ديدان في الأمعاء!
هناك ديدان في أمعائك! لا داعي للتعجب؛ فلست وحدك مصابًا بها، بل يوجد ملايين من سكان العالم لديهم أنواع مختلفة من الديدان المعوية والمعروفة باسم الديدان الطفيلية. ومن الأنواع الشائعة في الديدان المعوية: الديدان المفلطحة، الديدان الاسطوانية، الديدان الدبوسية، الديدان الخطافية. ووجود تلك الديدان في الجسم يسبب مجموعة من الأعراض منها ألم البطن، الإسهال، القيء، الانتفاخ، الإعياء، فقدان الوزن غير المبرر والدوسنتاريا -وهو إسهال مصحوب بدم ومخاط في البراز-. كما يمكنها أن تسبب طفحًا جلديًا أو حكة في منطقة فتحة الشرج. وفي بعض الأحيان قد تمر إحدى الديدان في البراز نتيجة حركة الأمعاء. ليس من الضروري أن تظهر أي من هذه الأعراض؛ فقد يحمل الفرد بداخله الديدان لأعوام دون أي عرض.
ولكن من أين تأتى هذه الديدان، وكيف تصيب بني الإنسان؟ الأمر كله يدور في نطاق النظافة بنوعيها الشخصية والعامة، بالإضافة إلى تناول الطعام الصحي، فالديدان تنتقل للإنسان من خلال أكل لحم من حيوان مصاب وغير مطهيّ أو لم يكتمل طهوه، عن طريق استعمال مياه ملوثة، التعامل مع تربة ملوثة، صرف صحى سيء وبيئة غير نظيفة، كل هذه العوامل تساهم في نقل المرض.
حسنًا ها هي الإصابة قد حدثت، لا تلبث الديدان بعد ذلك أن تكبر وتنمو داخل الفرد ثم تتكاثر، مما قد يؤدي لظهور الأعراض على حاملها، ولكن من أكثر الناس عرضةً ليكونوا حامليها؟ الإجابة تكمن في عاملين: أولًا التعرض لبيئة غير نظيفة، فأكثر الأفراد تعرضًا هم الأطفال؛ نظرًا لكثرة لعبهم بالتراب والرمال التي قد تكون ملوثة بها. وثانيًا ضعف المناعة، لذلك يأتي كبار السن بعد الأطفال؛ نظرًا لضعف مناعتهم، أما دوليًا -وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)- تنتشر الديدان المعوية في البلاد النامية بكثرة؛ نظرًا لاعتمادهم على مصادر مياه ملوثة بالإضافة لانخفاض مستوى المعيشة.
إن تشخيص الإصابة يتم إجراؤه بعدة طرق منها: أخذ عينات من البراز لتحديد نوع الطفيل أو عينات من الدم. وفي بعض الأحيان يستعين الطبيب بالأشعة المقطعية أو السينية لتحديد أماكن الديدان. فإذا تم التشخيص وأظهرت النتائج تحقق الإصابة، فلنذهب للمرحلة التي تليها وهي العلاج. في بعض الأنواع كالديدان الشريطية، قد لا يحتاج الفرد علاجًا فقط، بل يحتاج جهازًا مناعيًا قويًا مع نظام غذائي صحي وأسلوب حياة صحي قد يعمل على التخلص منها. ولكن إن تفاقمت الأعراض إلى خروج دم أو صديد في البراز أو القيء المتكرر مع ارتفاع درجة الحرارة والضعف، فهنا لابد من استشارة الطبيب لتلقي العلاج الذي يتضمن مضاد الطفيليات والتي تختلف حسب نوع الدودة. وتبدأ أعراض التحسن عادةً بعد أسابيع من العلاج.
ولكن ماذا عن المضاعفات؟ لك أن تتخيل عائلات من الديدان تعيش بداخل الأمعاء تتحرك وتتكاثر وتنمو وتزداد في الحجم! هذا التكدس قد ينتج عنه انسداد الأمعاء، كما أن هذه العائلة تبحث عن غذاء وليس أمامها إلا غذاء الحامل لها ودمائه، وهنا تنتج الأنيميا الحادة، وتزداد خطورة المضاعفات مع كبار السن والحوامل وفي الأشخاص الذين قاموا بقمع أجهزة المناعة، مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو عدوى الإيدز. وأخيرًا فالوقاية خير من العلاج، حيث أن تفادي العدوى والإصابة بالطفيليات خيرٌ من إصابة يتبعها علاج، ومن طرق الوقاية الحرص على النظافة الشخصية والعامة، تجنب أكل الطعام نصف مطهي وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: محمد أحمد
تصميم: أميرة فيصل
تحرير: يمنى جودي