الأحياء

الوقاية هي أفضل وسيلة للنجاة

شَهِد العالم مُؤخرًا كارثة، أدَّت إلى العديد من الخسائر في البشر، وفي اقتصاد الدول، وهذا بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي نتج عنه الملايين من الوفيات والإصابات.
وتميَّز هذا الفيروس عن غيره بسرعة انتشاره، وقُدرته على التحور للتأقلُم مع الظروف، ولذلك اهتمَّ الباحثون بالتركيز على كيفية انتقال العدوى، وأسباب زيادة الأعداد بجانب البحث عن العلاج.
وبالفعل، تمَّ التوصُّل لبعض الطرق، وذلك طبقًا لمُنظمة الصحة العالمية، وهي:
– الانتقال المُباشر: من خلال الرذاذ المُتطاير من المريض أثناء العطس او السعال.
– الانتقال الغير مُباشر: من خلال لمس الأسطح والأدوات المُلوثة، والمُخالطة المُباشرة للمُصابين.
ما هي أعراض حدوث العدوى؟ تختلف الأعراض من شخص لآخر، إلا أنه يتكرر بعضها بين مُعظم الحالات، وهذه الصورة تُوضح ذلك:

هل عدم ظهور الأعراض يعني عدم إصابة الشخص بالفيروس؟

عدم ظهور أعراض لا يعني بالضرورة عدم وجود الفيروس داخل جسم الإنسان، والذي يُعدّ خطورة كبيرة بالنسبة لانتشار الفيروس.
حيث أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض، يكونون هم السبب في 50% من الإصابات الجديدة، وعدم ظهور الأعراض قد يكون بسبب مناعة الشخص القوية، وقد ظهر ذلك عند الرياضيين، ويُمكن أن تكون العدوى في بدايتها ولم تظهر الأعراض بعد.

الدراسة التي أثبتت هذه الظاهرة

لذلك، في هذه الدراسة قام الباحثون بتصنيف المُصابين لثلاثة أنواع:
– المجموعة الأولى: وهم أفراد لم تظهر عليهم أعراض العدوى بعد pre-symptomatic.
– المجموعة الثانية: وهم الذين لم تظهر عليهم أي أعراض طوال فترة العدوى never symptomatic.
– المجموعة الأخيرة: وهم الذين ظهرت عليهم الأعراض، سواء كانت كلها أو جزء منها symptomatic.
ومن ثَّم، قام الباحثون بدراسة تأثير كل منهم على زيادة أعداد المُصابين، وتمَّت هذه الحسابات لكل مجموعة بعد خمسة أيام من التعرُّض للفيروس، باعتبارها (فترة الحضانة المُتوسطة، وهي الفترة التي يستغرقها مُعظم الناس حتى تظهر عليهم أعراض الإصابة)، وافترض النموذج في البداية أنَّ 30% من الناس لم تظهر عليهم أعراض، وأنهم كانوا مُعديين بنسبة 75% مثل الذين ظهر عليهم والذين ظهرت عليهم في النهاية، إلا أنه اتضح أنَّ الذين لا تظهر عليهم الأعراض وحدهم مسئولين عن 24% من العدوى.
وباتبّاع باقي السيناريوهات، وهي أن تكون ذروة العدوى حدثت بعد ثلاثة أو أربعة أو ستة أو سبعة أيام، وقاموا برفع وخفض النسبة المئوية للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض في النموذج، بالإضافة لمُعدّل العدوى لديّهم مُقارنة بالمجموعات الأخرى، وفي مُعظم هذه السيناريوهات، تمَّ إثبات أنَّ الذين ليس لديّهم أعراض هم المسئولين بنسبة 50% عن انتقال العدوى بين الناس.

وباستمرار الدراسة، وُجِدَ أنه حتى في أكثر التقديرات تحفُظًا، وهو عندما جاءت ذروة العدوى بعد سبعة أيام من التعرُّض، فإنَّ الأفراد الذين لم تظهر عليهم الأعراض لم يُسبِّبوا أي انتقال للعدوى لأفراد آخرين، بينما الذين ظهرت عليهم الأعراض مُتأخِرة قاموا بنقل العدوى لـ 25% من الأفراد.

وبالرغم من هذه الفرضيات والدراسات، إلا أنَّ دكتور جاي بتلر Jay Butler المُشرِف على الدراسة، وهو أيضًا نائب المُدير لقسم الأمراض المُعدّية في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention، حذَّر من أنَّ نموذجهم من المُحتَمَل أنه يُقلل من النسبة الحقيقية لحالات العدوى التي يُسببها الأفراد الذين ليس لديّهم أعراض، لذلك يجب الاهتمام الشديد بإجراءات الوقاية والالتزام الشديد بها؛ لتَجنُّب الإصابة وللتَغلُّب على هذا الفيروس.

إجراءات الوقاية التي يجب اتباعها

تمثَّلت أساليب الوقاية في إجراءات بسيطة جدًا، وضَّحتها مُنظمة الصحة العالمية في بعض من النقاط:
– الالتزام بارتداء أقنعة الوجه.
– تنظيف اليدين باستمرار، بفركهما بمُطهِّر كحولي، أو غسلهما جيدًا بالماء والصابون.
– عند السعال والعطس، الحرص على تغطية الفم والأنف.
– تجنُّب الاقتراب من الأشخاص المُصابين بالحُمّى والسعال.
– إذا كُنتَ مُصابًا بالحُمّى والسعال وصعوبة التنفس، التمس العناية الطبية مُبكرًا.
– عند زيارة أسواق المُنتجات الحية، تجنَّب اللمس المُباشر للحيوانات الحية، والأسطُح التي تُلامس تلك الحيوانات.
– تجنُّب تناول المُنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدًا، وينبغي التعامُل مع اللحوم النيئة أو الحليب الخام أو أعضاء الحيوانات بعناية تامة؛ لتفادي انتقال المُلوثات من الأطعمة غير المطهُوة، وفقًا لمُمارسات السلامة الغذائية الجيدة.
والأهم من ذلك، هو ضرورة رفع وعي الأفراد بأهمية الالتزام بها؛ لتجنُّب هذه الأزمة، حتى يتمّ اكتشاف العلاج واللقاح المُناسب لهذا الفيروس.

المصادر: 1, 2

كتابة: عنان عرابي

تدقيق لغوي: أسماء مالك

اظهر المزيد

الجرعة اليومية من العلوم

مؤسسة علمية تطوعية هدفها نشر وتبسيط العلوم، وإثراء المحتوى العربي العلمي عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى