عقب سقوط أليس في جحر الأرانب بدأت الموجودات من حولها تتبدل مرارًا وتكرارًا، فمرة تأخذ رشفة من زجاجة حليب ويبدأ حجمها في التضاؤل حتى تمكنت من العبور من باب صغير، ومرة تأكل قطعة من كعكة فيتضخم حجمها حتى تتمكن من الحصول على المفتاح الموجود على الطاولة المرتفعة. رواية ممتعة بحق ننصحك بقراءتها.
بعد نشر الرواية بحوالي 90 عامًا، اقتبس الطبيب النفسي البريطاني جون تود هذا الاسم لتصنيف مجموعة من الأعراض شعر بها مرضاه الذين يترددون عليه لعلاج الصداع والصداع النصفي والصرع، أعراض تشابهت كثيرًا مع ما مرت به أليس وأطلق عليها متلازمة أليس في بلاد العجائب!
الأعراض عديدة وغريبة بحق، فقد تبدو الموجودات حولك أو حتى أعضاء جسدك أقرب أو أبعد، أكبر أو أصغر من الطبيعي، قد ترى الخطوط المستقيمة كأنها مموجة، قد تبدأ الأشياء الساكنة حولك بالتحرك كأنما دبت بها الحياة، الجمادات ثلاثية الأبعاد قد تبدو مسطحة (ذات بعدين)، تبدو الألوان فاتحة كثيرًا، كما قد تبدو الأشياء بل حتى الأشخاص حولك كأنهم مشدودون، كما تبدأ أنت بالشعور بالغربة عن الواقع.
السبب حتى الآن غير معروف بشكل كامل، ولكن لوحظ أن الأعراض تظهر منذ الصغر، وكل ما نعرفه أنها تنتج عن تغيرات في مناطق بالمخ مختصة بتحليل المعلومات الحسية والبصرية والسمعية، وتلك التغيرات تؤثر على كيفية رؤيتك وإحساسك بجسدك وعلاقته بما حوله، كما تكون أحيانًا مصاحبة لنوع من الصداع النصفي يكون مصحوب بهلوسة سمعية وبصرية حيث تأتي قبل أو مع نوبة الصداع.
كما تكون المتلازمة مصاحبة لبعض الحالات المرضية مثل الصرع والسكتات الدماغية والاكتئاب وانفصام الشخصية، أو كعرض جانبي لبعض الأدوية مثل أدوية الكحة ومضادات الحساسية، أو بسبب عدوى فيروسية.
هناك حالة مثيرة تم توثيقها لرجل في الرابعة والخمسين من عمره كان يستخدم حاسوبه وفجأة بدأت أيقونات سطح المكتب بالقفز من الشاشة، على حد تعبيره.
بدأت الأيقونات في التحرك كما لو أنها تطفو في المسافة بينه وبين الشاشة لمدة عشر دقائق تقريبًا وكانت تقترب وتبتعد عنه، وتبع ذلك صداع نابض شديد، وحالة تسمى الحبسة الحسية (عدم القدرة على فهم الكلمات المكتوبة أو المنطوقة) لمدة ساعة كاملة.
بعد التحاليل، تم اكتشاف أن السبب هو ورم في المخ، مما يجعل تلك الحالة أول حالة يتم توثيقها للإصابة بالمتلازمة بسبب ورم في المخ. بالطبع لسنا في حاجة إلى نصحك بضرورة الذهاب فورًا لطبيب أعصاب إن شعرت بأي من تلك الأعراض.
كتابة: ياسمين محمد
تصميم: احمد سرور
تحرير: اسراء وصفي
