اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب شائعٌ ومزمن، يعاني فيه الشخص من عدم القدرة على التحكم، وتكرار الأفكار والهواجس والسلوكيات التي قد تكون وحشية. والشخص المصاب بالوسواس لا يستطيع السيطرة على أفكاره أو تصرفاته حتى لو أدرك أن تصرفاته مبالغ فيها؛ حيث أنه ينفق ما لا يقل عن ساعة واحدة يوميًا على هذه الأفكار والسلوكيات. وهو لا يستمتع عند القيام بهذه التصرفات، ولكن يشعر بالراحة لفترة وجيزة من القلق الذي تسببه هذه الأفكار.
قد يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من أعراض القلق والاضطراب الفكري، والتي يمكن أن تتداخل مع جوانب الحياة مثل: العمل، المدرسة والعلاقات الشخصية. ومن الأعراض الشائعة: الخوف من الجراثيم أو التلوث، أفكار تشمل الجنس والدين، أفكار عدوانية تجاه النفس والآخرين، وأيضا ترتيب الأشياء بشكلٍ مثالي، كما يشعر الشخص بالرغبة في القيام بسلوكيات متكررة استجابة لهذا الفكر المهووس كالتنظيف المفرط، غسل اليدين، ترتيب الأمور بطريقة محددة ودقيقة، التحقق الدقيق من عمل الأشياء كمعرفة أن الباب مغلق.
كما أن بعض الأفراد المصابين بالوسواس القهري لديهم أعراض كالتشنجات اللاإرادية الحركية المفاجئة، والتي تتكرر يوميًا كحركة جفن العين باستمرار، ارتعاش الرأس أو الكتفين وحركة الأرجل بشكل متكرر! وقد تأتي الأعراض وتذهب، وقد يحاول الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري مساعدة أنفسهم عن طريق تجنب المواقف التي تسبب قلقهم، أو قد يستخدمون الكحول أو المخدرات لتهدئة أنفسهم، وقد لا يشعر الناس بأعراض الوسواس القهري على الشخص حتى تتطور وتتدخل في علاقاته معهم.
معظم الأشخاص يتم تشخيصهم في سن الـ 19، ويكون الذكور أكثر عرضةً من الإناث والأسباب غير معروفة. ولكن هناك عوامل تساعد على ذلك، حيث أن تحديد العلاقة بينها وبين المرض يساعد على تحديد علاجات معينة وهي كالتالي:
الوراثة: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى لديهم اضطراب الوسواس القهري، معرضون بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بالوسواس القهري.
بنية الدماغ: أظهرت الدراسات التصويرية اختلافات في القشرة الأمامية والهياكل تحت القشرية للدماغ في المرضى الذين يعانون من الوسواس القهري، ويبدو أن هناك علاقة بين أعراض الوسواس القهري والتشوهات في مناطق معينة من الدماغ، ولكن هذا الاتصال غير واضح.
البيئة المحيطة: يتعرض الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة (الجسدية أو الجنسية) في مرحلة الطفولة أو غيرها من الصدمات إلى خطر متزايد لتطور اضطراب الوسواس القهري، وفي بعض الحالات قد يصاب الأطفال باضطراب الوسواس القهري بعد الإصابة بالعدوى العقدية، وهذا ما يُسمى باضطرابات المناعة الذاتية العصبية (PANDAS).
يتم علاج الوسواس القهري عادةً باستخدام الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما معًا. وبالنسبة للأدوية يصرفها الطبيب المعالج المتابع للحالة، أما العلاج النفسي فوُجد أنه يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للبالغين والأطفال المصابين بالوسواس القهري، حيث تظهر الأبحاث أن أنواعًا معينة من العلاج النفسي بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاجات الأخرى ذات الصلة (مثل: تدريب انعكاس العادة) يُمكن أن تكون فعالةً مثل الأدوية للعديد من الأفراد.
كتابة: محمد أحمد
مراجعة: منار أبوالحسن
تصميم: أحمد سرور
تحرير: أمنية عبدالفتاح