أثاث المنزل يُشكل خطرًا على الأطفال!
هل خطر لك في يومٍ من الأيام أن أرضيات المنزل المُغطاة بمادة الفينيل “vinyl”، والأريكة ذات الطابع الحديث التي تحمي من اشتعال اللهب قد تُودي بحياة طفلك!
حسنًا، لقد أثبتت الجمعية الأمريكية لتقدُّم العلوم أنّ الأطفال الذين يعيشون في المنازل السابق ذكرها تحتوي دمائهم وبولهم على تركيزات من مواد كيميائية عضوية شبه متطايرة عالية مقارنة بغيرهم من الأطفال، وتمّت تلك الإحصائية بناءً على تجربة أجرتها هيذر ستابلتون “Heather Stapleton” وهي باحثة في مجال الصحة البيئية بجامعة ديوك “Duke University”؛ حيث قامت بجمع 203 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 3:6 سنوات معرّضين لمنزل يحتوي على أرضيات الفينيل، وأريكة من النوع المقاوم للاشتعال؛ ثمّ قاموا بعدها بجمع عينات من أثاث هذا المنزل، وأيضًا عينات من الدم والبول للأطفال، وكانت النتائج أن الأطفال الذين يعيشون بتلك المنازل لديهم تركيزات لمنتج ثانوي من مادة “الميثيل بنزيل بوتيل فثالات” “benzyl butyl phthalate” في بولهم يبلغ حوالي 240 نانوغرام لكل مليلتر، وتلك الجرعة هي أعلى من العادي أو الحد الآمن للاستيعاب الذي أقرّته “وكالة حماية البيئة الأمريكية” “U.S. Environmental Protection Agency” مقارنًة بالأطفال العاديين الذين يحتوون على حوالي 12 نانوغرام فقط من تلك المادة.
أيضًا وجدوا أن الأطفال الذين يستخدمون أرائك مصنوعة من “مركبات إثيرات ثنائي الفينيل متعدد البروم” (polybrominated diphenyl ethers” (PBDEs”، وتلك المادة مثبطة لللهب أي مقاومة للاشتعال، تحتوي دمائهم على حوالي 108 جزء في المليار من تلك المادة أي حوالي 7 أضعاف معدل الأطفال الآخرين.
كانت تلك النتيجة مرعبة لدى الكثير حيث تمّ الربط بين تلك المادة والأعراض المصاحبة لها على الأطفال من اضطرابات تنفسية وتناسلية، والكثير من الأمراض مثل مرض فرط الحركة، والتوحُّد والسرطانات بأنواعها.
يقول جلين موريسون “Glenn Morrison” وهو مهندس بيئي في جامعة نورث كارولينا “University of North Carolina” في تشابل هيل “Chapel Hill” أنه كان هناك افتراض ضمني بين الباحثين بأن الأثاث المنزلي لا يُمكِن أن يُطلق هذه المركبات بتلك السرعة الكبيرة لتتراكم بشكل كبير في أجساد السكان.
وأضاف أيضًا إن الاستحمام وغسيل الملابس بشكل متكرر قد يحدّ من قابلية الناس لالتقاط هذه المواد الكيميائية، كما يجب أن تكون المنتجات الاستهلاكية الداخلية خالية من المكونات الكيميائية الخطرة، ويجب أن نكون على دراية ومعرفة بتلك التركيزات من المواد الكيميائية الخطرة وعلى تواصل بالمتخصصين في محلات الأثاث المنزلي لاختيار أثاث صحيّ وآمن.
كتابة: مريم محمد
مراجعة: آلاء عمارة
تصميم: عمر حسن
تحرير: إسراء وصفي