دور الإشعاع في تكوين مُركبات الحياة المُعقدة
في درجات حرارة شديدة البرودة في فراغ مُحكَم، استخدم العُلماء مُسدسًا إلكترونيًا لتسليط الإشعاع على صفائح رقيقة من الثلج مُغطاة بجُزيئات أساسية من “الميثان والأمونيا وثاني أكسيد الكربون”، اختبرت التجربة كيف يُؤدي مزيج الإلكترونات والمادة إلى تكوين جُزيء حيوي أكثر تعقيدًا، وربما في النهاية إلى أشكال مُعقَدة من الحياة.
يُمكِن لهذه الجُزيئات أنْ تتحد وتَتفاعَل كيميائيًا؛ لتشكيل جُزيئات أكبر تكون بعد ذلك جُزيئات حيوية أكبر نراها في الخلايا، مثل مُكونات البروتينات في الفضاء، تَتعرَّض الجُزيئات للأشعة فوق البنفسجية والإشعاع عالي الطاقة، بالإضافة إلى أنَّها تَتعرَّض للإلكترونات مُنخفِضة الطاقة، أو (LEEs)، وهو نوع من أنواع الطاقة التي أشرنا إليها -التي يتم إنتاجها كمُنتَج ثانوي للتَصادُم بين الإشعاع والمادة-.
في مجلة الفيزياء الكيميائية من “AIP Publishing”، كشف المُؤلِفون عن جليد مُتعدِد الطبقات يتكون من ثاني أكسيد الكربون والميثان والأمونيا تمَّ تعريضه إلى (LEEs)، ثُمَّ استخدموا نوعًا من الطيف الكتلي يُسمَّى الامتصاص المُبرمَج بدرجة الحرارة (TPD) لمسح الجُزيئات التي تمَّ إنشاؤها بواسطة (LEES).
في عام 2017، باستخدام طريقة مُماثِلة، تَمكَّن هؤلاء الباحثون من إنتاج “إيثانول”، ويتكون من الميثان والأكسجين، لذلك هو جُزئ بسيط غير مُعقَّد التركيب مثل الجُزيئات الأكبر حجمًا الموجودة في الحياة.
أسفرت هذه التجربة الجديدة عن جُزيء أكثر تعقيدًا، وهو ضروري للحياة الأرضية وهو “جليكاين”.
“جليكاين” هو حمض أميني، مُكوَّن من الهيدروجين والكربون والنيتروجين والأكسجين.
تُوضِّح النتائج أنَّ (LEEs) يُمكنها تحويل الجُزيئات البسيطة إلى أشكال أكثر تعقيدًا، وقد وجدوا في تجربته أنَّه لكل 260 إلكترون تمَّ تعريضه، تمَّ تشكيل جُزيء واحد من “الجليكاين”.
في مُحاوَلة لمَعرفة مَدى واقعية مُعدَّل التكوين هذا في الفضاء، كان السؤال هنا: هل هذا عائد واقعي؟ أمْ أنَّ هذه الكمية غير مُجدِية تمامًا ومُنخفِضة جدًا أو عالية جدًا بحيث أنه لا معنى لها؟
ووجدنا أنَّه واقعي تمامًا كمُعدَّل لتكوين “الجليكاين” (Glycine) أو الجُزيئات الحيوية المُماثِلة.
كتابة: منار إبراهيم
مراجعة: آلاء عمارة
تحرير: أسماء مالك
تصميم: أمنية عبد الفتاح