الطب

ما العلاقة بين مرض نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز؟

يظن معظمنا أن فيروس نقص المناعة البشرية HIV هو مرض الإيدز AIDS وأن لا فرق بينهما، أو أن المصاب بأحدهم حتمًا يكون مصاب بالآخر. وفي الحقيقة أن هذا الظن خاطئ، فمرض الإيدز هو إحدى تبعات فيروس نقص المناعة البشرية والتي يمكن حدوثها أو لا.

إذن فما الفرق بينهما؟
فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس يهاجم الخلايا في الجهاز المناعي، يدمر الفيروس نوعًا من خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي يسمى الخلية المساعدة “T helper cell”، ويتكاثر منتجًا نسخًا منه داخل هذه الخلايا، مما يُضعف الجهاز المناعي للشخص تدريجيًا. هذا يعني أن الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية ولا يتناول العلاج المضاد سيجد صعوبة أكبر في مكافحة العدوى والأمراض. إذا تم ترك فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، فقد يستغرق الأمر من 10 إلى 15 عامًا حتى يتضرر الجهاز المناعي بشدة إلى أن يعجز عن الدفاع عن نفسه على الإطلاق. ومع ذلك، فإن معدل تقدم فيروس نقص المناعة البشرية يختلف باختلاف العمر والصحة العامة للمصاب.

أما عن مرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة البشري المكتسب) فهو مجموعة من الأعراض الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية. يُقال أن الشخص مصاب بالإيدز عندما يكون نظام المناعة لديه ضعيفًا جدًا بحيث لا يستطيع مكافحة العدوى، وتعتبر هذه هي المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، عندها تكون العدوى متقدمة للغاية، وإذا تُركت دون علاج ستؤدي إلى الوفاة.

مراحل المرض:
1- معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يصاب بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا في غضون شهر أو شهرين بعد دخول الفيروس إلى الجسم، وقد يستمر لبضعة أسابيع، العلامات والأعراض المحتملة تشمل حمى، صداع الرأس، آلام العضلات وآلام المفاصل، طفح جلدي، التهاب الحلق وتقرحات الفم المؤلمة، تورم الغدد الليمفاوية وخاصة على الرقبة.
قد تكون هذه الأعراض خفيفة لدرجة أنك قد لا تلاحظها. ومع ذلك، فإن كمية الفيروس في مجرى الدم عالية جدًا في هذا الوقت. نتيجة لذلك، تنتشر العدوى بسهولة خلال المرحلة الأولية أكثر من المرحلة التالية.

2- المرحلة الثانية من المرض هي العدوى الكامنة السريرية.
في بعض الناس، يحدث تورم مستمر في الغدد الليمفاوية. خلاف ذلك، لا توجد علامات وأعراض محددة. يبقى فيروس نقص المناعة البشرية في الجسم وفي خلايا الدم البيضاء المصابة. وتستمر هذه المرحلة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل عام حوالي 10 سنوات إذا كنت لا تتلقى العلاج، لكن في بعض الأحيان، حتى مع هذا العلاج، يستمر لعقود.

3- المرحلة الثالثة هي التطور إلى الإيدز.
بفضل العلاجات المضادة للفيروسات، فإن معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية اليوم لا يصابون بالإيدز. ولكن دون علاج، يتحول فيروس نقص المناعة البشري عادة إلى مرض الإيدز في حوالي 10 سنوات. حيث يكون الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الانتهازية أو السرطانات الانتهازية، وقد تشمل علامات وأعراض بعض هذه الإصابات ما يلي: الحمى المتكررة، الإسهال المزمن، بقع بيضاء ثابتة أو آفات غير عادية على لسانك أو في فمك، فقدان الوزن، الطفح الجلدي.

هل يمكن علاج مرض فيروس نقص المناعة أو الإيدز؟
إلى وقت قريب لم يكن هناك علاج لأىِ منهما، فقط مضادات للفيروسات تمنع تكاثر الفيروس فى الجسم وتؤخر تطور مراحله، أما إذا تطور إلى مرحلة الإيدز فيستحيل علاجه.
مؤخرًا، هناك شخص واحد في تاريخ الوباء الذي دام 35 عامًا تم علاجه بالفعل من فيروس نقص المناعة البشرية. ويبدو أن هناك شخص آخر سينضم إليه قريبًا.

الشخص الأول كان تيموثي راي براون، أمريكي يعيش في برلين، أُصيب بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 1995 مع سرطان الدم المتقدم في عام 2006. قرر أخصائي الأورام الألماني، جيرو هوتر إجراء عملية زرع للخلايا الجذعية، أبدى من خلالها المريض طفرة نادرة تجعله محصنًا بشكل أساسي من معظم أشكال فيروس نقص المناعة البشرية. كان الإجراء محفوفًا بالمخاطر، وناجح بشكل مذهل حيث لم يتم بعده العثور على أي علامات لفيروس نقص المناعة البشرية النشط في أي مكان في جسده.

في مارس 2019، أي بعد أكثر من 12 عامًا من شفاء مريض برلين من إصابته، قدم العلماء دليلًا على أن الإنجاز قد تكرر أخيرًا. رجلٌ لم يكشف عن اسمه يعيش في لندن، أصيب بعدوى فيروس نقص المناعة ثم أُصيب بسرطان الغدد الليمفاوية والذي فشل في الاستجابة للعلاج، ولكن قام الأطباء بموافقة خلاياه التائية المساعدة مع شخص آخر لديه خلايا لديها طفرة نادرة جعلت من المستحيل على معظم سلالات فيروس نقص المناعة البشرية الإصابة بها، قاموا بزراعة هذه الخلايا به، للمرة الثانية فقط في التاريخ، يبدو أن المحاولة قد نجحت!

ما زال الوقت مبكرًا لوصف مريض لندن “بالشفاء”. لقد مر حوالي ثلاث سنوات منذ عملية الزرع، وعامين من إعطاء الأطباء الموافقة له على التوقف عن تناول علاج فيروس نقص المناعة البشرية، ولكن يظل هناك عدة أشهر من المراقبة والانتظار والكثير من تحليل الدم والأنسجة قبل أن يشعر العلماء بالراحة مقرين بأنه بالفعل شُفي من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

 

المصادر 1 2

 

كتابة: ندى أسامة

مراجعة: ياسمين محمد

تصميم: نهى عبد المحسن

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى