الأحياء

العثور على حفريات أنواع بشرية جديدة!

من الحقائق المُسَلم بها أنَّ البشر جميعًا يعود نسبهم لآدم -عليه السلام- وهذا أمر واضح ليس فقط في الأديان السماوية كلها، وإنما أيضًا قد أثبت العلم ذلك، إذ كشف علماء الوراثة ذات مرة عن حقيقة أنَّ البشر جميعًا يشتركون في السلف مع كروموسوم Y، والذي يُقدر عمره ما بين 200,000 إلى 300,000 عام في الماضي، وهذا الكروموسوم يُطلق عليه
《Y-chromosomal most recent common ancestor “Y-MRCA”》

كما تمَّ إثبات أنَّه يعود لآدم -عليه السلام- فسُمِّى الكروموسوم “Y-chromosomal Adam”.
ومع مرور السنين، حدث تطور لأجسام البشر طبقًا لنظرية داروين، ولكن ليس تطورًا بالصورة الخاطئة المُتعارف عليها، والتي تُشير إلى أنَّ الإنسان كان قردًا!
ليس ذلك المقصود بالطبع، إنَّه محض هراء، وإنما تطور في طبيعة الأجسام البشرية كما هي، فأول بشري كان آدم -أبو البشر- ومازال البشر ينحدرون من نسله، فالبشر بدايتهم كانت من بشري وستظل كذلك، طبقًا للأديان السماوية وطبقًا للعلم كذلك.

والآن نكشف الستار عن نوع جديد من البشر، عاشوا في حقبة زمنية يرجع تاريخها لحوالي 67000 سنة ماضية.
بدأ هذا الاكتشاف بقدم قديمة، أو ما تبَّقى من واحدة، تمَّ العثور على عظم هذه القدم، والذي يُسمَّى مشط القدم الثالث، في كهف كالاو “Callao” في جزيرة لوزون “Luzon” الفلبينية في عام 2007.
من الغريب في الأمر أنَّ تاريخ أقدم أنواع الإنسان العاقل “Homo sapiens” المعروفة، والتي عُثر عليها بالقرب من جزيرة بالاوان “Palawan”، يرجع إلى ما بين 30000 و 40000 عام، ولكن هذه القدم الغامضة أقدم، ويرجع تاريخها إلى 67000 عام.

وقد كشف فريق دولي عن اثنى عشر قطعة أخرى من البشر القدامى، في نفس طبقة الصخور حيث عُثر على عظم القدم، وبها المزيد من عظام القدم وعظام اليد وعظم الفخذ والأسنان، ويُعتقد أنَّها تنتمي إلى ثلاثة أفراد على الأقل، شخصين بالغين وطفل.
أوضح الباحثون أنَّ هذه الحفريات مألوفة، ولكنها مُختلفة عن عظامنا والأنواع البشرية المعروفة الأخرى، أسنانهم الضحلة لها صفات وُجدت من قبل في الأسترالوبيثكوس “Australopithecus” وإنتريكتشرز “H. erectus”، ولكن أضراسها على الرغم من صغر حجمها، لها شكل أكثر شبهًا بتلك الموجودة بالإنسان العاقل “H. sapiens”.

وكانت عظام هذه القدم مُختلفة نوعًا ما عن عظامنا، خاصة عظام الأصابع فقد كانت مُنحنية أكثر بكثير من عظامنا، مما يُشير إلى أنَّها ربما كانت مُتسلقة بصورة أفضل عنا.
وكان من الغريب أنَّ عظام أصابع القدم تُشبه تلك الموجودة في الأوسترالوبيثكس، المعروفة فقط في إفريقيا وفي فترات أقدم بكثير (منذ حوالي 2 إلى 3 ملايين سنة).

وقد قام العالم الأثري راينر غرون “Rainer Grün” من جامعة جريفيث “Griffith” باستخدام اليورانيوم والثوريوم لتحديد عمر هذه العظام، وكشف أنَّ هذه البقايا يعود تاريخها لأكثر من 50000 سنة.
جميع الأحافير الجديدة صغيرة الحجم، مما يُشير إلى أنَّها نوع آخر من الأقزام مثل H. floresiensis، والمعروف أكثر باسم “الهوبيت”، والذي تمَّ اكتشافه في الجزيرة الإندونيسية في عام 2004، وقد أطلق الباحثون على هذا النوع اسم Homo luzonensis.

لسوء الحظ، لم تنجح عمليات استخراج الحمض النووي من هذه الحفريات حتى الآن، مما يعني أنَّه لا يُوجد دليل كافِ لتحديد مكان وجود شجرة عائلة هومينين أو أشباه البشر “hominin”، ولكن من المُحتمل أنَّها قد تكون انحدرت من آسيا أو الصين، لكن الأمر مازال غامضًا حتى الآن.
ومهما كانت علاقاتهم المُتقاربة، فإنَّ وجود H. luzonensis في شرق آسيا خلال العصر البليستوسيني المُتأخر “late Pleistocene” (من 126000 إلى 11700 عام)، وخصائصهم الأسترالية القديمة التي تُعقِّد النظرية التي تُشير إلى أنَّ الموجة الأولى من الهومينين من إفريقيا كانت H. erectus، بجانب H. sapiens منذ حوالي 40-50 ألف سنة مضت.
فالتطور البشري أكثر تعقيدًا بكثير مما أدركنا في الماضي، وكان من الطبيعي في الماضي أن تعيش عدة أنواع بشرية جنبًا إلى جنب. وعلى النقيض من اليوم، نحن الوحيدون المُتبقون.

بعد ذلك، يود الباحثون اكتشاف المزيد حول كيفية توافُق الإنسان الذي تمَّ العثور عليه حديثًا في شجرة عائلتنا، واستكشاف الخصائص الميكانيكية الحيوية للحفريات لفهم كيفية تحرُك هذه الأنواع بشكل أفضل وقدرتها على التحكُم في الأدوات، واستكشاف ما تبدو عليه.
ولكن للقيام بذلك، فنحن بحاجة إلى المزيد من الحفريات.

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: ميار محسن

تحرير: أسماء بحر

تصميم: نهى عبد المحسن

المصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى