الطب

متلازمة ستيفن جونسن (Steven Jonsen syndrome)

أقراص، بودر، حقن ومحاليل هي أشكال مختلفة من العلاج وُجِدت للتخلص من مرض أو للقضاء على عرض، ولكن هل يمكن أن تؤدى هي إلى مرض ما؟ الحقيقة أنه في بعض الأحيان يدفع الاستخدام الخاطئ لبعض أنواع الأدوية إلى ظهور متلازمة تسمى متلازمة ستيڤين جونسن.

متلازمة ستيفن جونسن أو كما تسمى أيضًا “SJS” هي حالة نادرة ولكن خطيرة؛ تحدث نتيجة تفاعل حاد لدواء تم أخذه، تظهر أعراضه على هيئة فقاعات في الجلد، تساقط الجلد وتقشره، كما أنها تؤثر على الأغشية المخاطية، وقد تمتد الفقاعات لتظهر داخل الجسم وهنا تحدث مشاكل في البلع والأكل.

أعراض الـ”SJS”:
أول الأعراض التي تظهر تبدو كأعراض دور البرد والشعور بالحمى، وبعد أيام قليلة تظهر أعراض أخرى متمثلة في:
-جلد أحمر أو وردي اللون ومؤلم، يبدو كأنه محروق ويتقشر ويسقط.
-ظهور فقاعات على الجلد، الفم، الأنف والأعضاء التناسلية.
-عيون حمراء مؤلمة ودامعة. وظهور تلك الأعراض يلزم صاحبه بالتوجه إلى الطوارئ.

يوجد أكثر من ١٠٠ نوع من الأدوية قد تسبب متلازمة ستيفن جونسن SJSوأشهرها أدوية علاج النقرس، الآم التهابات المفاصل وأكثرها الوبيورنول “allopurinol”. وكذلك مسكنات الألم كأسيتمنوفين “acetminophen”، إبو بروفين “ibuprophen” وأملاح نابروكسين. ويمكن أيضًا أن ينتج عن استخدام مضادات حيوية تحتوى السلفا وهي تستخدم لعلاج العدوى. وكذلك الأدوية المستخدمة لعلاج التشنجات والأمراض العقلية.

في الأطفال أكثر أنواع الأدوية عرضة لتسبب مشاكل هي المضادات الحيوية من السلفا وأدوية علاج التشنجات خاصة “Carbamazepin”، أيضًا للأطفال الأسبقية في الإصابة عن الكبار في حالة الإصابة بعدوى الالتهاب الرئوي أو فيروس الطفح الجلدي المُسَبب لقرح البرد، تحدث الإصابة غالبًا في أول شهرين من استخدام العلاج. ويوجد بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمتلازمة جونسن SJS وهي:
-الإيدز أو تلك الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي.
-أن تكون قد أُصِبت مسبقًا بمتلازمة ستيڤن جونسن SJS.
-بعض الجينات التي تُورَّث من الآباء للأبناء.
-العلاج بالإشعاع.

بدأ الأمر بالعلاج وسينتهي بالعلاج، فعلاج متلازمة ستيڤن جونسن يتم في المستشفى، مركز الحروق أو وحدة العناية المركزة. ويشمل عدة جوانب أولها وقف الأدوية المسببة للمرض، علاج الأعراض وعلاج العدوى إن وجدت، بجانب العلاج الأساسي يجب المحافظة على الجسم في حالة مستقرة فيحرص الأطباء على إعطاء المريض كمية كافية من السوائل والبروتينات لإعادة بناء الجلد. كما يتم العناية بنظافة الجلد وذلك من خلال إزالة الأجزاء الميتة منه وتغطية الفراغات بضمادات طبية خاصة. أما العين فيتم استخدام قطر ومرطبات لحماية العين من الجفاف. وقد يستمر العلاج لأسبوعين أو أكثر وفي معظم الحالات يتم الشفاء.

في بعض الحالات يتطور الأمر مسببًا بعض المشاكل كتسمم دموي جرثومي، مشاكل في التنفس نتيجة تراكم السوائل داخل الرئة أو توقف بعض الأعضاء، في أحيانٍ أخرى يُشفي المريض ولكن يترك المرض بصمته لسنوات في صورة جفاف العين مع ألم عند التعرُّض للضوء، ندبات في الجلد نتيجة سقوطه، مشاكل في الرؤية، عدوى الفم واللثة أو أمراض الجهاز التنفسى كالتهاب الشعب المسبب لكحة ومشاكل التنفس.

إن الإصابة بمتلازمة ستيفن جونسن شيء لايمكن التنبؤ به أو توقعه، ولكن إن سبق وأصبت بتلك المتلازمة فيجب الحذر عند تناول الأدوية وخاصةً تلك التي سببت المتلازمة في المرة الأولى، وأيضًا ذوي الأصل الأسيوي لديهم فرصة كبيرة للإصابة بـSJS؛ نظرًا لوجود جين معين يحفز الإصابة. فتناول الأدوية هو طريقة علاج الأمراض والتخلص من الأعراض، ولكن الحذر كل الحذر حتى لا نعالج مرضًا ونصاب بمتلازمة SJS!​

المصدر 

 

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: دينا ناصر

تصميم: عبدالرحمن سعد 

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى