يبدو أن قلق الرجال قوي كما لو كانت الخصوبة تُشكل مقياسًا ذا مغزى للرجولة!
قد يُنصح الرجال الذين يرغبون في الحصول على عائلة بتناول المزيد من الطماطم المطبوخة!
بحث جديد أجرته جامعة شيفيلد “Sheffield University”، أنه باستخدامك لمكمل غذائي بسيط يحتوي على مركب موجود في الطماطم المطبوخة وهو الليكوبين “Lycopene” يُمَكِنك من تحسين جودة الحيوانات المنوية، كما يُعتقد بالفعل أنه يقلل من ضغط الدم ويقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال.
حسناً تمهل، لا تبدأ في فتح أكياس الكاتشب من هاينز “Heinz Ketchup”، فوفقاً للبي بي سي على الرجال أن يستهلكوا ما يقرب من 5 أرطال من الطماطم المطبوخة لامتصاص جرعة الليكوبين المطلوبة بتعزيز قدرة سباحة الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ.
يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تغيير النظرة المستقبلية للرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة، ويؤدي إلى طرق أفضل للحد من التأثير الضار للحياة الحديثة على الصحة الإنجابية، من بين جميع حالات العقم يمثل الرجال المصابون بالعقم “Infertility” حوالي 40 إلى 50 في المائة.
قام كل من ألان بيسي “Allan Pacey” خبير عالمي في تكاثر الذكور وأستاذ علم أمراض الذكورة ورئيس قسم الأورام والأيض بجامعة شيفيلد، بالتعاون مع ليز ويليامز “Liz Williams” أخصائية رائدة في التغذية البشرية بجامعة شيفيلد بقيادة أول تجربة عشوائية مُحكمة مزدوجة العمى على الإطلاق “double-blind randomised controlled trial” -تجربة لا يعرف فيها الباحثون ولا الأشخاص الخاضعين للتجربة ما الذي يحصلون عليه- لتقييم تأثير إعطاء الرجال مركبًا غذائيًا يدعى باللاكتوليكوبين “LactoLycopene”، اكتشف الفريق أنه من الممكن زيادة نسبة الحيوانات المنوية السليمة وسرعتها بحوالي 40 في المائة.
يمكن العثور على الليكوبين “Lycopene” في بعض الفواكه والخضروات، ولكن المصدر الرئيسي في النظام الغذائي هو الطماطم. الليكوبين عبارة عن صبغة تعطي اللون الأحمر للطماطم، لكن الجسم البشري يمتص تلك المادة بشكل ضعيف، لذلك كان المركب المستخدم في التجربة عبارة عن تركيبة متوفرة تجاريًا تسمى “LactoLycopene” تم تصميمه بواسطة “Future You Cambridge” لتحسين التوافر البيولوجي “Bioavailability” -التوافر البيولوجي في علم الصيدلة هو قياس لمعدل وصول الدواء إلى موقع العمل-.
استمرت التجربة التي صممتها الدكتورة ليز لمدة 12 أسبوعًا وشملت 60 متطوعًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا، تناول نصفهم مكملات اللاكتوليكوبين والنصف الآخر تناول دواءً وهميًا “Placebo” -دواء وهمي يتم وضعه ليبدو تمامًا كما لو كان العقار حقيقيًا ولكنه مصنوع من مادة غير نشطة مثل النشا أو السكر- يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، لم يكن الباحثون ولا المتطوعون يعرفون من الذي كان يتلقى اللاكتوليكوبين ومن الذي تلقى العلاج الوهمي، تم جمع عينات من الحيوانات المنوية والدم في بداية ونهاية التجربة.
صرح بروفيسور بيسي: “لم نكن نتوقع حقًا أنه في نهاية الدراسة سيكون هناك أي اختلاف في الحيوانات المنوية بين الرجال الذين تناولوا قرص الدواء الصحيح والذين تناولوا الأقراص الوهمية، وعندما حللنا شيفرة النتائج كِدتُ أقع من على مقعدي”.
“إن التحسن في شكل الحيوانات المنوية وحجمها كان أمرًا دراماتيكيًا. لقد استخدمنا نظامًا حاسوبيًا لإجراء هذه القياسات، حيث تم استبعاد الكثير من الأخطاء البشرية من النتائج، بالإضافة إلى أن الشخص الذي استخدم الحاسوب لم يكن يعرف من الذين تناولوا الدواء الصحيح والذين تناولوا الدواء الوهمي”.
“كانت هذه أول دراسة مُصممة ومُراقبة بشكل صحيح لتأثير اللاكتوليكوبين على جودة السائل المنوي، وقد دفعنا ذلك إلى الرغبة في القيام بمزيد من العمل مع هذا الجزيء”.
كما صرحت الدكتورة ليز: “لقد فوجئنا بالتحسن الذي طرأ على جودة الحيوانات المنوية التي أظهرتها النتائج”.
“لقد كانت هذه دراسة صغيرة ونحن بحاجة إلى تكرار العمل في تجارب أكبر، لكن النتائج مشجعة للغاية. والخطوة التالية هي تكرار التمرين لدى الرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة ومعرفة ما إذا كان اللاكتوليكوبين يمكن أن يزيد من جودة الحيوانات المنوية لهؤلاء الرجال وما إذا كان يساعد الأزواج على الحمل وتجنب علاجات الخصوبة المنتشرة”.
يأمل فريقها الذي ضم ثلاثة باحثين آخرين، مادلين بارك “Madeleine Park” وأيسلينغ روبنسون “Aisling Robinson” وصوفي بيت “Sophie Pitt” في الشروع في الدراسة الجديدة في أقرب وقت ممكن.
يقول بروفيسور بيسي إن العمل حتى الآن لم يبحث في آلية عمل الليكوبين المفيد ولكنه مضاد للأكسدة بشكل قوي، وبالتالي يَحول دون حدوث الضرر الناجم عن أكسدة الحيوانات المنوية وهو سبب معروف لمشاكل خصوبة الرجال، وهو يعتقد أن هذا التأثير المضاد للأكسدة هو المفتاح لإنتاج التحسينات في جودة الحيوانات المنوية التي شوهدت في التجربة، ويأمل في التحقيق بشكل مكثف في هذا.
كتابة: مصطفى أحمد مصطفى
مراجعة: ميار محسن
تصميم: عاصم عبد المجيد
تحرير: ميرنا عزوز