الطب

اختبار الدم قد يساعد في علاج سرطان الثدي!

هل يمكن أن يساعد الحمض النووي -من ورم الثدي لدى المرضى- على اكتشاف ما إذا كانت خلايا السرطان لا تزال في الدم؟

في المراحل الأولى من سرطان الثدي، تخضع المريضات للعلاج الكيميائي قبل الجراحة لتدمير الخلايا السرطانية. فإن أفلح العلاج، قد لا تحتاج المريضة للجراحة؛ فتقريبًا ثلث المريضات اللاتي يخضعن للجراحة لم يتم العثور على أي خلايا سرطانية بعد فحص العينات المستخرجة جراحيًا منهن.

المشكلة هنا أنه لا توجد طريقة لقياس مدى فعالية العلاج الكيميائي، وبالتالي اتخاذ قرار الجراحة بشكلٍ قاطع. فالأطباء يستنتجون مدى حاجة المريضة للجراحة من عدمها بعد الجراحة! ولكن بدأ حل جديد لتلك المشكلة يلوح في الأفق. حل تقترحه دراسة صغيرة، جديدة، وواعدة جدًا أُجريت في معهد بحوث الجينوم الانتقالي (TGen) بولاية أريزونا الأمريكية. تضمنت الدراسة إجراء اختبار دم يمكن من خلاله معرفة ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية متبقية وحساب كميتها. كما يمكن أن يساعد هذا الاختبار في معرفة مدى فعالية العلاج الكيميائي، مما يبشر بإمكانية الحد من العلاجات الإضافية غير الضرورية لسرطان الثدي.

الطرق والتحاليل التقليدية تقوم بتتبع خيطٍ صغيرٍ تتركه الخلايا السرطانية ورائها في الدم، وهو بعض من جزيئات الDNA التي تتحرر من الورم إلى الدم، وتسمى جزيئات الحمض النووي المتجولة أو الدوارة (Circulating Tumor DNA) (ctDNA). تتواجد تلك الجزيئات بوفرةٍ في المراحل المتأخرة من سرطان الثدي، ويسهل تتبعها مما يحسم قرار التدخل الجراحي. ولكنها تندر جدًا في مراحله الأولى، مما يوقع الأطباء في حيرةٍ من أمرهم كما ذكرنا سابقًا. الاختبار الجديد -الذي أُطلق عليه “TARDIS”- يقوم بتتبع جزيئات الحمض النووي تلك أيضًا، ولكن بحساسيةٍ أعلى 100 مرةٍ مقارنةً بالطرق السابقة.

أُقيمت الدراسة على 33 سيدة من مرضى سرطان الثدي، تتراوح أعمارهن بين 40 و70 عامًا، دون انتشار الخلايا السرطانية لأي من أجزاء الجسم، وتمت متابعتهن لعدة أشهرٍ من تاريخ التشخيص حتى تاريخ العملية الجراحية لإزالة الورم. بالنسبة للنساء اللاتي استجبن بشكلٍ جيدٍ للعلاج الكيميائي، أظهر الاختبار الجديد انخفاضًا بنسبة 96٪ في جزيئات (ctDNA). وأولئك اللاتي لا يزال الورم نشطًا لديهن، أظهرن فقط انخفاضًا بنسبة 77٪ مما يشير إلى أن الاختبار سيكون مفيدًا لتوجيه علاج السرطان.

بالرغم من نجاح الاختبار إلى أنه من السابق لأوانه التكهن بما قد يكلفه. بالإضافة إلى حاجة الاختبار إلى أن يقام على عددٍ أكبر من المتطوعين؛ فإذا تمكنت فرق البحث الأخرى من تكرار النتائج، فقد يكون الاختبار خطوة مهمة في طريق علاج السرطان.

تم نشر هذه النتائج في 7 أغسطس، في مجلة “Science Translational Medicine”.

 

المصدر

 

كتابة: محمد ضياء

مراجعة: ياسمين محمد

تحرير: زياد محمد

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى