الفيزياء والفلك

دليل جديد على وجود مياه على سطح المريخ!

دراسات جديدة أشارت أنه إذا كانت هناك مياه سائلة موجودة بالفعل تحت الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي للمريخ فيجب أن يكون ذلك بسبب النشاط البركاني. تجادل العلماء كثيرًا حول أنه يجب أن يكون هناك مصدرًا للحرارة تحت الأرض لإذابة الجليد.

كما تابعت الدراسة الجديدة اكتشافًا مثيرًا للجدل نُشر في مجلة العلوم «science magazine» في يوليو الماضي، والذي رصد فيه مداري من وكالة الفضاء الأوروبية علامات على ما قد يكون مسطح أو بحيرة مياه سائلة تحت الجليد القطبي في ذلك الوقت.

كانت الفكرة أن تركيز الملح المرتفع يمكن أن يمنع الماء من التجمد على الرغم من درجات حرارة المريخ الباردة، الغريب في هذا الاكتشاف هو أن المركب الاستطلاعي للمريخ التابع لوكالة ناسا لم يشاهد أي إشارة إلى وجود بحيرة على الرغم من رؤية الرادار التي تخترق الأرض. هذه المركبة يجب أن تكون قادرة نظريًا على اكتشاف مثل هذه الميزة، فإذا كانت المياه موجودة بالفعل حسب ما ذكرت الدراسة الجديدة يجب أن تكون قد تشكلت في وقت ما خلال مئات الآلاف من السنين الماضية تحت سطح المريخ من أجل إذابة الماء.

كما قال مايكل سوري«Michael sori» وهو باحث مشارك في مختبر القمر والكواكب في جامعة أريزونا: “قد يباشر الأشخاص المختلفون طرقًا مختلفة مع هذا، ونحن مهتمون حقًا برؤية كيف يتفاعل المجتمع معه”.

وفي بيان صادر عن الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي فإذا كان النشاط البركاني يحدث على سطح المريخ يقول العلماء أنها علامة قوية على أن كوكب المريخ نشط، وهي إشارة جيدة للعثور على الحياة على الكوكب الأحمر أيضًا حيث تقوم مهمة جديدة لوكالة ناسا تدعى «InSight» بفحص إمكانية النشاط البركاني الحالي على الكوكب الأحمر حيث ستتطلب الحياة مصدرًا للمياه، مصدر للطاقة، ونوع من الحماية من الإشعاع.

فقال علي برامسون «ali bramson» مساعد مشارك آخر في البحث وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في مختبر القمر والكواكب في نفس البيان: “نعتقد أنه في حالة وجود أي حياة فمن المحتمل أن تكون محمية في باطن الأرض من الإشعاع.
إذا كانت هناك عمليات صمغية لا تزال نشطة اليوم، فربما كانت أكثر شيوعًا في الماضي القريب ويمكن أن توفر ذوبانًا أساسيًا واسع النطاق، يمكن أن يوفر ذلك بيئة أكثر ملاءمة للمياه السائلة وبالتالي ربما الحياة”.

حيث أن على أرضنا من الشائع أن نرى الماء السائل تحت الصفائح الجليدية، لكن العلماء يعرفون سبب حدوث ذلك، لأن كوكبنا ينتج حرارة داخلية كافية لإذابة الجليد الذي يفسد قشرة الأرض لكن المريخ أبرد بكثير من الأرض؛ حيث أنه بعيد عن الشمس وأصغر من كوكبنا لذلك يولد حرارة داخلية أقل مما على المريخ.

ليس من الواضح ما هي الظاهرة التي يمكن أن تذوب صفائحها الجليدية القطبية التي يبلغ سُمك كل منها بضعة كيلومترات لذلك بدأت الدراسة الجديدة بافتراض أن المياه السائلة يمكن أن توجد تحت جليد المريخ القطبي، ثم على غرار كمية الحرارة المتولدة في باطن الكوكب لتحديد ما إذا كان هناك ما يكفي من الملح في أسفل الغطاء الجليدي، لإذابة الجليد يخفف الملح من درجة تجمد الماء وقد استخدم في نمذجة المريخ من قبل للقول بأن الشرائط الداكنة التي تظهر على جدران الحفرة تأتي من الماء السائل.

يقول بعض العلماء أن الملح سمح بتدفق المياه المالحة إلى فوهة البركان، بينما يجادل آخرون بأنه تدفقات من الغبار الجاف لكن في الورقة الجديدة، اكتشف العلماء أن الملح وحده لا يمكن أن يرفع درجة حرارة الماء بدرجة كافية لإذابة الجليد إذا كان الملح يقع تحت الغطاء الجليدي.

لذلك، هناك حاجة إلى مصدر حرارة إضافي وبالتالي فإن الفكرة البركانية حسب ما اقترحت الصحيفة تدفقت المواد المنصهرة من داخل المريخ إلى قرب السطح قبل حوالي 3 مليون عام حيث أن الحمم لم تندلع، ولكن بدلًا من ذلك تم تجميعها في غرفة أسفل السطح مباشرة.
على مدار الدهر تبردت تدريجيًا وذابت الحرارة المبخرة للجليد في أسفل الطبقة القطبية الجنوبية وهذا السيناريو مستمر حيث يحوي المريخ العديد من البراكين القديمة، بما في ذلك أوليمبوس مونس “أكبر بركان في النظام الشمسي” ولكن لا يوجد دليل يثبت أن هذه البراكين نشطة. في الواقع يقول العديد من العلماء أن البراكين على المريخ كان يمكن أن تتوقف منذ ملايين السنين.

وفقًا لبيان المجلة قال جاك هولت «jack holt»عالم الكواكب في جامعة أريزونا: إن الورقة تطرح أحد أسباب احتمال وجود الماء تحت الغطاء الجليدي القطبي الجنوبي، وقال هولت في البيان “أعتقد أنها فكرة رائعة أن تقوم بهذا النوع من النمذجة والتحليل، لأنك يجب أن تشرح الماء إذا كان هناك وبالتالي فهي بالفعل جزء مهم من اللغز وأن الملح ليس كافيًا.

 

المصدر

 

كتابة: رضوي احمد

مراجعة: ملاك فريد

تصميم: امنية عبدالفتاح

تحرير: زينب احمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى