السترويدات “Steroids”
هي مواد كيميائية وهرمونية تصنعها أجسادنا طبيعيًا لمساعدة أعضاء الجسم وأنسجته لتأدية وظيفته، لذلك لابد أن تكون هذه المواد في مستوياتها الطبيعية لتساعدنا على النمو والتكاثر أيضًا.
تعمل السترويدات على إيقاف الجهاز المناعي عن إفراز المواد المسببة للالتهاب، وبالتالي فإنها تحد من الورم والألم والاحتقان في المنطقة الملتهبة، والستيرويدات المصنعة معمليًا “Corticosteroids” لها تأثير مماثل لتلك التي تصنعها الغدد الكظرية بالجسم.
تستخدم السترويدات طبيًا في علاج كثير من الأمراض مثل: التهاب المفاصل، الربو، أمراض الرئة المزمنة، الأمراض مناعية المنشأ، التصلب المتعدد، التهاب الجيوب الأنفية، الطفح الجلدي، وحالات الحساسية وغيرها.
تختلف الأعراض الجانبية لاستخدام ال Corticosteroids حسب مدة الاستخدام؛ فعند استخدامها لفترة قصيرة فإنها تسبب زيادة الوزن وانتفاخًا في الوجه واضطراب النوم والشعور بالغثيان، كما أنها قد تسبب ظهور حب الشباب وزيادة في نمو الشعر وارتفاعاتٍ مفاجئة في مستوى السكر وضغط الدم؛ ولأن ال Corticosteroids تثبط جهازك المناعي؛ فإنك سوف تكون أكثر عرضة للعدوى.
أما الاستخدام طويل المدى لل Corticosteroids أي ما يزيد عن 3 أشهر فإنه يسبب هشاشة العظام، ضعف العضلات، ومشاكل في الإبصار مثل المياه البيضاء Cataract وغيرها، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وأما استخدامها طويل المدى في الأطفال فإنه يسبب بُطء النمو.
أما الهرمونات التي يستخدمها الرياضيون لزيادة كتلتهم العضلية فهي عبارة عن مواد كيميائية مماثلة لهرمون التستوستيرون، هذه الهرمونات لها استخدامات طبية عديدة كما في حالات انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم وتأخر البلوغ عند الذكور، كما يمكن استخدام هذه الهرمونات في حالات فقد الكتلة العضلية المصاحبة لبعض الأمراض كالسرطان وال AIDS وغيرها.
استخدام هذه الهرمونات البنائية لمدة طويلة يسبب العديد من الأضرار الجانبية مثل العقم وانخفاض الحيوانات المنوية وكبر حجم الثديين عند الرجال، أما عند السيدات فإنه يسبب الصلع ونمو شعر الوجه واضطراب الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا بالإضافة إلى غلظة الصوت، أما في المراهقين فإنها تسبب توقف نمو العظام وبالتالي فإنها تسبب قصر القامة، وتسبب الجرعات الكبيرة منها تقلبات مزاجية حادة مصاحبة بغضب شديد.
وعلى المدى الطويل فإن استخدام هذه الهرمونات يسبب ضررًا كبيرًا للكبد والكليتين وكذلك عضلة القلب، بالإضافة إلى زيادة معدل الكوليسترول الضار في الدم والذي بدوره يزيد احتمالية الإصابة بالأزمات القلبية.
كيف يمكنك التوقف عن استخدامها؟
لا يمكن التوقف عن استخدام هذه الهرمونات الصناعية بطريقة مفاجئة، وذلك لتجنب الآثار الناتجة عن ذلك مثل اضطرابات المزاج والاكتئاب وألم الجسم والعضلات وغيرها، لذلك فإن الطريقة المثلى للتوقف عن استخدامها هي التدرج في إنقاص الجرعة ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب، فهذا يجعل الأعراض أقل حدة.
كتابة: عمرو ياسين
مراجعة: دينا ناصر
تصميم: أمنية عبد الفتاح
تحرير: إسراء وصفي