الطب

اليوم العالمي للسرطان

إنّ التاريخ البشري مليء بالكثير والكثير من الأمراض التي فتكت بالبشر على مر العصور، ولكل عصر مرض حيّر البشرية وأطاح بهم أرضًا، حتى إذا ظهر الدواء، وأصبح العلاج في متناول البشر، ويتقدم الزمان، فإذا بنا نعود للوراء ونقلب في صفحات التاريخ، باحثين ونحن مذهولون بما يمليه علينا التاريخ من قصص وآلام البشر في الماضي عن مرض ما هو إلا حالة غير خطيرة اليوم في الطب، وعلاجها قد يكون مجرد حقن أو ربما كبسولات من المواد الكيميائية فيسترد الإنسان عافيته ويكمل حياته غير مبالٍ، واليوم يحتفل العالم باليوم العالمي للسرطان، إنه مرض العصر، ومَحط اهتمام العلماء والباحثين والأطباء. لكن ما هو ذلك اليوم الذي أُسس خصيصًا للسرطان؟ وأين بدأ؟ ومتى؟ الكثير والكثير من التساؤلات ستجد إجابتها في المقال التالي.

– متى وأين بدأ اليوم العالمي للسرطان؟

بدأ اليوم العالمي للسرطان أول مرة في مؤتمر القمة العالمي الأول لمكافحة مرض السرطان، والذي عُقد في باريس عام 2000 م، أي قبل عشرين عامًا، واليوم هو اليوم العالمي للسرطان لعام 2020، وتم تأسيسه من قِبل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، وذلك لتحقيق أهدافهم التي تسعى إلى التقليل من حالات مرض السرطان وتقليل حالات الوفيات التي زادت وبشكلٍ مفزعٍ إثر انتشار ذلك الوباء اللعين.

– ما الهدف الرئيسي لليوم العالمي للسرطان؟

الهدف الأول والرئيسي من اليوم العالمي للسرطان هو نشر الوعي بأكبر قدر ممكن بين البشر، للتقليل من مخاطر المرض، وتجنبه، ومعرفة كيفية التأكد من وجوده أو عدمه، وغيرها من الأمور الصحية الواجب اتباعها حتى يتسنى للبشر العلاج والوقاية من المرض.

– ماذا يفعل البشر في اليوم العالمي للسرطان؟

في هذا اليوم يتحد الكثير من الأفراد والحكومات والمنظمات الخيرية والشركات ورجال الأعمال وغيرهم لمساعدة عامة الناس ونشر الوعي بينهم وتعريفهم على الكثير من المعلومات الأساسية عن السرطان، مثل أنواع السرطان المختلفة، وكيفية الوقاية من المرض، وكيفية علاجه، وذلك من خلال إعلانات التلفاز، والإذاعة والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلان، التي تهدف إلى نشر الوعي بين الآباء والأسر وتقلل أو تمنع تعرضهم لخطر السرطان.

في هذا اليوم يتم بيع وجبات الإفطار والغداء والعشاء، ويتم استخدام هذه الوجبات في جمع الأموال التي تُساعد في تمويل أبحاث السرطان، وتنشر الصحف والمجلات والجرائد والملصقات التي تحتوي على معلومات حول مرض السرطان، والكثير من المعلومات التي تزيد وعي العامة بهذا المرض، وتقوم بعض الدول باستخدام هذا اليوم للقيام بحملات تقوم بمناقشة الكثير من القضايا المتعلقة بالسرطان.

– بعض النصائح للوقاية من السرطان في اليوم العالمي للسرطان:-

1- توقف عن التدخين: إذا كنت من مستخدمي التبغ، فرفقًا بنفسك يا صديقي، فأنت تعرضها لأنواع عدة من السرطان بما فيهم: سرطان البنكرياس، الرئة، الحلق، الخنجرة، المثانة، عنق الرحم والكلى، فقد وَجدت الأبحاث أن هناك اتصال مباشر بين التدخين والإصابة بمرض السرطان، لذا وَجب التنبيه.

2- تناول الطعام الصحي: ملحوظة قد تكون سمعتها من قبل كثيرًا، لكن عندما يتعلق الأمر بالسرطان فيجب تكرارها، إذ ينصح الخبراء والأطباء بالتركيز على الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات، واستبدال اللحوم بالسمك، واستخدام الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون في الغذاء، ويجب تجنب السمنة وأكل اللحوم بصورة مفرطة، بل وأيضًا يجب تجنب السكريات والدهون وشرب الكحول، فقد وُجد أنه يتسبب في الإصابة بسرطان الثدي، الرئة، القولون، الكلى والكبد.

3- حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة: وُجد أنّ المحافظة على الجسم بوزن معتدل يقي من الإصابة بالكثير من أنواع السرطان التي قد تصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مثل سرطان الرئة، والبروستاتا، وأيضًا سرطان الثدي، وننصحك بإدخال الرياضة كعنصر أساسي في روتين حياتك اليومية، فقط مارسها 30 دقيقة يوميًا، واجعلها جزءًا من حياتك.

4- احمِ نفسك من أشعة الشمس: يُعد سرطان الجلد من أخطر أنواع السرطان، وقد وُجد أنّ المسبب الرئيسي له هو التعرض للشمس، لذلك ننصحك يا صديقي أن تبتعد قدر الإمكان عن الشمس عندما تكون في ذروتها وقت الظهيرة، ولا تبخل على نفسك باستخدام واقٍ للشمس، وارتدِ الملابس الفضفاضة والتي تتمتع بألوان تعكس أشعة الشمس بعيدًا عنك، وحاول أن تبقى في الظل أثناء هذه الفترة من النهار.

5- احصل على تطعيم: وُجد أنّ هناك بعض الأنواع من الفيروسات التي قد تُسبب مرض السرطان، لذا انتبه لذاتك وتناول التطعيمات التي تقيك من أنواع الفيروسات المختلفة.

6- تجنب السلوكيات الخاطئة: مازال هناك الكثير الذين يمارسون السلوكيات الغير أخلاقية التي تؤذيهم وتنقل الضرر لغيرهم، مثلًا مدمني المخدرات الذين يتعاطون المخدر عن طريق حقن الوريد ويتعرضون لفيروس التهاب الكبد، والتهاب الكبد الوبائي، وقد تتسبب هذه الفيروسات فيما بعد في الإصابة بالسرطان.

7- الفحوصات الدورية: تذكر يا صديقي أنّ مرض السرطان يُطلق عليه المرض الخبيث، إذ أنه لا تظهر أعراضه إلا في المراحل المتأخرة، أو عندما يتمكن من الجسم، لذلك فالأفضل أن تقوم بإجراء كشف دوري على جسدك لزيادة الاطمئان، والكشف المبكر عن المرض في حالة ما إذا كان بدأ بالفعل في جسدك، الكشف المبكر يساعد في السيطرة على المرض وتحجيمه.

كثير منا تعرض لفقدان أحد أحبائه بسبب هذا المرض اللعين، واليوم أصبحت الكثير من الأبحاث العلمية موجهة إليه، هناك من نجا بالحياة وهناك من نجا بالموت، رافعًا راية الاستسلام، مفارقًا لأعز ما يملك ابتغاء الراحة والسلام، فترتفع الروح وتفارق الجسد المريض، فيخف عناؤها، ويذهب الجسد الفانِ إلى مأواه، تاركًا أحباؤه ينعون ذهابه في حزن وأسى بسبب السرطان، لكن هل سيأتي اليوم الذي يصبح السرطان فيه مجرد أسطورة أرهبت البشر في وقت ما من التاريخ؟ ربما!

 

المصادر 1 2 3

 

كتابة : الاء عمارة

تحرير: اسراء وصفى

تصميم: امنية عبدالفتاح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى