الطب

كمريض للسكر، هل تصوم لفحوصات الدم؟

يُمثل الصيام قبل اختبار الكوليسترول في الدم إزعاجًا لمعظم الناس، ولكن بالنسبة لمرضى السكري فإنه يُمكن أن يكون خطيرًا. حيث أظهر بحث جديد أنه حوالي 22% من مرضى السكري الذين صاموا لإجراء الفحوصات، عانوا من انخفاض في نسبة السكر في الدم أثناء انتظارهم للقيام بالفحوصات والاختبارات المعملية. ووجَد الباحثون أيضًا أن حوالي ثُلث الذين عانوا من انخفاض نسبة السكر في الدم، فقط هم الذين لديهم معرفة حول كيفية تجنب ذلك عندما طُلب منهم الصيام من أجل تلك الاختبارات. والأكثر من ذلك هو أن الصيام من أجل فحوصات الدم تقريبًا غير ضروري أيضًا وهذا حسب ما قاله الباحثون!

 

يقول القائم الرئيسي بهذه الدراسة وهو الدكتور صالح الدسوقي -رئيس قسم الغدد الصماء في جامعة ولاية ميشيجان-: “إن الاختبار الأكثر شيوعًا والذي يصوم من أجله الملايين من الناس هو اختبار الكوليسترول، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر فالصيام غير ضروري. وذلك ما لا يعرفه معظم الأطباء، لكن في أوروبا وكندا تقول الإرشادات بالفعل أنك لست بحاجة إلى الصيام”.

 

قد يكون انخفاض نسبة السكر في الدم خطيرًا جدًا بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري إذا لم يكونوا على علم بكيفية معالجتها. وقال الباحثون أنهم عثروا على تقرير عن حالة من تايلاند يشرح بالتفصيل حدوث انخفاض مأساوي في نسبة السكر في الدم لدى امرأة، صامت لاختباراتها المعملية وتوقف قلبها في غرفة الانتظار ولم يستطيعوا إنقاذها! كما أظهرت الاختبارات أن مستوى السكر في دمها كان عند مستوى الصفر، بينما مستويات السكر الطبيعية أثناء الصيام هي ما بين 70 و100 مليجرام لكل ديسيلتر في الدم، وأي مستوى أقل من 70 مليجرام لكل ديسيلتر يعتبر منخفضًا وفقًا للجمعية الأمريكية لداء السكري.

 

تضمنت الدراسة الجديدة أكثر من 350 شخصًا لإجراء اثنين من اختبارات الغدد الصماء في مشيجان. أكمل المرضى استبيانًا من صفحتين حول تجاربهم، كان متوسط عمرهم 61، وأظهرت النتائج أن 17% من هؤلاء يعانون من انخفاض نسبة السكر في الدم بسبب الصيام من أجل القيام بالاختبارات المعملية. ومن بين هؤلاء الذين كانوا معرضين لخطر ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب أدويتهم، كان 22 % يعانون من نقص سكر الدم أثناء انتظار إجراء اختبار معمل لهم.

 

لا يقول الدسوقي أن السيطرة على الكوليسترول ليست مهمة للأشخاص المصابين بالسكر، بل إن معظم الناس إن لم يكن جميعهم يجب أن يتناولوا أدوية الكوليسترول بالفعل. ما يقوله هو أن الأشخاص المصابين بمرض السكري لا يحتاجون إلى تخطي وجبة الإفطار للحصول على اختبار دقيق للكوليسترول، وقال إن الأطباء في الولايات المتحدة كانوا بطيئين في اعتماد المبادئ التوجيهية المستخدمة بالفعل في بلدان أُخرى.

 

قال الدكتور جويل زنسزين وهو مدير مركز السكري السريري في مركز مونتيفيوري الطبي في مدينة نيويورك: “إن بعض الناس يجب أن يصوموا لإجراءٍ خاص أو أن يكون لديهم أطباء لا يتزحزحون عن رأيهم في الصيام من أجل الفحوصات المعملية، من بين المرضى الأكثر عرضة لحدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم أثناء الصيام هم الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين أو الأدوية في مستويات السلفونيلوريا أو الميغليتينيد؛ لأن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول يجب عليهم تناول الأنسولين، فبالتالي هم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل الصيام”. وأضاف الدسوقي: “كبار السن والأشخاص الذين ليس لديهم توعية أو معرفة عن نقص السكر في الدم، لديهم مخاطر عالية من انخفاض سكر الدم الخطير”.

 

وقال زونسزين: “إن هذه الدراسة تُظهر أيضًا الحاجة من أجل التعلم والبحث عن خيارات جديدة لعلاج داء السكري من النوع الثاني، ولا يحتاج المرضى بالضرورة إلى تناول الأدوية التي يُمكن أن تُقلل من نسبة السكر في الدم أكثر من اللازم. حيث أن هناك أدوية أكثر فعالية مع فوائد أكبر”. وقال أيضًا: “إن الأشخاص الذين يجب عليهم الصيام يحتاجون إلى التحدث مع طبيبهم حول كيفية تنظيم أدويتهم أثناء الصيام”.

 

المصدر

 

كتابة: محمد ضياء

مراجعة: منار أبو الحسن

تصميم: أمنية عبد الفتاح

تحرير: هدير رمضان

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى