كتاب القوانين الروحانية السبعة للنجاح (قانون الطاقة الكامنة المحضة)
القوانين المادية للكون هي بالفعل عملية روحانية متحركة أو وعي متحرك. وعندما ندرك هذه القوانين ونبطقها في حياتنا فإن أي شيء نريده يمكن أن يكون، لأن القوانين نفسها التي تطبقها الطبيعة في الامتثال لإيجاد غابة على الأرض، أو مجرة أو نجمة في السماء، أو جسد بشري، يمكنها أن تحقق أعمق رغباتنا!
دعونا ننتقل إلى القوانين الروحانية السبعة للنجاح ونرى كيفية تطبيقها في حياتنا.
القانون الأول: قانون الطاقة الكامنة المحضة
يرتكز هذا القانون على معرفتك الحقيقية بنفسك، فعندما تكتشف طبيعتك الأساسية وتعرف من أنت حقًا تبرز القدرة على تحقيق أي حلم تحلم به، وهذا القانون يمكن أن يطلق عليه أيضًا قانون الوحدة، لأنه يكتنف تشعبات حياتية لا حد لها، ونفسك هي الحقل العملي لتلك الطاقة الكامنة المحضة، فكلما مارست طبيعتك الحقيقية كلما حققت هذا القانون.
و إذا تأملنا في نفوسنا وأفعالنا وإنفعالاتنا وأحلامنا سنجد نوعين من النوايا أو (الإحالات)، إحالة ذاتية وإحالة غرضية، بمعنى أنك حينما تريد شيئًا ما أيًا كان وتسعى لتحقيقه وكان هذا السعي وتلك الإرادة نابعان من نفسك ومن داخلك حقًا، وكانت تلك رغبتك (أنت) الحقيقية، فهنا تكون الإحالة ذاتية، على العكس تمامًا لو فعلت وسعيت وأردت بناءً على دوافع خارجية وكانت رغبتك رضا الناس والحصول على استحسانهم مترقبًا ردود أفعالهم فتكون هذه إحالة غرضية أى أنك تفعل لغرض خارجي. وهنا تكون خارج حقل الطاقة الكامنة المحضة أى خارج نفسك.
وفي الإحالة الغرضية أيضًا أنت لست متحررًا لأنك دائمًا ما تريد سيطرة تحفظك وسلطة خارجية تثبتك وتحتاج دائمًا للموافقة والقبول والاستحسان، وكل ذلك يرتكز على الخوف ويؤدي لعدم التحرر. أما نفسك الحقيقية وروحك فهي متحررة تمامًا من كل هذه الأشياء ولا تحتاجها لأنها لا تشعر بأنها دون أحد من الناس، ولا تخشى أي تحدٍ، وتشعر أنها مُحصنة ضد الانتقاد. ومع ذلك تجدها متواضعة ولا تشعر بأنها أعلى من أي أحد، لأنها تُدرك أن لكل كائن آخر النفس ذاتها. لذلك فالطاقات المرتكزة على الإحالات (الغرضية) هي طاقات زائفة لأنها لا تستمر إلا باستمرار السبب المُحالة إليه، وكذلك السلطة القائمة على لقب أو منصب أو ثروة تزول بزوال هذا الشئ.
أما الإحالات و القدرات (الذاتية الحقيقية) لا تزول لأنها مرتكزة على معرفة النفس والذات. ومما يميز قدراتك الذاتية أنها تجذب الناس إليك وتقربهم منك وتسوق لك الأشياء التي تريدها. إنها تسحر الناس و تُسوق لك المواقف والظروف لتعزز رغباتك وهي تُسمى أيضًا مساندة من قوانين الطبيعة، وهي مساندة تأتي بلطفٍ من الله، تقربك من الناس ليتمتعوا بقدراتك وتتمتع أنت أيضًا بقدراتهم فيتحقق التوازن والمحبة.
التطبيق العلمي للقانون الأول:
أولًا: ممارسة الصمت لمدة ساعتين أو ساعة يوميًا بحيث أنك تمتنع عن أي نشاط يستوجب حديث أو كلام وبالتبعية الإنقطاع التام عن وسائل التواصل والترفيه أو حتى القراءة، حتى يتسنى لك أن تنصت لما بداخلك. وعليك أن تعرف أنه في البداية قد تجد نفسك مضطربًا أو لا تريد الصمت لمدة طويلة لأن حوارك الداخلي مع نفسك سيصبح أكثر اضطرابًا، وستشعر بحاجة ملحة لقول شئ ما وهذا يحدث فقط في الأيام الأولى ولكن سرعان ما يهدأ كل هذا ويبدأ الصفاء والهدوء والعمق لأن التفكير يستسلم بعد مدة من الصمت.
ثانيًا: التدرب على الاتصال بالطبيعة من خلال ممارسة التأمل، ومشاهدة مظاهر الإبداع الإلهي وروعة ودقة الخلق والتصوير.
ثالثًا: التدرب على عدم الظن، ألا تحكم على الأمور أو تثمنها أو تعطي لها قدرًا بشكل دائم الصالح منها والغير صالح، لأنك عندما تفعل ذلك يحدث الكثير من الثورة والهيجان في حوارك الداخلي مع نفسك وهذا يضيق جريان الطاقة بينك وبين نفسك بمعنى أنه يضيق الفجوة الموجودة بين أفكارك ومشاعرك وتجعلها مضغوطة ومتشابكة مما يؤدي بك للتوتر والإنفعال والبعد عن الذات بسبب عدم وضوحها وصعوبة فهمها.
المصدر : كتاب القوانين الروحانية السبعة للنجاح
كتابة: آيات أحمد
مراجعة: أميرة يحيى
تصميم: نهى عبد المحسن
تحرير: إسراء وصفي