الأحياء

بكتيريا تعمل بذكاء للحصول على الطعام

ليست الحيوانات فقط هي التي تتقاتل من أجل الطعام أو الموارد الأخرى، فقد كشف العلماء عن بعض أنواع البكتيريا التي تستطيع أن تطلق السموم التي تحث الأنواع الأخرى على مهاجمة بعضهم البعض من أجل الموارد، وتحدث هذه الظاهرة في معظم المجتمعات البكتيرية، مثل تلك التي تعيش بشكل طبيعي في أمعاءنا أو تلك التي تسبب العدوى. ويمكن استغلال ذلك لمكافحة العدوى؛ فهذه البكتيريا تقوم بإطلاق السموم أو الجزيئات الأخرى التي تتلف أو تقتل السلالات المنافسة.

 

بالإضافة إلى إنتاج السموم التي تقتل منافسيها مباشرةً، فإنه يمكن لهذه البكتيريا أن تطلق السموم التي يمكن أن تكون بمثابة “عوامل مثيرة”، فهذه السموم المثيرة تستفز السلالات الأخرى وتجعلها تزيد من مستويات العدوان من خلال زيادة استجابتها السامة.

 

قام الباحثون بمجموعة من التجارب واستخدموا النماذج الرياضية لمعرفة ما يحدث عندما تثير البكتيريا منافسيها. ووجد الباحثون أنه عندما تستخدم هذه البكتيريا تلك الطريقة ضد منافس واحد، فإن الإثارة التي تسببها للمنافس تتسبب في حدوث ردود فعل سلبية، حيث أن السلالة المستحثة تقوم بهجومٍ مضاد قوي وسام وتؤذي السلالة المسببة لتلك الإثارة.

 

لكن عندما يكون هناك ثلاث سلالات أو أكثر، فإن هذه الإثارة تتسبب في زيادة عدوان ومهاجمة السلالات الأخرى لبعضها البعض، وهذا يمكن أن يجعل المنافسين يقضون على بعضهما البعض، خاصة عندما تكون السلالة التي أطلقت السموم مقاومةً لسمومها.
ومن الملاحظ أن هذه البكتيريا تتبع استراتيجية في المنافسة، وهى”الانقسام والانتصار”، والتي رسمها نيكولو مكيافيلي في كتابه” فن الحرب”، فهذه البكتيريا قادرة على تكتيكات الحرب المتقنة. ويقترح الباحثون أن يتم استخدام هذه الاستراتيجية للتلاعب بالميكروبات، حيث يمكننا استغلال تلك الإثارة التي تسببها في اتجاهات بديلة مضادة للميكروبات. فمثلًا يمكننا تعريض البكتيريا الموجودة إلى مستويات منخفضة من مضادات الميكروبات المعروفة وهذا يمكن أن يشجع الحرب والتخلص من السلالات المختلفة.

 

قد يكون هذا النهج مفيدًا بشكل خاص للمساعدة في القضاء على الأغشية المقاومة للمضادات الحيوية او الميكروبية، وهذه الأغشية عبارة عن طبقات البكتيريا مثل تلك التي تتكون على أنابيب المياه الصناعية ويصعب إزالتها. ويمكن أيضًا استخدامه لعلاج بعض أنواع العدوى البكتيرية، فمن خلال إثارة سلالات أخرى لمهاجمة بعضها البعض، فإنه سيكون هناك سم مثير، وهو أكثر فعالية من المتوقع، وباستخدام مواد كيميائية تستطيع التحكم في تلك المواد السامة، يمكن أن نتعامل مع العدوان الميكروبي لصالحنا!

المصدر

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: أحمد علاء

تصميم: أمنية عبدالفتّاح

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى