تتم تسمية جميع الكواكب على أسماء الآلهة، والآلهة اليونانية والرومانية القوية، وتتم تسمية أقمارها على أسماء الشخصيات الأسطورية المُتعلقة بتلك الآلهة. تحصل النجوم على أسماء رائعة مثل “Sirius” و”Betelgeuse”، ولكن نجمنا والقمر الخاص بنا لا يحصلان على شيء! الشمس والقمر كما هما.
الأسماء لها أهمية هائلة عبر تاريخ حضارتنا، يُمكن أنْ يعكس اسمك معلومات مُهمة حول أصل عائلتك وجنسك وحتى شخصيتك، كثير من الآباء يأخذون وقتًا كبيرًا في التفكير بشأن قرار تسمية أبنائهم، حتى يستقروا على اسم مُعين.
إذًا، مَن الذي يقوم بتسمية الأجزاء المُختلفة من عالمنا؟
الاتحاد الفلكي الدولي (IAU” (the International Astronomical Union”
والذي أُنشِئ في يوليو 1919، قبل 100 عام، هذه هي نفس المجموعة التي أعلنت في عام 2006 أنَّ بلوتو لم يَعُد كوكبًا، حددت “IAU” أسماء رسمية للكواكب الكُبرى (عطارد والزهرة والأرض والمريخ، وما إلى ذلك)، والكواكب الصغيرة والكواكب القزمة والنجوم والمُذنَّبات، ولكن بالنسبة لتسمية الشمس والقمر، فهناك تفاصيل قد تكون خفية لدى البعض.
عند الإشارة إلى الشمس (The sun) التي تُثبِّت نظامنا الشمسي، والقمر (The moon) الذي يدور حول الأرض، تقول “IAU” أنَّ كتابة الأحرف الأُولى كبيرة في كل اسم تُشير إلى أنَّها أسماء صحيحة بالفعل (ما قد تُلاحظه في هذه النقطة هو أننا نترك الحروف الأُولى صغيرة في كل من الشمس والقمر، لأنَّه نمط من أنماط الصحافة الذي يزيد من فضول القاريء، حيث يتم جعل الأحرف الأُولى من أسماء الكواكب -بما في ذلك الأرض- والنجوم كبيرة).
في فيلم جون واين “John Wayne” الكلاسيكي “بيج جيك Big Jake”، جعل شخصية الدوق اسم رفيقه الكلب بسيطًا.
تقول الدكتورة ألكسندرا هورويتز “Dr. Alexandra Horowitz” مُؤلفة كتاب “Inside of a Dog What Dogs See, Smell, and Know”: “إنَّ الكلب الذي تُوشك على جلبه إلى منزلك هو فرد له شخصية فريدة ومظهر، وسلوكيات فريدة، إنَّ تسميته “كلب” يعني مُعاملته على أنَّه غير مُميَز”.
فهل هذه هي الرسالة التي نُحاول إرسالها حول الكرة الكبيرة من البلازما التي هي السبب في استمرار الحياة على كوكبنا؟ أي قسوة هذه!
لكن الدكتور بريت شرينغهاوزن “Dr. Britt Scharringhausen” -رئيس قسم الفيزياء وعلم الفلك في كلية “بيلويت”- يُجادل بأنَّ الأمر عكس ذلك بالفعل: “قد يبدو من الغريب أنَّ هذه الأشياء المُهمة ليس لها أسماء، ولكن إذا فكرت في الأمر، فهذا يُعزز أهميتها، على سبيل المثال: القمر هو القمر، وليس أي قمر فهو لا يتطلب أي اسم آخر، لأنَّه أهم قمر”.
تَدَّعِي ناسا أنَّ السبب أكثر بساطة: حتى اكتشف “جاليليو جاليلي” أقمارًا تدور حول كوكب المُشتري في عام 1610، لم نَكُن نعرف حتى بوجود أقمار أُخرى هناك، لذلك كان قمرنا هو القمر الوحيد، سُمِّيت أقمار كوكب المُشتري والأقمار الأُخرى التي اكتشفناها منذ ذلك الحين بأسماء مثل “Europa” و”Callisto” و”Ganymede” حتى نتمكن من تمييزها عن القمر.
في المضمون، نُطلِق على الشمس اسم “الشمس” والقمر “القمر” لنفس السبب، هناك أشخاص يُطلقون على والديّهم “أمي” و”أبي”، هذا لا يُنقِص من أهميتهم شيئًا؛ بل يدل على مدى أهمية الدور الذي يلعبونه في حياتنا. إنَّهما ليسا فقط أي شمس أو قمر، إنَّهما الشمس والقمر!
كتابة: هدير فوزي
مراجعة: أحمد مغربي
تحرير: أسماء مالك
تصميم: عاصم عبد المجيد
