اليوم العالمي للحياة البرية
الأرض موطن لأنواعٍ لا حصر لها من الحيوانات والنباتات، هذا التنوع الضخم، بالإضافة لمليارات من السنين تفاعلت فيها تلك الكائنات مع بعضها البعض، هو بالضبط ما جعل من كوكبنا موطنًا صالحًا لجميع الكائنات الحية، بما فيها نحن البشر. فاستغللنا جُلْ الطبيعة دومًا لتلبية احتياجاتنا: سواء في هواءٍ نتنفسه، أو في طعامٍ نتناوله، أو الطاقة التي نستخدمها والمواد التي نحتاجها لجميع الأغراض. ومع الوقت، الأنشطة البشرية الغير محتملة والإفراط في استغلال الأنواع والموارد الطبيعية التي تشكّل النظم الإيكولوجية لجميع أنواع الحياة البرية، كانت أمور تُعرض التنوع البيولوجي كله في العالم للخطر. ما يَقرُب من ربع جميع الأنواع على الأرض مُعرّضة لخطر الانقراض في العقود القادمة! فكان لابد من وقفة حتى يعلم البشر ما قد اقترفت أيديهم في حق الطبيعة.
ما هو أبرز ما قد تم تقديمه للحياة البرية؟
إنه بالفعل اليوم العالمي للحياة البرية، ففي 20 ديسمبر 2013 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ68 اعتبار يوم 3 مارس يومًا عالميًا للحياة البرية. حيث يهدف الاحتفال بهذا اليوم لرفع الوعي البيئي حول أهمية حفظ النوع، وضرورة حماية الحيوانات والنباتات البرية في العالم من خطر الانقراض، كما يسعى لضمان أن التجارة الدولية لا تهدد بقاء هذه الأنواع.
ترغب منظمات مثل الصندوق العالمي للحياة البرية “WWF” والأمم المتحدة “UN” في وضع حد لمجموعة أنواع من الجرائم تقام ضد الحياة البرية، لذا فهي تروِّج لهذا الحدث (اليوم العالمي للحياة البرية) من خلال مطالبة الناس بما يلي:
1- التبرع بالمال لمساعدة الحراس الذين يقومون بحماية الحيوانات المهددة بالانقراض للحصول على المعدات والتدريب الذي يحتاجونه لوقف جرائم الحياة البرية.
2- توقيع تعهّدات تحثّ الحكومات لتعزيز قوانينها لوقف جرائم الحياة البرية.
ومن الجدير بالذكر توافُق نفس التاريخ (3 مارس) مع حدث آخر مهم وهو معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات والنباتات البرية المهدد بالإنقراض والمعروفة باسم سايتس “CITES”، تُعرَف أيضًا بـ«اتفاقية واشنطن»، حيث تم توقيعها في العاصمة واشنطن في 3 مارس 1973، وبدأ العمل بها عام 1975. تعتبر من أهم المعاهدات الدولية الخاصة بالحفاظ على الأنواع البرية من خطر الانقراض، لربطها بين الحياة البرية والتجارة بأحكام مُلزِمة لتحقيق الأهداف المتعلقة بالحفاظ على الأنواع والاستخدام المعقول أو الغير جائر لها كموارد طبيعية، وذلك من خلال وضع إجراءات تحِدّ من الاتجار الدولي المفرط لتلك الأنواع.
هل الاحتفال بهذا اليوم يشمل عطلات رسمية أم لا؟
اليوم العالمي للحياة البرية هو احتفال عالمي وليس عطلة عامة، لذا يتم خلاله جميع الأعمال والممارسات اليومية كالمعتاد.
ما الذي اقترفَه الإنسان بالضبط وكان من شأنه إلحاق ضرر بالغ للحياة البرية؟
تجارة الحياة البرية: تعتبر تجارة الحياة البرية واحدة من أكثر الصفقات الغير مشروعة الهادفة للربح في العالم، حيث تُقدِّر بحوالي 10 مليارات دولار سنويًا!
تنتشر تلك التجارة الغير قانونية في العديد من المنتجات -مصدرها كائنات حية- منها عاج أنياب الفيلة وقرون وحيد القرن ومنتجات أخرى كالمستمدة من النمور، تتم تلك الصفقات في العديد من البلدان خاصة في آسيا وإفريقيا. المتحكم في مثل تلك التجارة عصابات خطرة تتاجر في الحياة البرية كما لو كانت تجارة أسلحة أو مخدرات -ليسوا مجرد أشخاص عاديين يكسرون القانون-؛ حيث تتضمّن تلك التجارة بيع وشراء أجزاء جسم الحيوان بشكل غير قانوني كما قد وضحنا، وكذلك سرقة أو قتل الحيوانات التي تحميها قوانين الحكومات.
ولعلّ أهم المشكلات أيضًا التي يتورّط فيها الجنس البشري العديد من الأنشطة التي تؤثر على انقراض الأنواع البرية وتعريضها للخطر، منها:
1- الصيد الجائر الذي يسبب موت وفقد الكثير بمعدلات لا تمهل الفرصة لإنتاج أفراد جديدة.
2- تدمير مواطن عَيْش الأحياء البرية، عن طريق إزالة الغابات لبناء المدن والتوسع الحضري، أو للزراعة مكانها.
3- الإدخال المتعمّد أو غير المتعمد للأمراض المدمرة، والطفيليات، والحيوانات المفترسة، أو إدخال أي أشياء أخرى ضارة (مثل دخول ورد النيل إلى مصر كنبات زينة، وهو الآن أحد أهم الأسباب في إهدار الماء العذب بكميات ضخمة).
4- الضرر البيئي الناجم عن تلوث المياه والهواء والتربة.
وفي النهاية أود أن أقول أنه سيتم الاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية هذا العام 2020 تحت شعار “الحفاظ على الحياة على الأرض”، ويشمل جميع أنواع الحيوانات والنباتات البرية كمكونات رئيسية للتنوع البيولوجي في العالم. يتماشى ذلك مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للحفاظ على الحياة على الأرض وتحت سطح الماء لوقف فقدان التنوع البيولوجي أكثر مما قد فُقد.
كتابة: نرمين خالد
مراجعة : مصطفى احمد مصطفي
تحرير: اسراء وصفي
تصميم : امنية عبدالفتاح