الفيزياء والفلك

أوماموا وإشارات الراديو الصناعية

لقد تكلمنا كثيرًا في مقالات سابقة عن هذا الزائر الذي تم اكتشافه في العام الماضي، وهو أول زائر بين النجوم من خارج مجموعتنا الشمسية. ففي الثلاثة عشر شهرًا السابقة أو ما يقارب ذلك، تمت دراسات واسعة على هذا الزائر، ولقد أطلقوا عليه اسم أوماموا (Oumuamua)، ولكن كعادة أي اكتشاف جديد في الفضاء فإن الناس تصرخ وتصيح بأنهم كائنات فضائية! ولقد كان يعتقد البعض في البداية أن هذا الكائن هو سفينة فضاء.

 

كان معهد (SETI) فضوليًا، فقد أصدر ملاحظاته عن هذا الكائن في ورقة ستُنشر في عدد فبراير 2019 من مجلة اكتا اسرونتيكا (Acta Astronautica) النتائج التي توصلوا إليها، وللأسف لم يتم الكشف عن أي نقل لاسلكي من هذا الكائن. وقال جيري هارب(jerry hurb) في بيان: “كنا نبحث عن أي إشارة تُثبت أن هذا الكائن يشتمل على بعض التكنولوجيا التي كانت ذات أصل اصطناعي”. ولكننا لم نجد أيًا من هذه الانبعاثات، على الرغم من أن البحث كان حساسًا للغاية. في حين أن ملاحظاتنا لا تستبعد بشكلٍ قاطعٍ أصلًا غير طبيعي لهذا الكائن، بل إنها تُشكل بيانات مهمة في الوصول إلى الشكل النهائي المُحتمل.

 

وقد اعتقد البعض أن أوماموا هو شظية من كوكبٍ غريب أو مركبة فضائية تم إرسالها للتجسس علينا، كانت نظريات المؤامرة حول هذا الكائن منتشرة ولم يساعد العلماء، بل إن هناك اثنين من الدراسات الحديثة تقول أن الكائن لا يتصرف مثل أي مذنب أو كويكب معروف كما ورد في مجلة (Scientific American)، حتى أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن أوماموا لديه كل السمات المميزة لكونه شراعًا شمسيًا وهو جهاز عالي التقنية يتم تشغيله بواسطة ضوء النجوم.

 

إذا كانت الحجة لكونه من أصلٍ غريب هي أن تكون متخوفًا من الخصائص التي لا يمكننا شرحها بسهولة مع الأسباب الطبيعية، يمكننا أن نجد ثقوبًا بسهولة في التفسير الاصطناعي، ونتركها مع العديد من الأسئلة، إذا كان مصطنعًا في الأصل وتم إرساله بواسطة مخابرات غريبة إلى النظام الشمسي، فما هو غرضه؟ إذا كان يجمع البيانات، فلماذا لا يقوم بنقلها؟ إذا كان علينا إرسال بعثة إلى نجمٍ آخر، فهل سينتهي الأمر بهذا الشكل؟

 

من بين الأشياء التي لا تزال غير واضحة حوله أن هناك شيئًا يمكننا من قياسه وهي سرعته، إنه سريع، يتحرك بسرعة 26.33 كيلومتر (16.33 ميل) في الثانية. ولكنها ليست بالسرعة الكافية بحيث لا يمكن تفسيرها بالظواهر العادية تمامًا. وفي الواقع، عندما يتعلق الأمر بالمسافات بين النجوم، فهو بطيء للغاية، فقد يستغرق الوصول إلى أقرب نجم لنا ما يقارب حوالي 49000 سنة. وما زالت الدراسات مستمرة حول هذا الزائر إلى أن يعرف العلماء ماهية هذا الكائن الغريب.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبد المعين فهمي

مراجعة: نهاد حمدي الزين

تصميم: أمنية عبد الفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى