هل سمعت يومًا بمصطلح مقاومة المضادات الحيوية (antibiotics resistance)؟
إذا لم تسمع به من قبل، فعليك مراجعة بعض الإحصائيات.
أكثر من 35 ألف حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة فقط؛ بسبب مقاومة المضادات الحيوية من مجموع أكثر من 2.8 مليون حالة مصابة.
تقول الأسطورة أن مجتمعنا يستهلك المضادات الحيوية (antibiotic) وكأنها حبة للصداع، ولا أحد يدرك كم المصائب التي يمكن أن تحدث بسبب هذا الفعل الجاهل.
كيف بدأت تلك المقاومة؟
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يمثل ميزة للبكتريا، حيث يُمكّنها من تكوين مقاومة لتلك المضادات الحيوية! مما يُصعب من عملية العلاج، وربما الفشل في إيجاد واحد حتى، فكما ينتقل الحمض النووى من الآباء إلى الأبناء، فإنه هناك بعض من أنواع البكتيريا التي يمكنها أن تنقل جزء من معلوماتها الوراثية، مثل الجين المسؤول عن مقاومة المضادات الحيوية!
بدأت تلك المقاومة خلال العقد الماضي، وبسبب التطور العلمي السريع في مجال الحمض النووي، مما فتح الأبواب أمام العلماء في الزيادة من دراسة وتتبع تطور البكتريا، وكانت هذه خلفية الدراسة الجديدة التي نُشرت في المجلة العلمية للمعلومات الحيوية (the scientific journal Communications Biolog).
اكتشاف يغير صحة الادعاءات عن المقاومة
على عكس المتوقع كما يدعي البعض، أن الجينات المسؤولة عن المقاومة تنتج من نفس نوع البكتريا المنتجة للمضاد الحيوي ربما كوسيلة للدفاع عن نفسها، وتبعًا لقواعد بيانات الحمض النووي البكتيري وفحص الأدلة الموجودة، وُجد غير ذلك، فلم يجد العلماء الأنواع الأصلية من البكتريا المنتجة للمضادات الحيوية باستثناء نوع واحد فقط، ومن المعروف أنها تسبب الأمراض من وقت لآخر.
يقول البروفيسور جوكيم لارسون (Joakim Larsson) استنادًا على الدراسة -الذي هو بدوره كبير مؤلفيها، ومدير مركز أبحاث مقاومة المضادات الحيوية في جامعة غوتنبرغ (the Centre for Antibiotic Resistance Research at University of Gothenburg, CARe):- “بالنظر إلى أن غالبية البكتريا غير ضارة لنا، فكان من المدهش تمامًا أن تنحصر الجينات في البكتريا المسببة للأمراض”.
“على الجانب الآخر، من البديهي أن تحتاج هذه البكتريا لاستخدام المضادات الحيوية في العلاج أثناء إصابتنا بالعدوى، ويمكن أن تتواجد بعض مسببات الأمراض الأخرى مستعدة للمشاركة في عملية نقل الجينات، وتؤكد هذه النتائج على ميكروبات المنطقة المعوية (microbial-rich gut flora) عند البشر والحيوانات الأليفة (domestic animals) التي تعطي المضادات الحيوية”.
إن خطوة الوصول إلى معرفة من أين تأتي الجينات المسببة للمقاومة سيساعد في اتخاذ التدابير للمساعدة في تأخير ظهور جينات إضافية مقاومة في العيادات.
يكمل لارسون (Larson): “غالبًا، يأتي معظمهم من بكتيريا غير متسلسلة، نحن بالفعل نعلم غالبية أنواع البكتيريا التي تميل للإقامة في الأمعاء، أو على الجلد، أو حتى على الحيوانات الأليفة، وبالتالي، فإن هذا يشير إلى الدور الهام الذي يكمن في مخزن الجينات للميكروبات البيئية الغير مستكشفة.
بالإضافة إلى دور البيئة ذاتها كمصدر محتمل في مقاومة المضادات الحيوية، من المهم معرفتنا الحاجة إلى تقليل مخاطر تطور المقاومة في البيئة، فمثلًا يمكننا الحد من تصريف المضادات الحيوية في مياة الصرف الصحي.
كتابة: رؤى غريب
مراجعة: إسراء وصفي
تدقيق لغوي: شدوى محمود
