحي، ومن سُبل تقليل خطر الإصابة، وأيضًا السعي للوصول إلى الوزن الصحي، فإذا كنتَ تُعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فاستشر طبيبك لوضع خطة معقولة لفقدان الوزن؛ فيُساعدك التحكم في وزنك على التحكم في عوامل الخطر لمرض الشريان السباتي، وطالما ذكرنا الوزن والسمنة فيجب بالتأكيد ذكر اللياقة البدنية والنشاط البدني بكونك نشيطًا جسديًا قدر الإمكان، إذ يُساعد النشاط البدني في تحسين مستوى لياقتك وصحتك، فاسأل طبيبك عن أنواع وفترات الأنشطة الآمنة لك.
وبعد أنْ ذكرنا ذلك، لابد من ذكر أحد أهم العوامل وهو التدخين، فإذا كنتَ تدخن توقف عن التدخين، وتحدّث مع طبيبك حول البرامج والمُنتجات التي يمكن أنْ تُساعدك على الإقلاع عن التدخين.
وأخيرًا، من الاحتياطات المُهمة التي يجب اتخاذها لتُؤخِر أو تمنع المرض، معرفة تاريخ الأسرة فيما يخص مرض الشريان السباتي، ففي حال علمتَ بإصابة أحد أفراد العائلة بالمرض، تواصل مع طبيبك لاتخاذ اللازم في ذلك الأمر.
أما في حالة كون تغيير نمط الحياة غير كافٍ، ففي هذه الحالة سيقوم الطبيب بوصف بعض العلاجات المُعيّنة التي تُقلل أو تمنع عوامل خطر الإصابة بالمرض.

  • ولكن ماذا عن التشخيص؟

سيقوم الطبيب المُختص بتشخيص حالة مرض الشريان السباتي، بناءً على السجل الطبي والفحص البدني، بالإضافة إلى نتائج الاختبارات.
فبالنسبة للسجل الطبي، سيكتشف طبيبك ما إذا كان لديك أي من عوامل الخطر الرئيسية لمرض الشريان السباتي، وسيسألك الطبيب أيضًا ما إذا كان لديك أي علامات أو أعراض للسكتة الدماغية.
وبالنسبة للفحص البدني، ولفحص الشرايين السباتية، فسيستمع طبيبك إليها باستخدام السماعة الطبية، وسوف يستمع إلى صوت مُعيّن ومُميّز للشريان، وقد يُشير هذا الصوت إلى تغيّر أو انخفاض تدفق الدم بسبب تراكم الرواسب الدهنية، ولكي يعرف المزيد، فقد يُوصي طبيبك بإجراء اختبارات مُعيّنة، وفي حالة الاختبارات التشخيصية، فالطبيب المُختص سيقوم بعمل بعض الاختبارات الخاصة بذلك المرض، والتي تُساعده في عملية التشخيص، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي في حال التأكد من وجود المرض.

 

المصادر 1 2 3 4 

كتابة: محمد خالد

مراجعة: نهاد عادل

تحرير: اسماء مالك

تصميم: ربيكا نديم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى